“دبي للصحافة” يستعرض مهارات إنتاج المحتوى الرقمي

دبي في 22 أكتوبر/وام/ واصل برنامج “صُنّاع المحتوى الصحي والعلمي”، والذي ينظّمه نادي دبي للصحافة بالتعاون مع “دبي الصحية” على مدار الأسبوع الماضي جلساته الهادفة إلى تطوير مهارات الشباب وصُنّاع المحتوى في مجالات التواصل الصحي، وإمدادهم بالمعارف التقنية اللازمة لتمكينهم من تقديم معلومات دقيقة بلغة مبسطة، تجمع بين الموثوقية العلمية والجاذبية البصرية، لمواكبة أحدث توجهات الإعلام الرقمي والتقنيات الذكية.
ويشكّل البرنامج، الذي انطلقت أعماله في السادس من شهر أكتوبر الجاري، منصةً تفاعليةً تجمع بين الخبراء والأطباء والإعلاميين وصُنّاع المحتوى، لتبادل الخبرات والتعرّف على أفضل الممارسات في مجال إنتاج المحتوى الصحي الموثوق، بما يسهم في الارتقاء بمستوى الوعي المجتمعي بالصحة العامة وجودة الحياة، استلهاماً لرؤية دبي ومساعيها الرامية إلى دعم المحتوى العربي المتخصص، بما يؤكد مكانتها الريادية كمركز رئيس للتطوير الإعلامي.
وفي سياق مشاركتها في البرنامج، قدّمت شركة “ميديا كاست” (media cast) جلسة دارت حول أساسيات وتقنيات إنتاج المحتوى الطبي الرقمي، حيث استعرض كلٌ من ممدوح قدور، مدير الحلول التقنية، وآلاء نوار، مدير تطوير الأعمال، في ميديا كاست مجموعة من الموضوعات المهمة المتعلقة بأساسيات وتقنيات إنتاج المحتوى الصحي في البيئة الإعلامية الرقمية، حيث تطرّقت الجلسة إلى القواعد المهنية الصحيحة التي يجب مراعاتها في عمليات التسجيل الصوتي، بما في ذلك أهمية اختيار التجهيزات المناسبة والتدقيق في نوعية الميكروفونات المستخدمة للتسجيل، كذلك شملت الجلسة تدريباً عملياً على التصوير باستخدام كاميرات Blackmagic، كذلك أهمية اختيار الإضاءة الاحترافية المناسبة لضمان أفضل جودة للصورة، وهي من العوامل المهمة في المحتوى المرئي، نظراً لكون الصورة عالية الجودة تعكس احترافية صانع المحتوى، وتُكسبه ثقة الجمهور في المضمون الذي يقدمه، بينما تؤدي الصور الرديئة إلى تقليل مصداقية المحتوى حتى لو كانت فكرته قوية.
وأبرزت الجلسة أثر جودة الصورة في زيادة نسب المشاهدة والمشاركة على المنصات الرقمية، إذ تميل خوارزميات مواقع التواصل إلى إبراز المحتوى الجذاب بصرياً، كذلك من ناحية التأثير النفسي، لما للصور عالية الجودة من قدرة على تعزيز التواصل بين المضمون والجمهور، مما يجعل المحتوى أكثر حضورًا وتأثيرًا.
وتعرّف المشاركون في برنامج صُنّاع المحتوى الصحي والعلمي على أساسيات المونتاج والتحرير عبر برنامج DaVinci Resolve وتابعوا شرحاً حول استكشاف أدوات الذكاء الاصطناعي وكيفية توظيفها في صناعة محتوى مؤثر ، ومنها تقنيات التفريغ الصوتي والتَّتبع التلقائي.
إلى ذلك، قدّمت “أكاديمية إدراك للإعلام” محاضرة ألقاها الكاتب الإبداعي أشرف الطنطاوي، حول السرد الطبي الإبداعي، حيث تطرق إلى أهمية فهم الجمهور المستهدف بصورة جيدة كخطوة أولى تُعين صانع المحتوى على اختيار الأسلوب الأكثر مناسبة لكل فئة من فئات جمهوره. كذلك تحدّث الطنطاوي حول أهمية صياغة الفكرة بأسلوب سلس وممتع، وهو ما يُعد أحد أهم مفاتيح نجاح صانع المحتوى في جذب انتباه الجمهور حتى النهاية، نظراً لكون الفكرة الجيدة وحدها لا تكفي إذا لم تُقدَّم بطريقة مشوّقة وسهلة الفهم.
كما تناولت الجلسة التي قدمتها “أكاديمية إدراك للإعلام” ضرورة الاهتمام بكافة التفاصيل المتعلقة بالتجربة البصرية والسمعية، وكيفية التوظيف الأمثل لكل من الصوت والصورة لإيصال الرسائل الطبية بفعالية، كذلك الاهتمام بالإلمام بتقنيات الإبداع في كتابة المحتوى الطبي، لكون الإبداع يتجاوز قيمته وأثره كإضافة جمالية فقط، ويظل عنصراً أساسياً في جذب الجمهور وبناء علاقة مؤثِّرة معه، يمكن للمبدع تقديم محتوى يبرز وسط كم هائل من المعلومات المتاحة رقمياً، مما يزيد من فرص الوصول والتفاعل، كذلك ألقى أشرف الطنطاوي الضوء على عدة استراتيجيات من شأنها تعزيز المشاركة والتفاعل مع الجمهور.
