استجابة لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة… الإمارات تعلن دعمًا بقيمة 550 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية للأمم المتحدة لعام ٢٠٢٦
مجلس وزراء الإعلام العرب يختتم أعمال دورته الـ 55 بمقر الأمانة العامة بالقاهرة
مندوبا عن الملك والملكةالامير طلال يكرم الفائزين بجائزة الحسين لأبحاث السرطان
الدورة السابعة لملتقى التعاون العربي -الصيني في مجال الإذاعة والتلفزيونتنعقد في الصين يومي 4 – 6 نوفمبر الحالي
الصياهد 29 جمادى الآخرة 1447 هـ الموافق 20 ديسمبر 2025 م واس
في مشهد يلخص حكاية جيلٍ كامل، حضرت أم سند إلى مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته العاشرة، حاملةً معها سيرة حياة تشكّلت تفاصيلها بين رمال الصحراء، وصوف الأغنام، وسواني الماء، لتتحول إلى شاهد حي على إرث ثقافي سعودي أصيل يجد مكانه المستحق على منصة وطنية كبرى.
وعاشت سنوات عمرها الأولى في الصحراء، حيث كانت الحياة تعتمد على العمل اليومي والكفاح المستمر، رعت الأغنام، وشاركت أسرتها تفاصيل العيش البسيط، قبل أن تتقن واحدة من أقدم الحرف البدوية, نسج بيوت الشعر من غزل الأغنام، تلك البيوت التي شكّلت مأوى الإنسان البدوي، وحفظت خصوصيته، ووفّرت له الدفء والحماية من قسوة المناخ.
وامتدت مسؤولياتها الحرفية لتشمل مساندة والدها في سقاية الإبل، باستخدام “السواني” الوسيلة التقليدية لرفع الماء من الآبار قبل ظهور الصهاريج والوسائل الحديثة، وبين الجهد البدني والصبر اليومي، تعلّمت قيمة الاعتماد على النفس، وأهمية الإبل في حياة الصحراء، ودورها المحوري في الاستقرار والمعيشة.
وعاصرت التحولات الكبرى التي شهدتها المملكة، من الطرق الترابية إلى المعبدة، ومن الوسائل البدائية إلى التقنيات الحديثة، دون أن تنقطع صلتها بما تعلّمته في بداياتها، إذ حافظت على مهاراتها الحرفية، وطوّرتها بما يتناسب مع الحاضر، لتصبح منتجاتها شاهدًا على استمرارية التراث لا اندثاره.
وفي مشاركتها الأولى بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، تعرض بعض المنتجات التي نسجتها، إلى جانب مستلزمات الإبل، وتحمل بعدًا يتجاوز العرض الحرفي، إذ تمثل اعترافًا بقيمة ما قدّمته الأجيال السابقة، وتأكيدًا على أن التراث ليس مادة للعرض فحسب، بل هو قصة إنسانية متكاملة، عنوانها الصبر والعمل والاعتزاز بالهوية.
وتختصر سيرة أم سند رسالة المهرجان في أحد أوجهها, وهي الحفاظ على التراث الثقافي السعودي، ونقله للأجيال الحالية بوصفه ركيزة من ركائز الهوية الوطنية، وذاكرة حية تستحق أن تُروى.
// انتهى //
18:38 ت مـ
0063