خبيران في الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية لـ”قنا”: زيارة سمو الأمير لأوزبكستان صفحة جديدة في العلاقات العربية مع دول آسيا الوسطى

طشقند في 04 يونيو /قنا/ أكد خبيران في الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لجمهورية أوزبكستان، في إطار جولة تشمل عددا من دول آسيا الوسطى، تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الدول العربية ودول آسيا الوسطى وتمهد لمرحلة انتقالية في التعاون الثنائي.

ورأى الخبيران، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أن توجه دولة قطر لتعزيز التعاون بينها وبين دول آسيا الوسطى سيعود بالفائدة على الجانبين؛ نظرا للإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها الطرفان.

ووصف السيد إلدور تولياكوف، المدير التنفيذي لمركز التطوير الاستراتيجي في جمهورية أوزبكستان، زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى بلاده بالخطوة المهمة والاستراتيجية لإحداث نقلة نوعية في التعاون بين دولة قطر وأوزبكستان.

ولفت المدير التنفيذي لمركز التطوير الاستراتيجي الأوزبكي، الذي تم إنشاؤه في العام 2017 بقرار من فخامة الرئيس الدكتور شوكت ميرضيائيف رئيس جمهورية أوزبكستان، إلى أن هناك توجها استراتيجيا في أوزبكستان لتقوية علاقاتها مع العالم العربي، ومنها دولة قطر بكل تأكيد، خاصة مع القواسم المشتركة العديدة التي تربط أوزبكستان بالدول العربية.

وأشار، في تصريحه لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، إلى أن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لأوزبكستان ذات أهمية بالغة للبلدين، حيث من شأنها أن تفتح المجال لحوار استراتيجي شامل حول تقوية التعاون في مجالات: الاقتصاد، والتجارة، والطاقة، والنقل، والثقافة، وغيرها من القطاعات الحيوية.

وقال: “نؤمن في أوزبكستان بأن علاقة التعاون مع دولة قطر مهمة جدا؛ نظرا لعدة اعتبارات منها السمعة الدولية التي تحظى بها قطر خلال السنوات الأخيرة، وخبرتها الواسعة التي اكتسبتها في مجال الإنشاءات والبنية التحتية، وعملية التطوير الشاملة التي أحدثتها، وكانت بارزة خلال استضافتها بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022”.

وأضاف أن أوزبكستان لديها رؤية استراتيجية للتطوير، ومن المهم الاستفادة من تجربة دولة قطر، حيث نرغب في التعرف على التحديات التي استطاعت أن تتغلب عليها قطر في رحلتها نحو التطور الشامل.

ولفت المدير التنفيذي لمركز التطوير الاستراتيجي، الذي يقدم استشارات ودراسات للحكومة الأوزبكية، إلى أن مجالات التعاون مع دولة قطر لها أبعاد مختلفة، فهي تأخذ مستويات تبادل الخبرات المشتركة والاستفادة من نجاحات كل بلد، مرورا بتعزيز التعاون في مجالات: السياحة، والاقتصاد، والطاقة.

وأكد أن المحادثات التي سيتم عقدها بين حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وفخامة رئيس جمهورية أوزبكستان ستعطي دفعة قوية لتعزيز التعاون، وتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين الجانبين، إلى جانب إبرام اتفاقيات جديدة في كل القطاعات والميادين التي تهم البلدين.

وأوضح أن مركز التطوير الاستراتيجي يؤكد أن تعزيز التعاون بين أوزبكستان وقطر مهم جدا، ويدعو إلى الاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها البلدان لتحقيق فوائد اقتصادية عديدة مع إطلاق مشاريع استثمارية قطرية في بلاده، والاستفادة من حزمة التسهيلات التي توفرها حكومته في هذا المجال.

ورأى السيد إلدور تولياكوف، في ختام تصريحه لـ”قنا”، أن أرقام التبادل التجاري بين أوزبكستان وقطر ستأخذ بعد زيارة سمو الأمير المفدى لبلاده منحى تصاعديا، وذلك بفضل إرادة قيادتي البلدين، اللتين تدركان أن العلاقات السياسية المتميزة يجب ترجمتها على أرض الواقع من خلال تعاون مشترك في المجالات كافة.

بدوره، قال الدكتور أحمد محمد غيث الكواري الخبير في العلاقات الدولية: إن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى أوزبكستان، ضمن جولته في دول آسيا الوسطى، تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات لخدمة البلدين والشعبين الصديقين.

وأوضح الدكتور الكواري في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أن دولة قطر وأوزبكستان أظهرتا خلال السنوات الأخيرة عزما على المضي قدما في تطوير علاقاتهما على مختلف الأصعدة، وتجلى ذلك بوضوح في افتتاح السفارة القطرية في العاصمة طشقند قبل أسابيع قليلة بالتزامن مع انعقاد جولة الحوار السياسي الثالثة بين البلدين.

ورأى أن مد جسور التواصل بين قطر وأوزبكستان، وإقامة شراكات تجارية وزراعية وصناعية، يخدمان توجهات قطر واستراتيجياتها الاقتصادية المستندة إلى رؤيتها الوطنية 2030، “لتحقيق تنمية مستدامة تضمن العيش الكريم لشعبها جيلا بعد جيل”.

وأشار إلى ما تتمتع به دول آسيا الوسطى من فرص استثمارية حقيقية، فضلا عن استقرارها السياسي، وتطلعها إلى شراكات حقيقية مع دولة قطر، معربا عن اعتقاده بأهمية انخراط صندوق قطر السيادي ورجال الأعمال القطريين في الاستثمار في هذه الدول.

وأكد أن هناك الكثير من القواسم المشتركة التاريخية والحضارية، التي تجمع دولة قطر مع هذه الدول في آسيا الوسطى، وقال: “قيادتنا الرشيدة تمضي بخطوات مدروسة، وتحقق التوازن المطلوب في علاقاتها، واستثمار هذه القواسم فيما يخدم المصالح المشتركة”.

ولفت إلى أن هذه الدول وغيرها ترى في دولة قطر شريكا موثوقا في ضوء حضورها الدولي ودبلوماسيتها الفاعلة واقتصادها القوي، ودورها في تأمين الطاقة، مما يحفز على تسريع وتيرة التعاون والشراكة على مختلف الأصعدة التي تخدم المصالح المشتركة.

واختتم الدكتور الكواري تصريحه لـ”قنا” بالقول: “نحن على ثقة بأن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى ستمنح العلاقات الثنائية دفعة قوية، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة”.