خبراء وناشطون بالعمل الإنساني لـ”قنا”: شهر رمضان فرصة لتعزيز العمل الخيري من خلال التعاون والمسؤولية المجتمعية

الدوحة في 28 مارس /قنا/ أكد عدد من الخبراء والناشطين بالعمل الإنساني على أهمية التوسع بالنشاطات الخيرية خلال شهر رمضان المبارك، الذي يعكس مدى التراحم والتكافل بين أفراد المجتمع، مشيرين إلى ضرورة تعزيز مبدأ التشاركية بالعمل الخيري الإنساني، من خلال التعاضد والمسؤولية المجتمعية التي ترسخ مفهوم التعاون والمودة، باعتبارها الحاجة الماسة التي يتوجب أخذها بعين الاعتبار خلال الفترة الراهنة.

وأوضح الخبراء والناشطون بالعمل الإنساني في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أن الطرق والوسائل المتاحة لتقديم العمل الإنساني باتت عديدة ومنوعة من خلال الجمعيات والجهات المعنية المرخصة قانونيا، بجانب الوسائل المجتمعية الأخرى التي تتيح للفرد المشاركة في المنظومة الإنسانية التي تتسع للجميع دون استثناء، منوهين بأن الشهر الفضيل يعد بمثابة فرصة حقيقية للسير قدما نحو الأعمال الخيرية والإنسانية التي تحقق الأهداف المرجوة في حياة الآخرين.

وقال السيد خالد اليافعي مدير إدارة الطوارئ والإغاثة في مؤسسة قطر الخيرية، إن الجمعيات والمنظمات الخيرية من بينها قطر الخيرية تتنافس في تنفيذ سلسلة من المشاريع الموسمية التي تدعم الأمن الغذائي وتخفف من معاناة المحتاجين حول العالم من النازحين واللاجئين، مشيرا إلى أن مبادرات قطر الخيرية تركز على مناطق الأزمات والكوارث، فضلا على الفئات الأكثر احتياجا في المجتمعات الفقيرة من خلال مشاريع إفطار الصائم: ” السلال الغذائية ووجبات وموائد الإفطار، وتوزيع زكاة الفطر، وكسوة العيد”، إضافة إلى عيدية الأيتام وأطفال أسر ذوي الدخل المحدود، بهدف المساهمة في تخفيف معاناة الآخرين، ورسم الابتسامة على وجوه الأطفال، والنساء والأرامل والأيتام.

وأوضح اليافعي في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أنه خلال هذا العام تم إطلاق مبادرة (رمضان الأثر) امتدادا لما تقوم به قطر الخيرية منذ بداية نشاطها، وذلك بدعم أهل الخير من (دولة قطر و40 دولة حول العالم)، لافتا إلى أن هناك مشاريع موسمية سيتم تقديمها لصالح العمال والأسر ذات الدخل المحدود والأيتام وأبناء الجاليات، إضافة إلى تقديم المساعدات للغارمين والأرامل والحالات الإنسانية والمرضية وغيرها عبر (منصة الأقربون)، بالإشارة إلى البرامج المجتمعية والثقافية التي ستنفذ للجمهور، بجانب الفعاليات الخاصة بالمتطوعين.

بدوره، أكد السيد عبد العزيز حجي، مدير إدارة البرامج والتنمية الدولية بقطر الخيرية، أن هناك احتياجا كبيرا للأعمال الخيرية والإنسانية نظرا للأزمات الممتدة والكوارث وآخرها الزلزال الذي ضرب الشمال السوري وتركيا، مؤكدا أن قطر الخيرية تحرص على الوصول لأكبر قدر ممكن من المحتاجين خلال شهر رمضان الذي جاء للتراحم والتكافل ومساعدة المحتاجين.

وأضاف حجي في تصريحات مماثلة، أن قطر الخيرية “إيمانا منها بتحقيق التكافل بين جميع أفراد المجتمع، والذي يعد أمرا متعارفا عليه في مجتمعنا ويتجسد بشكل أكبر خلال شهر رمضان”، قامت بإطلاق العديد من المبادرات التي تهدف إلى إرساء قواعد التكافل الاجتماعي بحيث يكون أفراد المجتمع سواسية، عبر تحقيق الأثر الإيجابي للمتبرع والفرق الكبير في حياة المستهدفين، من خلال المساعدات المقدمة التي تسهم بتخفيف معاناتهم والإسهام في توفير حياة كريمة لهم ولأسرهم.

