الرياض 01 جمادى الآخرة 1447 هـ الموافق 22 نوفمبر 2025 م واس
في جناحٍ يضجّ بالألوان ويمتزج فيه الماضي بالحاضر، يشارك الفنان نايدونغ يانغ في الجناح الصيني “ضيف الشرف”، ضمن فعاليات الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية “بنان” الذي تنظمه هيئة التراث، حاملًا معه واحدًا من أعرق الفنون الشعبية الصينية وأكثرها ارتباطًا بالهوية المحلية، وهو فن الرسوم السنوية على الخشب في قرية يانغ جيا بو.
ويُعد نايدونغ يانغ الوريث الوطني الممثل لهذا الفن، والمصنّف ضمن مشاريع التراث الثقافي غير المادي في الصين على المستوى الوطني، حيث تمتاز هذه الحرفة بأنها جزء متجذر في الذاكرة الصينية، ظهر وانتشر في مدينة ويفانغ بمقاطعة شاندونغ، وحافظ على حضوره عبر مئات السنين بفضل الحرفيين الذين نقلوا تقنياته بدقة وإخلاص.
داخل الجناح الصيني في “بنان”، يستقبل يانغ الزوار وهو يجلس خلف طاولة تحيط بها عشرات النماذج من أعماله، تتنوع بين لوحات خشبية مطبوعة ونسخ ملونة تكشف عمق هذا الفن الشعبي، وتمنح الزائر فرصة فريدة لمشاهدة المراحل التي تمر بها اللوحة قبل أن تتحوّل إلى قطعة مكتملة، إذ يعتمد الفن على سلسلة من الخطوات الدقيقة التي لا تزال تُمارس يدويًا حتى اليوم.
ويشرح يانغ للمهتمين أن العملية تبدأ بـ”رسم التصميم الأساسي”، ثم وضع طبقة الجيلاتين التي تُهيّئ الخشب للنقش، بعد ذلك تأتي مرحلة تهذيب اللوح ونقشه بالأدوات اليدوية التي تتطلب تركيزًا عاليًا وقدرة على التعامل مع تفاصيل دقيقة جدًا، قبل أن يُطرَق اللوح لتنعيمه وإعداده للطباعة، وتُختتم العملية بمرحلة الطباعة الأساسية، يليها العمل الأكثر تعقيدًا وهو الطباعة الملونة المسجّلة، التي تُنفَّذ لونًا بعد لون للحصول على النتيجة النهائية.
ويشكّل وجود يانغ في “بنان” محطة مميزة للزوار السعوديين والدوليين الراغبين في اكتشاف تراث الصين من زاوية غير مألوفة. فبينما يشتهر العالم بالخط الصيني والفخار، تأتي الطباعة الخشبية في يانغ جيا بو كفن أقل انتشارًا خارج الصين، لكنها تحمل عمقًا تاريخيًا يضاهي أكبر مدارس الفنون الشعبية.
ومشاركته في الجناح تعكس التعاون الثقافي بين المملكة والصين داخل فعالية تُعد الأكبر من نوعها، إذ تجمع تحت سقف واحد عشرات الحرفيين من مختلف الثقافات، وتتيح للجمهور فرصة التعرّف على مهارات عالمية بأسلوب مباشر وحي.
ويُبرز معرض “بنان”، بتنظيم هيئة التراث، قيمة هذه المشاركات الدولية التي تمنح الحدث بعده العالمي، وتؤكد أن الحرف اليدوية ليست مجرد ممارسات تقليدية، بل جسور للتواصل بين الشعوب، ومن خلال وجود يانغ ونظرائه من الجناح الصيني، يصبح الزائر أمام تجربة بصرية وتاريخية متكاملة تكشف عن جماليات الخشب، وحكايات المنازل القديمة، وروح المجتمعات التي ما زالت تحفظ تراثها عبر هذه الرسوم.
// انتهى //
01:53 ت مـ
0006