ذوو الاعاقة : البيئة الصديقة لذوي الإعاقة ضمان لاندماجهم بالمجتمع

عمان 15 تشرين الثاني (بترا) – ايمان مومني – أكد أشخاص من ذوي الإعاقة أن توفير بيئة صديقة ومهيئة لهم تساعد على تمكينهم ودمجهم في المجتمع، وتعمل على تخفيف معاناتهم أثناء مراجعاتهم المباني العامة.
الجامعية سهاد أبو صبحية التي تعاني من إعاقة حركية، تؤكد أن عدم تهيئة المباني والمواصلات العامة والشوارع لتكون مناسبة لاستخدام ذوي الإعاقة، مما يسبب لهم صعوبات جمة أثناء تنقلاتهم ومراجعاتهم للمؤسسات في القطاعين العام والخاص.
وتستذكر أبو صبحية المتخصصة بالتربية الخاصة التي تعاني من إعاقة حركية ، تجربتها المريرة أثناء دراستها في الجامعة، إذ كانت تجد مشقة كبيرة في الانتقال من محاضرة إلى أخرى لغياب تهيئة مباني الجامعة لاحتياجات ذوي الإعاقة وكثرة الأدراج فيها.
وتتابع “الصعوبات لم تقتصر على كثرة الأدراج، ولكن طاردتنا مشاعر الشفقة الممزوجة بالسخرية ، ونظرات التنمر أحيانا كثيرة”
وتقول أبو صبحية ” رغم كلّ ذلك استطعت بالمثابرة والعزيمة إكمال دراستي بنجاح” بينما تشكو أبو صبحية من أنها لم تحصل حتى الآن على عمل، إذ لم تجد اية وظيفة بعد التخرج حينما يطلع اصحاب العمل على الإعاقة التي اعاني منها
وتساءلت “ألا يحق لنا أن نعمل بشهاداتنا كغيرنا طالما لدينا القدرة على ذلك”، مشيرة إلى أنها تسعى لإكمال حلمها بإنشاء مشروع لبناء مجتمع دامج لذوي الإعاقة.
وطالبت مؤسسات القطاع العام والمجتمع المدني العمل على تغير الفكرة الخاطئة عن ذوي الإعاقة “بأنهم عاجزون، مؤكدة أنهم لا يقلوا قدرة ومهارة عن الآخرين وكثيرون منهم حققوا إنجازات كبيرة رغم التحديات التي واجهتهم.
فيما يؤكد عمر الزبيدي الذي يعاني إعاقة حركية، أن عدم تهيئة مباني المؤسسات والدوائر والشركات لاحتياجات ذوي الإعاقة، ولا سيما الطرق والأرصفة، يزيد من الصعوبات أمامهم أثناء تنقلاتهم واستخدامهم لوسائل النقل العام ومراجعاتهم للدوائر الرسمية.
بينما تشكو زينة خضر، من عدم تهيئة أماكن اصطفاف مناسبة لسيارات لذوي الإعاقة ، وأن المرافق العامة غير مهيأة لهم من حيث المقاييس والمعايير، مشيرة إلى أنها تعاني في تنقلها من “الرامبة” غير المناسبة لاستخدم ذوي الإعاقة خاصة عندما يكون انحدار الادراج قويا جدا.
وتطالب الكفيفة هبة محمد حسين، المجتمع أن يغير نظرته تجاه ذوي الإعاقة وتحديدًا الكفيف، وأن يدعمهم ويعتني بمواهبهم، مؤكدة أنهم قادرون على الإنجاز والإبداع في حال وفرت لهم بيئة صديقة ودامجة.
وترفض حسين التي تمتلك عدة مواهب منها الكتابة وحياكة الصوف وفن الكروشية، نظرات الشفقة نحو ذوي الإعاقة “فنحن نمتلك القوة لمواجهة المصاعب، ولا نستسلم أمامها”، وتعبر عن أملها أن تجد عملا مطالبة بتوفير أجهزة طباعة للمكفوفين بلغة بريل.
وقدم النشاط في مجال الإعاقة فؤاد الغروز في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) اقتراحا لانشاء بناء مجمع أشبه بقرية مصغرة، تتوفر فيها بيئة صديقة لذوي الإعاقة تساعد على دمجهم في المجتمع وتنمية مهاراتهم وتمكينهم اقتصاديا.
ويدعو، إلى تقديم قطعة أرض لإنشاء القرية المصغرة عليها بحيث تشمل جميع التخصصات المتعلقة بذوي الإعاقة من معلمين، ومرشدين وأطباء، لتهيئة الظروف لدمجهم في المجتمع وحصولهم على المهن المناسبة لأوضاعهم الجسدية والنفسية.
ويأمل الغروز، أن يشتمل المشروع على قاعات اجتماعات، ومركز تدريب منهي وحرفي، وصالات رياضية، ومرسم ومسرح وحديقة حيوانات، وإسطبل خيول مهجنة لتدريب ذوي الإعاقة على ركوب الخيل.
ويؤكد أن فكرة المشروع تهدف إلى الدمج الشامل لذوي الإعاقة والتخفيف من معاناتهم، مشيرا إلى أن هذا المشروع في حال تنفيذه على أرض الواقع سيكون واجهة مشرقة للمملكة، وقد يمتد إلى عدة دول عربية، لأنه مشروع إنساني متميز وغير ربحي أو تجاري وسيعتمد على التبرعات من دول ورجال الأعمال والمشاهير.
بدوره الناطق الإعلامي في المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، رافت الزيتاوي، يؤكد أن المجلس يعمل لإزالة جميع العوائق البيئية التي تواجه ذوي الإعاقة، مشيرا إلى أن كوادر المجلس الهندسية والفنية تنفذ زيارات لمؤسسات القطاعين العام والخاص لتقديم المشورة والدعم الفني لمتطلبات إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة في مبانيها ومرافقها لتهيئتها وإصدار تقارير عن مدى توفرها.