ومن ناحيته، قال السيد فيصل العمادي المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري، إن العمل الإنساني هو نهج يعتمده الهلال الأحمر القطري منذ تأسيسه، ويستمد دوافعه من تقاليد دولة قطر بمكانتها الرائدة في هذا المجال، لافتا إلى أن خارطة العمل الإنساني تتسع خلال شهر رمضان المبارك، عملا بتعاليم ديننا الحنيف، الذي حض على إطعام الطعام وإخراج الصدقات خلال الأيام الفضيلة.

وعن المشاريع التي يقدمها الهلال الأحمر القطري، أوضح العمادي في تصريحات خاصة لـ”قنا”، أن الهلال الأحمر القطري يعمل على تنفيذ العديد من المشاريع الخيرية والإنسانية على الصعيدين المحلي والدولي، وذلك من خلال حزمة متنوعة من المشاريع والبرامج التي تساهم في تحقيق أهداف إنسانية وإغاثية وتنموية للمجتمعات، والتي يتم السعي من خلالها لسد حاجات المحتاجين والضعفاء في مختلف المجتمعات وتقديم يد العون والمساعدة لهم من طعام ولباس وإيواء وصحة وتمكين وكفالة الأيتام، بحيث تستمر هذه المشاريع خلال شهر رمضان الفضيل والذي يطلق من خلاله حملة موسمية، تحمل معها المزيد من المشاريع والخير للمحتاجين.

وبجانب العمل الإغاثي والتنموي على مدار العام، كشف المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري، عن إطلاق برامج ومبادرات موسمية، مثل إفطار الصائم وزكاة الفطر وميرة رمضان وكسوة العيد وغيرها من البرامج المرتبطة بالشهر الفضيل، مذكرا بأن الهلال الأحمر اعتاد على إطلاق حملته الرمضانية قبل بداية الشهر الفضيل بأسابيع، لإتاحة المجال أمام أكبر عدد من الراغبين في التبرع لدعم مختلف المشاريع، لاسيما أن عطاء أهل الخير يعد المحرك الرئيسي الذي يمد قافلة العطاء بالحياة، من أجل الوصول إلى المحتاجين في كل مكان.

وأشار إلى أن العالم شهد مؤخرا زيادة ملحوظة في الكوارث والأزمات الإنسانية كما وكيفا، منها: التغير المناخي، وجائحة كوفيد-19، وزلزال سوريا وتركيا، بجانب ازدياد أعداد اللاجئين حول العالم بشكل مطرد، لتقارب 100 مليون إنسان على مستوى العالم، مفسرا أن تلك الحقائق المؤلمة تعزز مدى الحاجة إلى تضافر جميع الجهود، من أجل احتواء تلك الأزمات، وعدم السماح بأن يطول أمدها لفترات طويلة، ومساعدة الناس على العودة إلى حياتهم الطبيعية.

وفي ذات السياق، أضاف أن الهلال الأحمر القطري يكثف جهوده لتنفيذ البرامج التنموية والاجتماعية خلال شهر رمضان على وجه الخصوص، لما له من مشاعر واحتياجات لدى الفئات الأولى بالرعاية، مع الاستمرار في البرامج الاعتيادية لتخفيف وطأة الكوارث والأزمات على الفئات الأكثر احتياجا.

وقال السيد فيصل محمد العمادي المدير التنفيذي للهلال الأحمر القطري في ختام تصريحه لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن ما تقدمه المشاريع والأنشطة الخيرية تسهم بصورة كبرى في سد الاحتياجات الأساسية للناس وصون كرامتهم، معتبرا أن هذه الأمور تعتبر الأمر الأساسي لاستراتيجية عمل الهلال الأحمر القطري، التي تقوم على شعار “نفوس آمنة وكرامة مصونة”، إذ تسعى المشاريع والمبادرات المتنوعة إلى نشر القيم السامية، وتعزيز التكافل والتآزر في المجتمع المحلي، وأيضا على الصعيد الدولي.