ثقافي / من الجبس إلى السدو.. رحلة الحرف التقليدية السعودية في “بنان”

الرياض 26 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 17 نوفمبر 2025 م واس
استعرض عددٌ من الحرفيين في معرض بنان 2025 مجموعةً من الحرف التقليدية التي تعكس تنوّع الموروث الحرفي في مناطق المملكة، بدءًا من حرفة الجبس، ثم الفخار، تليها حرف الخوص، وصولًا إلى السدو، إضافةً إلى صناعة اللوحات الفنية وفنون الخط العربي.
وأوضح الحرفيون في حديثهم لـ”واس” أن حرفة الجبس تعتمد على خلطه وتشكيله ثم حفره وتلوينه لإنتاج قطع زخرفية مستوحاة من الهويّات المحلية والعناصر المعمارية التقليدية، وتشمل الجداريات رموزًا مثل الزخارف الحساوية والدلة النجدية، مع استخدام أدوات الحفر اليدوية أو شبه الآلية لتفاصيل أدق.
وبينوا أنه يمكن تنوع قطع الجبس بين الجداريات الكبيرة والصناديق والزخارف الصغيرة، مع إمكانية دمج ألوان متعددة لإضفاء لمسات جمالية مميزة، حيث يعد الجبس من أبرز الوسائل لإظهار المهارة الفنية والتصميم المعماري التقليدي، مستخدمين تقنيات مزج الألوان للحصول على تأثيرات بصرية متنوعة وإبراز الرموز التراثية بشكل أكثر جاذبية.
وفيما يتعلق بحرفة الخوص أوضحوا أن موادها تتنوع بين سعف النخيل والخيش والخشب المخملي، وتختلف التصاميم والألوان بحسب المنطقة، حيث تُستخدم في صناعة السلال، والحُلي، والقطع الزخرفية، وتظهر القدرة على الابتكار ضمن الحرفة التقليدية، مع مراعاة العناصر الجمالية التي تعكس الثقافة المحلية لكل منطقة، كما يتميز بعض الخوص بدمج تقنيات النسيج والتطريز لتقديم قطع فنية مبتكرة تجمع بين الوظيفة والجمالية.
وبين الحرفيون أن صناعة اللوحات الفنية على الخشب تشمل تقنيات متعددة مثل التطريز بالخيوط، الطباعة الحرارية، والتلوين بزيت الخشب، وتتميز هذه اللوحات بالدقة والتفرد في التصميم، ويمكن دمج الألوان والنقوش لتقديم قطع فنية غنية بالتفاصيل تعكس التراث والفن الأصيل.
وأشاروا إلى أن مراحل الفخار والتشكيل اليدوي تشمل تشكيل القطع ونقشها وتجفيفها، ثم تسخينها في أفران كهربائية بدرجات حرارة محددة لضمان تماسك المادة الخزفية وإظهار ألوانها النهائية، حيث تتنوع المواد المستخدمة بحسب المنطقة، ويعد الطين الأحمر الأكثر شيوعًا، بينما الأبيض والأصفر والأسود من الأنواع النادرة، ويضاف النقش الدقيق باستخدام أدوات صغيرة تشبه الأختام.
وأوضحوا أن الفخار يتميز بتعدد الألوان ودمجها معًا لتظهر بشكل فريد، مع إبراز الزخارف التراثية وإظهار جمال كل قطعة، ما يجعل كل عمل فريدًا ويعكس خبرة الحرفيين ومهارتهم العالية، وتستخدم بعض القطع تقنيات تلميع خاصة لإبراز لمعان الألوان وإضافة بعد جمالي إضافي للعمل النهائي.
وأفاد الحرفيون أن الخط العربي يعد من الفنون اليدوية الدقيقة، ويعتمد على أدوات تقليدية مثل القصبة والمحبرة، مع الاستفادة من بعض الوسائل الحديثة كالطباعة بالليزر والطباعة الحرارية على اللوحات، مشيرين إلى أن الخط العربي يعتمد على أساليب متعددة مثل النسخ والديواني والثلث، ويتميز كل أسلوب بدقة خاصة في الكتابة والزخرفة، ويُستخدم في تصميم اللوحات التحف الفنية والجدران، ليعكس التراث الثقافي والفني للمملكة بأسلوب يجمع بين الأصالة والابتكار.
وأبانوا أن الألوان والحروف تُنَسَّق بما يتناسب مع طبيعة كل لوحة، لإظهار التوازن بين جمال الخط وتفاصيل الزخارف.
وأوضحوا أن حرفة السدو تعتمد على خامات طبيعية مثل صوف الغنم ووبر الإبل وشعر الماعز، حيث تبدأ العملية بجزّ الصوف في منتصف فصل الربيع أو نهايته، ثم تمر عبر مراحل العمل بعمليات النفش والعمت والعزل لتجهيز الخيوط، ويتميز السدو بنقوشه المتعددة مثل العويرجان والضلعة والحبيبة (أو الميلة)، فيما تُعد “نقشة الشجرة” من أصعب النقوش وأكثرها شهرة، إلى جانب استخدام “المذخر” الذي يُستخدم لتزيين الإبل.
وتطورت استخدامات السدو من كونه عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية إلى منتج جمالي وزخرفي، حيث بات يُستخدم في صناعة الميداليات والمعلقات والملابس التراثية ومختلف الإكسسوارات، فيما ترافق مراحل النسج أهازيج متوارثة تعكس ارتباط الحرفة بذاكرة المكان والإنسان.
وأكد الحرفيون المشاركون في المعرض أن الأعمال المعروضة تعكس مهارات وطنية أصيلة، وتحافظ على الطابع التراثي للحرف السعودية، وتبرز هوية كل منطقة بشكل واضح، كما يتضمن المعرض عروضًا حية توضح مراحل العمل والإنتاج التقليدي.
// انتهى //
23:00 ت مـ
0257