وفي جلسة أخرى، تحدّث محمد بوش، مدير الإنتاج في “أكاديمية إدراك للإعلام” حول أساسيات التصوير في صنع المحتوى الرقمي، وقواعد التكوين والإضاءة في الصورة، وكيفية التوظيف الناجح للعناصر الفنية المتعلقة بالتصوير والتوظيف الأمثل للإضاءة في بلورة شخصية مقدّم المحتوى، في حين قدّم محمد بوش تطبيقاً عملياً لقواعد التصوير والإضاءة خلال الجلسة لإبرازها بصورة ملموسة أمام منتسبي البرنامج.
ومع حرص البرنامج على الاستفادة من خبرات صُنّاع المحتوى أصحاب التجارب المميّزة، استضاف برنامج صُنَّاع المحتوى الصحي والعلمي، صانع المحتوى شهاب الهاشمي، وهو صاحب شعبية كبيرة لما يقدمه من محتوى حقق انتشاراً كبيراً على منصة انستغرام بجمهور يناهز 1.2 مليون متابع، حيث شارك الهاشمي ملامح مهمة من تجربته مع الحضور مُسلّطاً الضوء على مفهوم المحتوى التثقيفي التفاعلي مع الجمهور، وتحدث حول الفوارق بين المحتوى التثقيفي الجاد والمحتوى التفاعلي الذي يعتمد في الأساس على التشويق، والأساليب التي يمكن اتباعها لتقديم محتوى يجمع بين الصفتين، وقدّم خلال الجلسة أمثلة لهذه النوعية من المحتوى، مستعرضاً أدوات وتقنيات من شأنها جذب انتباه الجمهور.
ومع تغلغل الذكاء الاصطناعي في كافة تفاصيل الحياة اليومية، وأثره الكبير في مختلف القطاعات ومن أبرزها الإعلام الرقمي، كان من الضروري أن يُفرِد برنامج صُنَّاع المحتوى الصحي والعلمي، جانباً من محاضراته حول دور الذكاء الاصطناعي وكيفية توظيفه في صنع محتوى ناجح وقادر على جذب اهتمام المتابعين.
وقد استضاف البرنامج الدكتور محمد عبدالظاهر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي، للحديث حول تقنيات الذكاء الاصطناعي وكيفية توظيفها في صناعة محتوى صحي وعلمي مبتكر، حيث تناول في حديثه الأثر الكبير الذي يحدثه الذكاء الاصطناعي عند الاستعانة به بشكل صحيح في صنع المحتوى الرقمي الناجح، وتطرق إلى مهارات دمج أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم معلومات صحية نافعة، وقدم شرحاً حول 5 تطبيقات للذكاء الاصطناعي يمكن الاستعانة بها في صنع محتوى صحي تفاعلي، وكيفية تضمين أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل اليومية لصانع المحتوى.
وقدَّمت منصة Blinx من خلال مشاركة سامي طبشوري، رئيس الاستراتيجية للمنصة الرقمية، وصفةً للنجاح لبناء حسابات رقمية مليونية، حيث شارك الحضور أفكاراً ملهمة حول أدوات وتقنيات التعرّف على اهتمامات وسلوك الجمهور، وسبل تحليل منصات التواصل الاجتماعي لفهم تفضيلات المتابعين، كذلك تحدّث حول كيفية تحويل الأرقام إلى الاستراتيجيات عبر القراءة الذكية والمتفحِّصة للإحصائيات، مع الاعتماد على أدوات تحليل البيانات لفهم أداء الحسابات، وقياس مستوى التفاعل وتحديد نقاط القوة والضعف في المحتوى، بهدف تطويره، وبما يعين صانع المحتوى على تصميم مُنتَجه بشكل يتناسب مع شخصية وتفضيلات جمهوره، باختيار الصيغ والأساليب البصرية والكتابية التي تجذب المتابعين.

يُشار إلى أنّ “برنامج صُنّاع المحتوى الصحي والعلمي” ينظِّمه نادي دبي للصحافة بالتعاون مع “دبي الصحية” ويشارك في تقديم المحتوى المعرفي للبرنامج نخبة من أبرز مؤسسات الإعلام الجديد تشمل: تيك توك، يوتيوب، الورشة، أكاديمية دبي للإعلام، Media Cast ، أكاديمية إدراك للإعلام، إرم Business”، مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي، Blinx، The Collective Mind، كما يشارك في تقديم المحتوى التدريبي مجموعة من أبرز صُنّاع المحتوى، والأطباء والمتخصصين.