ثقافي / منصة سعودية تدعم القراءة علاجًا سلوكيًّا للأطفال في معرض “الرياض تقرأ”

الرياض 13 ربيع الآخر 1447 هـ الموافق 05 أكتوبر 2025 م واس
برزت مبادرات تربوية سعودية جديدة تسعى إلى توظيف الكتاب وسيلة علاجية وسلوكية، تُعزز نمو الطفل النفسي والاجتماعي من خلال القصة الشخصية، وخلال معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، تعرض “قصتي” عملها على تطوير نموذجٍ مبتكرٍ يقوم على تأليف كتب مخصصة للأطفال تُكتب بأسمائهم وتُدمج فيها صورُهم واهتماماتُهم اليومية، ليجد الطفل نفسه داخل الحكاية ويتفاعل مع أحداثها بوصفها امتدادًا لواقعه.
وبحسب المنصة فإن هذا النوع من القصص يهدف إلى غرس القيم الإيجابية، وتعديل السلوكيات، وتشجيع الأطفال على القراءة من خلال تجربةٍ تفاعلية تجمع بين المتعة والتعلم، وتتنوع المنتجات المقدمة بين قصص ورقية ورقمية ودفاتر تعليمية وكتب تلوين مصممة لتناسب مختلف المراحل العمرية، إضافة إلى مؤلفات تتناول الجوانب اليومية في حياة الطفل مثل الأذكار والعادات الصحية والنظام الشخصي.
وكشفت تجارب الأسر مع هذه المبادرات أن الكتاب الشخصي يمكن أن يتحول إلى وسيلةٍ لملاحظة سلوك الطفل وميوله، إذ يشارك في بعض النماذج في استكمال أحداث القصة بنفسه بعد مقدمة مكتوبة، مما يتيح للوالدين فرصة متابعة طريقة تفكيره واستجابته للمواقف المختلفة، وأثبتت أن تخصيص القصة باسم الطفل وصورته يزيد من تفاعله مع المحتوى ويُعزز قدرته على تبني السلوكيات الإيجابية بشكلٍ طبيعي ومستمر.
ويأتي هذا التوجه اتساقًا مع ما يعرف في المجال التربوي والنفسي بـ”الأدب العلاجي”، الذي يعتمد على استخدام النصوص القصصية وسيلة مساندة للتربية والعلاج النفسي، وهذا الأسلوب يطبق في مدارس ومراكز عالمية، وتعمل مبادرات سعودية على تكييفه بما يتناسب مع ثقافة الأسرة واحتياجاتها، عبر ربط القيم والسلوكيات بنصوصٍ تربويةٍ مكتوبة بالخصوص لكل طفل.
ويمثل هذا النموذج خطوة مهمة نحو دمج الكتاب في منظومة التربية الحديثة، وتحويله إلى وسيلة عملية لدعم الصحة النفسية والسلوكية للطفل داخل المنزل والمدرسة، ومع توسع التجربة، يُتوقع أن تُسهم مثل هذه المبادرات في بناء جيلٍ أكثرَ وعيًا بذاته، وأكثر قدرةً على التَّعبير عن مشاعره وفهم سلوكياته من خلال القراءة والتفاعل مع القصة المكتوبة له.
يُذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 يُقام تحت شعار “الرياض تقرأ”، المنبثق من حملة “السّعودية تقرأ”، التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة بهدف تعزيز شغف القراءة والمعرفة لدى جميع فئات المجتمع، وتشجيع الثقافة والإبداع، وإتاحة الفرصة أمام القراء للتفاعل مع المبدعين والمؤلفين، بما يُسهم في نشر الثقافة وإثراء المشهد الأدبي والفكري في المملكة.
// انتهى //
17:08 ت مـ
0143