ثقافي / “ندوة تاريخية” تسلط الضوء على رؤية الطبري ومنهجه في التدوين بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2025

الرياض 12 ربيع الآخر 1447 هـ الموافق 04 أكتوبر 2025 م واس
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، أقيمت ندوة علمية تناولت تاريخ الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، أحد أبرز المؤرخين المسلمين في القرون الثلاثة الأولى، ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025.
وناقشت الندوة، أثر الطبري في صياغة التاريخ الإسلامي، ومنهجه في التدوين، وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين العرب.
واستعرض محقق الكتاب الدكتور بشار عواد معروف، أهمية النشرة الجديدة لكتاب تاريخ الملوك وأخبارهم للطبري، مبينًا أنها أول نشرة علمية تراعي المنهج النقدي في تحقيق النصوص التاريخية.
وأوضح أن النشرة اعتمدت على جمع النسخ الخطية المتوفرة حول العالم، ومقابلتها، وإثبات القراءة الأنسب، مع توثيق القراءات الأخرى في الهوامش، فضلًا عن تخريج الأحاديث النبوية المرفوعة والحكم عليها، وترجمة رجالات أسانيد الكتاب، وكتابة دراسة ضافية عن منهج الطبري وموارده وأهمية مؤلفه، إضافة إلى صناعة كشافات متنوعة تيسّر الإفادة منه.
عقب ذلك، قدّم الدكتور رضوان السيد محاضرته بعنوان الطبري والتاريخ: قراءة معاصرة في الرؤية والمنهج، حيث عرض من خلال خمسة مداخل أبرزها: رؤية الطبري للعالم في الزمان والمكان والغاية، وتوثيقه لمرحلة المبعث والمغازي، وطرائقه في التدوين والرواية، وصولًا إلى نقد الطبعات السابقة من تاريخه.
وأشار إلى أن الطبري جمع بين منهج المحدثين والاعتماد على القرآن الكريم في رواية أحداث المبعث، وأن رواياته استقامت بعد الهجرة وفي أحداث الغزوات، مؤكدًا أهمية النشرة العلمية التي أعدها بشار عواد معروف بوصفها تصحيحًا للأخطاء السابقة ومصدرًا تحليليًا لموارده التاريخية.
ثم تناول الدكتور مضر عدنان طلفاح من جامعة اليرموك بالأردن ورقته العلمية بعنوان الطبري والتاريخ: قراءة جديدة في كتاب تاريخ الرسل والملوك، حيث أوضح أن الطبري شكّل بمروياته التاريخية الإطار العام لفهم التاريخ الإسلامي في القرون الثلاثة الأولى، وأن كثيرًا من المؤرخين المسلمين والمحدثين تأثروا بمنهجه وميوله السياسية والإقليمية.
وبيّن أن إعادة قراءة الطبري تسهم في كشف المعالم الرئيسة لشخصيته كمؤرخ، وتسليط الضوء على جغرافية موارده التاريخية، والوقوف على أثره في المؤرخين اللاحقين الذين اعتمدوا عليه في صياغة مؤلفاتهم.
واختتم المشاركون بالتأكيد على أن الجهود البحثية الحديثة في تحقيق تراث الطبري، إلى جانب نشرات أخرى مثل أنساب الأشراف للبلاذري، تمثل نقلة نوعية في إعادة النظر في نظرية التاريخ عند العرب والمسلمين، وإبراز قيمتها للباحثين المعاصرين.
// انتهى //
03:13 ت مـ
0009