وأشار إلى أن المجلس يسهم في تطوير نماذج ريادية لمناطق مهيأة لذوي الإعاقة تشمل: حدائق، ومتاحف، ومدارس، وجامعات، ومستشفيات، ومراكز صحية وغيرها إضافة إلى إطلاق جائزة المباني المهيأة لتشجيع مؤسسات الدولة لتوفير متطلبات للوصول لذوي الإعاقة لخدماتها.
بدوره أكد مدير وحدة تنسيق القبول الموحد في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مهند الخطيب، أن الوزارة حريصة على دعم الطلبة من ذوي الإعاقة ومساعدتهم في إكمال دراستهم الجامعية، وعدم السماح للإعاقة بأن تكون سبباً في عدم وصولهم إلى مؤسسات التعليم العالي.
وبين أن الوزارة تطبق قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة إذ تتضمن سياسة قبول الطلبة في الجامعات الأردنية الصادرة عن مجلس التعليم العالي سنوياً بنداً ينص على تخصيص مقاعد لذوي الإعاقة في جميع التخصصات بما في ذلك تخصصي الطب وطب الأسنان يتنافسون عليها فيما بينهم ما يوفر لهم فرصة أفضل للقبول في تخصصات قد لا تؤهلهم معدلاتهم في شهادة الثانوية العامة من الالتحاق بها تنافسياً.
كما تتضمن سياسة قبول طلبة التجسير بنوداً تنص على منح ذوي الإعاقة استثناءً من الحد الأدنى لمعدل القبول المطلوب للتجسير في الشهادة الجامعية المتوسطة (الامتحان الشامل).
وبين الخطيب أن الطلبة من ذوي الإعاقة المقبولين في البرنامج العادي من خلال وحدة تنسيق القبول الموحد، يحصلون على خصم يصل إلى 90 بالمئة من رسوم الساعات المعتمدة، في حين من يقبل في البرنامج الموازي في إحدى الجامعات الرسمية يحصل على خصم يصل إلى 75 بالمئة من الرسوم.
وأوضح أنه للحفاظ على حقوق الطلبة ذوي الإعاقة ومنع تغول أي شخص على هذه المقاعد، يشكل مجلس التعليم العالي سنوياً لجنة طيبة من ذوي الاختصاص والخبرة للتأكد من انطباق شروط ومعايير الإعاقات المعتمدة على المتقدمين لهذه المقاعد، مؤكداً أن أكثر من 50 بالمئة من المتقدمين سنوياً ترفض طلباتهم نظراً لعدم انطباق الشروط عليهم.
من ناحيته أكد الناطق الإعلامي لأمانة عمان الكبرى ناصر الرحامنة، أن الأمانة خصصت مساحة ضمن حدائق الجبيهة الترفيهية لتنفيذ أنشطة لذوي الإعاقة وزودتها بألعاب الخاصة، مشيرا إلى أن العمل جار على تهيئتها وتنظيمها.
وقال إن وحدة ذوي الإعاقة في الأمانة تنفذ برامج وأنشطة ترفيهية وتوعوية وتدريبية للأشخاص من ذوي الإعاقة من أبناء المجتمع المحلي في الحدائق والمراكز التابعة لها تشتمل على ألعاب تلي ماتش، وفعاليات رياضة، ودورات تدريبية، ومحاضرات توعوية.
وأوضح الرحامنة أن الأمانة توفر ألعابا للأطفال من ذوي الإعاقة في الحدائق العامة لأن اللعب حق لجميع الأطفال، فهي تسهم في زيادة ثقتهم بأنفسهم، ويدعم دمجهم في المجتمع .
وفيما يتعلق باستخدام وسائل النقل العام لذوي الإعاقة، أشار الرحامنة، إلى أن الأمانة أتاحت استخدامها مجانا لذوي الإعاقة، وخصصت لهم أماكن مهيأة داخل حافلات باص عمان والباص سريع التردد، إضافة إلى تزويد الباص السريع بلوحات إشارة ناطقة بلغة بريل، وتهيئة الأرصفة عند مواقف الباص سريع التردد لتسهيل استخدامه من قبل ذوي الإعاقات الحركية والبصرية.
فيما أكدت وزارة الأشغال العامة والإسكان في بيان أن عدم تهيئة المباني والأماكن العامة لاحتياجات ذوي الإعاقة، تعرقل عملية إعادة دمجهم في المجتمع، مشيرة إلى أنها حرصت على أن تراعي تصاميم المباني تطبيق كودة ذوي الإعاقة من حيث اضافة الرامبات (الأسطح المائلة)، وتوفير وحدات صحيّة خاصة لذوي الإعاقة ولوحات إرشادية وفراغات مريحة من حيث الأبعاد، كما أصبحت الآن تراعي تطبيق كودة المدارس الدامجة التي أطلقت في هذا العام في جميع عطاءات المدارس التي ستحال هذا العام.
وأكدت أنها حريصة على تأهيل المباني العامة بما يوفر بيئة خالية من العوائق أمام ذوي الإعاقة وتسهل وصولهم إلى المرافق والخدمات المختلفة باستقلالية وخصوصية على أساس المساواة مع الآخرين .
وبينت أنها أطلقت بالتعاون مع المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، عام 2019 خطة وطنية لتصويب أوضاع المباني القائمة والمرافق العامة للوزارات والهيئات الحكومية، مشيرة إلى أنها أعادت تأهيل عدد من مباني الوزارات والمؤسسات لتخدم ذوي الإعاقة ضمن هذه الخطة.
— (بترا)

ا م/ ن ح/ ع ط
15/11/2022 20:19:56