رياضي / جائزة جدة الكبرى F1H2O.. حدث بحري دولي يرسّخ مكانة المملكة عالميًا

جدة 02 جمادى الآخرة 1447 هـ الموافق 23 نوفمبر 2025 م واس
تتجه أنظار العالم نحو مدينة جدة وهي تستعد لاحتضان الجولة الرابعة من بطولة العالم لسباقات الزوارق السريعة (UIM F1H2O) في جائزة جدة الكبرى خلال الفترة من 27 حتى 30 نوفمبر الحالي، ضمن فعاليات موسم جدة 2025، في حدث يعد الأكبر من نوعه على مستوى الرياضات البحرية، ويعكس مكانة المملكة المتنامية وجهة دولية لاستضافة المنافسات العالمية.
وجاء الإعلان الرسمي بعد أن تسلم الوفد السعودي علم البطولة في مراسم خاصة أقيمت في مدينة شنغهاي الصينية، بحضور المؤسس والمنظم الدولي لبطولة الفورمولا البحرية نيكولو دي سان جيرمانو، في خطوة تؤكد دخول جدة رسميًا على خارطة أهم جولات البطولة.
وتشكل واجهة البحر الأحمر في جدة عنصرًا محوريًا في استضافة هذه النسخة، إذ يأتي اختيار واجهة أبحر الشمالية ليمنح الحدث بعدًا بصريًا وسياحيًا بفضل امتداد البحر المفتوح وتضاريسه الملائمة للمضمار الساحلي، ما يتيح للجماهير متابعة السباقات من مسافات قريبة وبزوايا مشاهدة واسعة تجعل تجربة المتفرجين أكثر حيوية وارتباطًا بتفاصيل المنافسة.
ويعزز الموقع الحيوي مكانة جدة مدينة قادرة على الجمع بين الرياضة والترفيه والبحر في قالب واحد، وبما يتوافق مع هوية المدينة الحديثة التي أصبحت مركزًا رئيسيًا للفعاليات الكبرى.
وتشتهر البطولة التي تُعد السلسلة الأقوى عالميًا لسباقات الزوارق السريعة ذات المقعد الواحد، بإيقاعها المتسارع واحتدام المنافسة بين نخبة من أفضل السائقين الدوليين، إذ يخوض المتنافسون سباق الجائزة الكبرى لمدة تقارب (30) دقيقة على مضمار مائي محمي، مع نظام نقاط يمنح الفائز (20) نقطة، ثم (15) نقطة للوصيف، و(12) نقطة لصاحب المركز الثالث، فيما توزع بقية النقاط على المراكز حتى العاشر.
ويعتمد التنظيم مُنذ موسم 2024 على سباقي سرعة (Sprint Races) ليحدد كل منهما مراكز الانطلاق، بعد تقسيم السائقين إلى مجموعتين، مع منح نقاط إضافية في هذه الجولات القصيرة، ما يعزز التكتيك ويضيف طبقة جديدة من المنافسة، وتتراوح سرعة هذه القوارب بين (145 كم/ساعة) في المنعطفات الحادة، وتتجاوز (226 كم/ساعة) في المستقيمات، مع تسجيل سرعة قصوى عالمية تبلغ (261 كم/ساعة).
وتستمد القوارب قوتها من محركات عالية تصل قدرتها إلى قرابة (400) حصان، تتصل بهياكل “كاتاماران” خفيفة وعالية الصلابة مصنوعة من الألياف المركبة وألياف الكربون، وتحرص الفرق المشاركة، ومن بينها فرق كبرى تستخدم هياكل مثل (BABA) و(DAC) و(Victory) على بناء توليفة دقيقة بين المحرك والمروحة والهيكل للوصول إلى أداء مثالي يوازن بين استقرار القارب وخفة الحركة في المسارات الضيقة مايمنحهم السرعة والآمان.
وتفرض البطولة إجراءات أمان صارمة تعكس تطورها مقارنة بالمراحل الأولى التي بدأت في الثمانينات، إذ كانت القوارب تُصنع من الخشب الرقائقي بمقصورات مفتوحة، أما اليوم فتأتي مجهزة بمقصورات مغلقة مقاومة للصدمات، وأنظمة طفو متقدمة، وأجهزة تثبيت داخلية تحمي السائقين في حالات الانقلاب -لا سمح الله- ويعتمد مسؤولو الاتحاد الدولي (UIM) على نظام انطلاق دقيق يبدأ بتحذير مدته دقيقتان، يليه عدّ تنازلي لثلاثين ثانية، قبل أن تنطلق القوارب بقوة انفجارية هائلة من منصة الانطلاق.
وسيشهد جمهور البحر الأحمر إلى جانب السباق، تجربة متكاملة تمتد على مدى أربعة أيام، تتضمن عروضًا حية وفعاليات ترفيهية مصاحبة تعزز من الطابع الاحتفالي لموسم جدة، وتحوّل البطولة إلى حدث جماهيري واسع، يجمع بين الإثارة الرياضية والمشهد الساحلي الفريد للمدينة.
ويُنتظر أن تسهم هذه الاستضافة في إبراز تميز قدرات المملكة التنظيمية، وتعزيز حضورها في مشهد الرياضات البحرية العالمية، خاصة بعد أن مرّت البطولة هذا العام بجولات في توبا الإندونيسية وشنغهاي وتشنغتشو، لتصل إلى جدة كواحدة من أبرز محطاتها.
ومن المتوقع أن تمنح جدة انطباعًا خاصًا للسائقين والفرق الدولية عبر مضمار يمتاز بصفاء المياه، وانعكاس الضوء على سطح البحر، وتياراته المناسبة للسباقات عالية السرعة، إضافة إلى حضور جماهيري سعودي يشتهر بشغفه بمثل هذه المنافسات، وتؤكد هذه النسخة أن جدة ببحرها المفتوح وامتداد واجهتها البحرية الحديثة باتت منصة مثالية لاحتضان أهم بطولات العالم البحرية، لتسهم في ترسيخ مكانة المملكة في احتضان الفعاليات الكبرى.
// انتهى //
20:01 ت مـ
0178