
رئيسة المفوضية الأوروبية: العلاقات مع واشنطن تظل حجر الأساس في سياستنا الخارجيةبروكسل – 9 – 7 (كونا) — أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الأربعاء أن العلاقات مع واشنطن تظل “حجر الأساس في سياستنا الخارجية لكننا سندافع بحزم عن مصالحنا”.جاء ذلك في كلمة ألقتها فون دير لاين اليوم أمام البرلمان الأوروبي تناولت خلالها أبرز التحديات الاقتصادية والدفاعية التي تواجه القارة الأوروبية مشددة على أهمية العمل المشترك لمواجهتها.وقالت فون دير لاين إنه “منذ فبراير فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على 70 في المئة من إجمالي التجارة الأوروبية معها وهو إجراء غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق” مضيفة “موقفنا واضح.. نفضل الحل التفاوضي لكننا لن نتردد في اتخاذ ما يلزم للدفاع عن مصالح أوروبا”. وأضافت “أجريت هذا الأسبوع محادثة إيجابية مع الرئيس ترامب للمضي قدما في هذا الملف ونحن نعمل من أجل إطار واضح يمكن البناء عليه” مشددة على أن “الرسوم الجمركية تضر بالمصالح الاقتصادية للجميع ولذلك نعمل ليلا ونهارا على إيجاد حل”. وأكدت أن الاتحاد الأوروبي نجح خلال ولايته الحالية في إبرام اتفاقات تجارية جديدة مع كل من دول تجمع الميركوسور (البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي) والمكسيك وسويسرا ويعمل حاليا على استكمال اتفاق مع الهند قبل نهاية العام.وفي نفس السياق أشارت إلى أن “العالم يبحث عن شركاء يمكن الاعتماد عليهم وأوروبا هي هذا الشريك”. وشددت فون دير لاين في الملف الاقتصادي على ضرورة تهيئة بيئة مواتية لنمو الشركات الناشئة والمبتكرة داخل الاتحاد قائلة “إن رواد الأعمال الأوروبيين يعانون صعوبات في الوصول إلى رؤوس الأموال مقارنة بمنافسيهم لذلك علينا الإسراع في بناء اتحاد المدخرات والاستثمار وتنفيذ استراتيجيتنا الأولى للنهوض بالشركات الناشئة”. كما دعت إلى تبسيط التشريعات وتسريع الإجراءات أمام المستثمرين مشيرة إلى أن “ثلثي الشركات الأوروبية ترى أن التشريعات تمثل عائقا أمام الاستثمار”. وأكدت أن الاتحاد يعمل على مقترحات تنظيمية جديدة للقطاعات الاستراتيجية من أجل تسهيل وتحفيز الاستثمار.وفي السياق ذاته لفتت إلى أن “تكاليف الطاقة لا تزال تمثل عبئا على تنافسية الصناعة الأوروبية” مشددة على ضرورة “تنفيذ خطة الطاقة الميسرة بالكامل والاستثمار في شبكات الكهرباء والتخزين ووقف الاعتماد على الغاز والنفط الروسيين بحلول نهاية 2027”. وفي الشق الدفاعي قالت فون دير لاين إن “روسيا شنت الأسبوع الماضي أكبر سلسلة هجمات على أوكرانيا منذ بداية الحرب بأكثر من 500 صاروخ وطائرة مسيرة خلال ساعات” مشيرة إلى أن “التهديد الروسي لا يزال قائما ومن مسؤوليتنا الدفاع عن أوروبا بأنفسنا”. وأوضحت أن “الاتحاد الأوروبي قطع خطوات مهمة منذ قمة مارس بإطلاق خطة (إعادة تسليح أوروبا) وتوفير أدوات استثمار بقيمة تصل إلى 800 مليار يورو حتى عام 2030” مضيفة أن 16 دولة عضوا طلبت تفعيل استثناءات تسمح بزيادة الإنفاق الدفاعي دون تجاوز عتبة العجز.وأعلنت أن 10 دول أبدت نيتها الاستفادة من آلية (سايف) التي توفر 150 مليار يورو كقروض للتوريد المشترك معتبرة أن “الجاهزية الدفاعية لا تتعلق فقط بحجم الإنفاق بل بكيفية توجيهه أيضا” داعية إلى “تعزيز المشاريع الأوروبية المشتركة وزيادة الاستثمار في الصناعات الدفاعية داخل القارة”.وكشفت عن تقديم مقترح تشريعي جديد يعرف بـ(الحزمة الدفاعية) يهدف إلى “تسريع إجراءات الترخيص وتبسيط قواعد الدعم الحكومي” للمصانع الدفاعية مشيرة إلى أن بعض المصانع تنتظر لأكثر من عام لتوسيع منشآتها بسبب مسائل إدارية بسيطة مثل حجم موقف السيارات.وشددت فون دير لاين في ختام كلمتها على أهمية إشراك أوكرانيا في سلسلة الإمداد الدفاعية الأوروبية قائلة “إن الصناعة الدفاعية الأوكرانية تعمل ب 60 في المئة فقط من طاقتها لكن بإمكان الدول الأعضاء الاستفادة من قروض (سايف) والتوريد مباشرة منها بجودة عالية وسعر مناسب” معتبرة أن ذلك “يوفر دخلا حيويا لأوكرانيا ويقوي قاعدتها الصناعية”. وأضافت أن “الاتحاد الأوروبي يقف اليوم إلى جانب أوكرانيا وسنظل معا في المستقبل” مؤكدة أن هذا التعاون “يعزز أمننا الجماعي ويدعم صناعاتنا ويوفر وظائف جيدة لمواطنينا”.(النهاية)أرن / أ ب غ