“رئيس دائرة الثقافة في أبوظبي”: المتاحف مختبرات للمعرفة والإبداع والاكتشاف

أبوظبي في 16 نوفمبر / وام / أكد معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي أن المتاحف اليوم أصبحت مختبرات للمعرفة والإبداع والاكتشاف وهو ما تجسده مؤسسات المنطقة الثقافية في السعديات باعتبارها منصات حيّة للبحث والتعليم والحوار.

وأشار إلى أن التزام دولة الإمارات بالمتاحف مرتبط ارتباطًا وثيقًا برؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “طيّب الله ثراه”، الذي وجّه عام 1969، قبل قيام الاتحاد، بإنشاء أول متحف في منطقة العين، انطلاقًا من حقيقة جوهرية خالدة مفادها أن “من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل”.

وقال معاليه في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” إن دولة الإمارات احتضنت هذا الشهر أعمال الدورة السابعة والعشرين للمؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف “آيكوم” في إمارة دبي، مؤكّدًا أن هذا الحدث شكّل محطة محورية فارقة لدولتنا والمنطقة، وفرصة لإسهام إماراتي متميز في الحوار العالمي حول المتاحف والتراث الثقافي.

وأوضح معاليه أن عنوان المؤتمر لهذا العام “مستقبل المتاحف في مجتمعات تتغيّر بوتيرة متسارعة” طرح تساؤلات ملحّة حول الدور الجوهري الذي ينبغي أن تؤديه المتاحف في لحظة تاريخية تواجه فيها المجتمعات تحديات اجتماعية واقتصادية وبيئية متشابكة وعميقة.

وأشار معاليه إلى أنه وعلى مدى أكثر من خمسة عقود واصلت الدولة البناء على هذا الأساس المتين متمسّكة بقيمها ومُدمجة البنية الثقافية في صميم نسيج مجتمعاتها لضمان أن يبقى الإرث الثقافي جزءًا حيًا ومتجدّدًا من مستقبلها المشترك.

وأضاف أن إيمان دولة الإمارات بالقيمة الأساسية والدور التاريخي والمستقبلي للمتاحف إيمان راسخ فهي حين تعمل بروح رسالتها المجتمعية تتجاوز جدرانها المؤسسية وتتحول إلى محفّزات للفرص وجسور للتواصل الإنساني ومحركات للتغيير الاجتماعي وفضاءات تمكّن الجيل القادم.

وأوضح معاليه أن أبوظبي سرّعت خلال العقد الماضي خطواتها في التنمية الثقافية برؤية واضحة حيث تقدمت في تنفيذ مشاريع متحفية كبرى في المنطقة الثقافية في السعديات من بينها متحف زايد الوطني ومتحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي ومتحف جوجنهايم أبوظبي إلى جانب اللوفر أبوظبي وتيم لاب فينومينا أبوظبي كما جرى ترميم مؤسسات تراثية مهمة مثل متحف العين وقصر الحصن إلى جانب تعميق التعاون الوطني لحماية التراث الثقافي غير المادي وتعزيز حضوره ضمن قوائم اليونسكو.

وأشار إلى أن برنامج الآثار يواصل التنقيب عن اكتشافات جديدة – من مواقع جيولوجية وأحفورية إلى مكتشفات أثرية قديمة – تُثري فهم الحضارات التي ازدهرت على أرض الإمارات.

وأوضح أن هذه المنجزات تعكس التزام أبوظبي طويل المدى ببناء أحد أكثر المشاهد الثقافية حيوية وتقدمًا عالميًا، في إطار منظومة وطنية تتناغم فيها طاقات الإبداع وتتفاعل فيها حيوية الثقافة في مختلف إمارات الدولة.

وأكّد أن كل متحف يؤدي دورًا متخصصًا ومكملاً للآخر مشكلًا منظومة متكاملة تُعزّز الهوية الوطنية وتثري الحياة المدنية وتدعم التماسك المجتمعي، مشددًا على أن متاحف الإمارات فضاءات للانتماء يجد فيها أبناء أكثر من مئتي جنسية أرضية مشتركة وتجارب إنسانية تجمعهم.

وأشار معاليه إلى أن هذه المؤسسات تُعد منصات حيوية للفرص الاجتماعية والاقتصادية ودعم الصناعات الإبداعية واستقطاب السياحة الثقافية، كما تمكّن الشباب من فهم هويتهم وجذورهم في عالم سريع التغيّر.

وأكد المبارك مواصلة الجهود لبناء منظومة متحفية متكاملة ذات جذور أصيلة متجذّرة في النسيج المجتمعي ودمج التراث الثقافي في الحياة اليومية وتوفير بيئة تعليمية وثقافية تُسهم في تعزيز الوعي بدور المتاحف في صون التراث.

وشدّد معاليه على إسهام الحضارة العربية في مسيرة الحضارة الإنسانية وعلى حرص الإمارات على إبراز روائع إرثها ومقتنياتها الثمينة، مؤكدًا أن متاحف الدولة تشكّل نافذة واسعة على سردية حضارية عميقة الجذور، وأن الشراكات الدولية بما فيها التعاون مع المجلس الدولي للمتاحف تعزز حضور الصوت العربي في النقاشات العالمية حول مستقبل العمل المتحفي.