رئيس الوزراء القطري: العلاقات مع أوزبكستان ارتقت إلى “شراكة استراتيجية راسخة”

رئيس الوزراء القطري: العلاقات مع أوزبكستان ارتقت إلى “شراكة استراتيجية راسخة”الدوحة – 21 – 8 (كونا) — قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن إن العلاقات بين بلاده وأوزبكستان ارتقت إلى “شراكة استراتيجية راسخة” انطلاقا من “الإرادة المشتركة والرغبة الصادقة” لقيادتي البلدين التي تجسدت في التوقيع على اتفاقية إقامة الشراكة الاستراتيجية الثنائية في عام 2024.وذكرت وزارة الخارجية القطرية في بيان أن ذلك جاء لدى انعقاد الاجتماع الأول لمجلس التنسيق للشراكة الاستراتيجية بين قطر واوزبكستان في الدوحة اليوم الخميس برئاسة كل من الشيخ محمد بن عبد الرحمن ووزير خارجية أوزبكستان بختيار سعيدوف.وأشار البيان إلى أن الشيخ محمد بن عبد الرحمن رحب في بداية الاجتماع بوزير الخارجية الأوزبكي والوفد المرافق له معربا عن خالص تمنيات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بنجاح مجلس التنسيق في توسيع العلاقات متعددة الأوجه بين قطر وأوزبكستان.ونقل البيان عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن تأكيده أن جذور العلاقات السياسية بين البلدين تمتد لأكثر من عقدين ما يشكل قاعدة صلبة للتعاون البناء ويجسد عمق الروابط التي تجمع بين البلدين وحرصهما المستمر على تطويرها في مختلف المجالات بما يحقق المصالح المشتركة ويلبي تطلعات شعبيهما.وأوضح أنه “في إطار التزام بلدينا بتعزيز التعاون الثنائي وانطلاقا من قناعتنا بأن الشراكة الاستراتيجية تمثل ركيزة أساسية لمسار تكامل مستدام تفتح هذه الشراكة آفاقا أوسع للتشاور السياسي والتنسيق الإقليمي والدولي إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك”.وأضاف أن الشراكة الاستراتيجية تعزز كذلك فرص تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات مستندة إلى ما قامت عليه العلاقات القطرية – الأوزبكية من أسس راسخة لا سيما في السنوات الأخيرة وفي مجالات التنمية والتجارة والاستثمار والطاقة ويجسد ذلك حرص البلدين على مواصلة الارتقاء بالتعاون المشترك بما يحقق مصالحهما ويواكب تطلعات الشعبين.كما أكد أن أثر هذه الشراكة يتجسد في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين حيث بلغ حجم التبادل التجاري في عام 2024 نحو 8ر1 مليون دولار أمريكي في إطار طموح مشترك لتنمية هذا التبادل وتعزيزه من خلال توسيع آفاق التعاون التجاري والاستثماري.ولفت إلى أن السنوات الأخيرة شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات متعددة ما يؤكد متانة العلاقات الثنائية ويعكس الإرادة الراسخة لديهما للارتقاء بها إلى مستويات أكثر شمولية وعمقا بما يخدم مصالحهما المشتركة ويواكب تطلعات شعبيهما.كما رحب بتنظيم المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في (سمرقند) في الفترة من 30 أكتوبر إلى 13 نوفمبر المقبلين والقمة الثانية لدول مجلس التعاون الخليجي وآسيا الوسطى في أوزبكستان في عام 2026.من جانبه أعرب وزير خارجية أوزبكستان عن تقديره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما الوفد الأوزبكي ونقل تحيات فخامة الرئيس الاوزبكي شوكت ميرضيائيف وتأكيده القاطع على تعزيز وتعميق التعاون المثمر ومتبادل المنفعة بين البلدين.كما رحب باختيار الدوحة لانعقاد القمة الاجتماعية العالمية الثانية في الفترة من الرابع إلى السادس من نوفمبر المقبل وبإعلان دولة قطر عن تقديم ملف ترشحها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2036.وفي سياق المباحثات ركز الجانبان على تعزيز الحوار السياسي وتوسيع التجارة والاستثمار وتعزيز التبادلات الأكاديمية والعلمية والثقافية وتشجيع تنمية الشباب والرياضة وتحسين الربط في مجال النقل ومعالجة الاستدامة البيئية وتغير المناخ.كما أكد البلدان اهتمامهما بتعزيز العلاقات الثنائية الشاملة على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والواقعية وشددا على أن الزيارات المتبادلة المنتظمة على أعلى مستوى إلى جانب تكثيف تبادل الوفود من شأنها أن تسهم في تعزيز وتوسيع الشراكة الاستراتيجية بينهما.وأشار الطرفان إلى أهمية تعميق التعاون داخل المنظمات الدولية والإقليمية وتنسيق المواقف بشأن القضايا السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك واستكشاف الفرص لدعم الترشيحات في المحافل الدولية بما يخدم مصالح البلدين.وأكد الجانبان أهمية مواصلة الجهود النشطة لتعزيز التعاون الاقتصادي بما في ذلك الاستثمار والتجارة من خلال تبادل المعلومات حول الفرص التجارية واتخاذ تدابير مشتركة لزيادة حجم التجارة المتبادلة وتنظيم المعارض والمنتديات التجارية كما اتفقا على عقد الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق القطري الأوزبكي للشراكة الاستراتيجية في مدينة سمرقند. ورحب الطرفان بتوقيع مذكرة التفاهم بين شركة قطر للتعدين ووزارة صناعة التعدين والجيولوجيا في أوزبكستان بشأن التعاون الاستثماري.وفي الختام أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري أن هذا الاجتماع يمثل خطوة تنفيذية محورية نحو تفعيل اتفاقية إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين قطر وأوزبكستان ويؤكد الالتزام المشترك بتطوير وتعزيز التعاون الثنائي.وقال إن “ما تم التوصل إليه من تفاهمات ومخرجات سيكون محل متابعة دقيقة من جانبنا لتحويله إلى خطوات تنفيذية واضحة وفعالة تخدم مصالح بلدينا وشعبينا معربين عن تطلعنا لعقد لقاءات مستقبلية مستمرة تعمل على تعزيز مسيرة التعاون والتفاهم وتوطيد أواصر العلاقات الأخوية الاستراتيجية بين بلدينا وشعبينا الصديقين”.وأعرب عن تطلع الجانبين لعقد الاجتماع الثاني للمجلس العام المقبل في سمرقند للبناء على ما تم إنجازه اليوم ومتابعة تنفيذ مخرجات هذا الاجتماع.يذكر أن مجلس التنسيق الذي تم إنشاؤه بموجب اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الثنائية لعام 2024 يعمل كمنصة لضمان التنفيذ الفعال للاتفاقيات رفيعة المستوى واستكشاف آفاق جديدة للتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية. (النهاية)س س س / م ع ع