ثقافي / مهرجان الدرعية للرواية.. منصة تعيد تشكيل علاقة الزوار بالسرد

الدرعية 29 جمادى الأولى 1447 هـ الموافق 20 نوفمبر 2025 م واس
استعاد حيّ البجيري مكانته التاريخية بصفته مركزًا للعلم والمعرفة، منذ انطلاق فعاليات مهرجان الدرعية للرواية في 16 نوفمبر الجاري، إذ يلتقي الأدب بالتاريخ، ويمتزج فيه السرد مع المكان، ليحتضن العلماء والشعراء، وتحولت أروقته إلى منصات تستقبل القراء، وتستضيف الكتّاب، وتعيد تشكيل علاقة الزوار بالسرد.
وشهد المهرجان الذي يحمل شعار “للسرد ملفى، وللقصة مكان” خلال الأيام الماضية، أمسيات متنوعة ناقشت أساليب الأدباء في استحضار التاريخ وإعادة فتح أبوابه؛ لإضاءة ما خفي من معانيه وتجاربه الإنسانية، من خلال تساؤلات متنوعة حول الهوية والذاكرة، تسهم في اكتشاف رؤى جديدة من الحقيقة التي يرويها الخبراء بعيون معاصرة.
وفي المهرجان الذي يعيد تفسير علاقة الزوار بالتاريخ، تناول عدد من الكتّاب والرواة المحليين والعالميين طرق إعادة الشخصيات التاريخية إلى واقع اليوم، ودور التأويل الإبداعي في الموازنة بين صدق الرواية وحرية الخيال، عبر ورش عمل وجلسات تفاعلية تمنح الحضور فهمًا أعمق لتقنيات السرد الوصفي والبصري، ويتعرفون من خلالها على آليات التكامل بين الصورة والنص، ومدى قدرة الإيقاع على فتح باب جديد للمعنى.
ووجد الزوار في “ملتقى الرواة” الذي يمثل أحد أبرز عناصر المهرجان، مساحة مفتوحة للتصفح والاكتشاف، عبر أجنحة أعدت لتكون محطات قصيرة نحو عالم أوسع من القراءة، في حين يواصل “مجلس الراوي” تقديم حكايات مستوحاة من الذاكرة السعودية، إذ يعرضها بروح شفهية دافئة، ملامسًا قيم العدالة والإيمان والإنسانية التي شكلت وجدان الدرعية وتاريخها على مر العصور.
وجذبت تجربة “قصّ لنا قصة” المهتمين بتسجيل ذكرياتهم الشخصية في المهرجان، بينما قدمت تجارب “من الراوي؟” و”الدرعية بين السطور” طرقًا مبتكرة للتفاعل مع النصوص بعيدًا عن الأشكال التقليدية المستخدمة في التدوين والكتب.
وتقدم الفعاليات صورة متكاملة لحي البجيري بوصفه مساحة تجمع التراث العريق والروح المعاصرة، وتبرز مكانته مركزًا ثقافيًا يحتفي بالرواية والأدب على مدى أسبوعين، خلال الفترة ما بين 16 – 29 نوفمبر الجاري.
ويستقبل المهرجان زواره يوميًا بدءًا من الخامسة مساءً، عبر برنامج شامل يضم أكثر من 40 ورشة وجلسة حوارية باللغتين العربية والإنجليزية، إضافة إلى ما يزيد على 20 أمسية ومحاضرة يشارك فيها أكثر من 30 من الأدباء والرواة.
ويأتي مهرجان الدرعية للرواية ضمن حزمة من البرامج والأنشطة التي يقيمها موسم الدرعية 25 – 26، تحت شعار “عزك وملفاك”، متضمنًا تجارب تفاعلية متنوعة، وعروضًا حية، ومعارض فنية، ويسلط الضوء على الإرث الثقافي والاقتصادي الغني للدرعية؛ ليمثل دعوة مفتوحة للتفاعل مع الماضي العريق للمملكة، واكتشاف روعة الحاضر، في أجواء مليئة بالأصالة والتراث.
// انتهى //
19:28 ت مـ
0218