ختام ملتقى “سيرة الصحراء في عُمان” بالنادي الثقافي

مسقط في 23
سبتمبر /العُمانية/ اختُتمت اليوم أعمال ملتقى “سيرة الصحراء في عُمان”
الذي نظّمه النادي الثقافي على مدى يومين، وتضمّن معرضين وندوتين وحلقات عمل
تناولت حضور الصحراء في الأدب والفكر والفنون.

استهلّ برنامج
اليوم الثاني بعرض فيلم “بنت الرمل” للمخرج صلاح الحضرمي، الذي تناول
جانبًا من حياة امرأة سخّرت منزلها البسيط في رمال الشرقية لاستقبال العابرين
وتكريمهم، وحثّت أبناءها على مواصلة هذا النهج رغم ظروفهم المعيشية المتواضعة، في
صورةٍ إنسانيةٍ تعكس قيم الكرم والأصالة في المجتمع العُماني.

وفي الندوة
الرئيسة لليوم الختامي بعنوان “الأسطورة والرحلة – قراءات في الصحراء
العُمانية بوصفها نصًّا ثقافيًّا”، قدّم الكاتب والروائي محمد بن مستهيل الشحري، رئيس
قسم المعرفة والتنمية الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، ورقةً بحثيةً
تناولت خصائص الكتابة عن الصحراء في الأدب العُماني شعرًا ونثرًا، وأبرز الأعمال
التي عكست أثر البيئة الصحراوية في تشكيل رموز الحرية والانتماء والذاكرة.

وقدمت الكاتبة أزهار بنت أحمد الحارثية، بالنيابة عن الباحث الدكتور هلال الحجري، ورقةً بحثيةً
تناولت صورة صحراء الربع الخالي في الأدب الغربي، مبرزةً تمثلاتها في كتابات
المستكشفين والرحالة الإنجليز مثل بيرترام توماس وويلفريد ثيسيجر، وما حملته
نصوصهم من دلالات المغامرة والتحدي والتأمل، وصولًا إلى حضورها في النصوص الشعرية
الحديثة بوصفها استعارة ثقافية ذات أبعاد متجددة.

أما الشاعر
والباحث سماء عيسى فاستعرض في ورقته الحضور الفني للصحراء في الفنون الشعبية
العُمانية، من خلال فنون الهمبل والونّه والطارق والمزيفينة، وربط ثيماتها بالهجر
والغياب والفقد، مقارنًا بينها وبين الشعر العربي الجاهلي الذي نهل بدوره من
التجربة الصحراوية، ومشيرًا إلى ما أتاحته هذه الفنون من فضاء رحب للتعبير الفني
والخيال الإنساني.

ويأتي تنظيم
الملتقى في إطار حرص النادي الثقافي على إبراز الصحراء العُمانية كفضاء معرفي
وثقافي وفني، وتعميق البحث في أثرها على الأدب والفكر والإنسان، بما يفتح آفاقًا
أرحب لاستلهامها في مختلف مجالات الإبداع.

/العُمانية/

أمل السعدية