
الرياض 17 صفر 1447 هـ الموافق 11 أغسطس 2025 م واس
في عالم الألعاب الإلكترونية، كانت عبارة “Game Over” تعني النهاية.. نهاية جولة، أو نهاية وقت، أو حتى نهاية شغف عابر، أما اليوم فإن العالم ينظر إلى تلك النهاية أنها البداية لعصر جديد، تنطلق فيه إستراتيجيات اللعبة، وتبرز فيه قوتها الناعمة، وتتحول إلى مصدرٍ اقتصادي قوي وفاعلٍ ومؤثرٍ.
وتجري الآن في العاصمة الرياض أحداث كأس العالم للرياضات الإلكترونية، التي تحولت إلى منظومة متكاملة من التنافس والتأثير والاستثمار، فالساحة ليست مقتصرة على اللاعبين فقط، بل أصبحت تُدار كما هي كبرى البطولات العالمية، بقوانين واضحة، وتحكيم محترف، ورعاية تجارية، وبث حي يتابعه الملايين من مختلف القارات.
أيقونة ريادية صنعتها المنظومة الجديدة، تعكس تطوّر القطاع وتنامي مكانته؛ إذ يجمع الحدث نخبة لاعبي العالم من مختلف الدول، ويُعد منصة لتبادل الثقافات، واستعراض القدرات التقنية، والتأكيد على أن الشغف يمكن أن يتحول إلى مهنة، وأن المهارة قادرة على أن تصبح استثمارًا حقيقيًا.
المملكة، أسهمت إستراتيجيًا في صياغة هذا المشهد العالمي الجديد من خلال مبادرات مبتكرة، وبنية تحتية رقمية متقدمة، ودعم غير محدود للمواهب، عززت موقعها كأحد اللاعبين الرئيسيين في القطاع الذي تُقدّر قيمته بمليارات الدولارات، حتى أُطلق على الرياض لقب عاصمة الرياضات الإلكترونية.
وفي قلب هذا التحول، تبرز المدينة المستقبلية للعب وهي “القدية” صاحبة الشعار “اللعب أسلوب حياة”، وتعد أول مدينة في العالم صُممت للّعب، وجزء رئيس من رؤية المملكة 2030، تقع على بُعد (45) كيلومترًا فقط من وسط العاصمة الرياض، تجمع بين مرافق ترفيهية ورياضية وثقافية متقدمة، ومناطق جذب مبتكرة، وأحياء سكنية ذكية، في قلب جبل طويق، أحد أبرز المعالم الطبيعية والملهمة في المملكة.
ويعد “قوة اللعب” مفهومًا أساسيًا، تُعيد فيه القدية تعريف الترفيه كقوة اقتصادية وثقافية ناعمة، تُواكب طموحات الأجيال وتفتح أبواب المستقبل.
وفي تصريح خاص لوكالة الأنباء السعودية (واس)، أوضح المشرف العام على المركز الإعلامي في شركة القدية للاستثمار الدكتور ماجد الدسيماني مفهوم “قوة اللعب” الذي تتبناه المدينة، قائلًا: في القدية نؤمن أن اللعب ليس ترفيهًا فحسب، بل قوة مؤثرة قادرة على إلهام الأفراد، وتحفيز المجتمعات، وتغيير الاقتصادات، إن مفهوم “قوة اللعب” يعكس رؤية طموحة لتمكين الإنسان من خلال التجربة، والتفاعل، والاستكشاف سواءً عبر الرياضة، والترفيه، والثقافة، أو الفنون والطبيعة”.
وأضاف: “نحن لا ننظر إلى اللعب كنشاط وقتي، بل كمنظومة متكاملة تعزز جودة حياة الفرد والمجتمع، وتدعم الابتكار، وتبني قدرات الأجيال القادمة”.
وعن النقلة النوعية التي تقودها “القدية” في ثقافة اللعب عالميًا أكد الدسيماني أن “القدية” تقود تحوّلًا في كيفية فهم وتطبيق اللعب في الحياة اليومية، من كونه مجرد وسيلة للمتعة إلى منصة لبناء المهارات، وتعزيز التفاعل، إلى تحفيز الاقتصاد الإبداعي.
وأشار إلى أن مستقبل “اللعب” ذاهب إلى أن يكون قيمة اقتصادية واجتماعية وثقافية، و”القدية” من خلال بناء وجهات وتجارب غير مسبوقة، تربط الإنسان بمحيط جديد وتفتح آفاقًا جديدة للنمو والتعلّم، وتمزج بين الترفيه والتقنية، والتراث والمستقبل، والتجربة الفردية والتأثير المجتمعي.
وأفاد بأن “القدية” هدفها أن تكون بوصلة اللعب عالميًا، كوجهة ترسم ملامح المستقبل لما يعنيه “اللعب” في العصر الحديث من خلال مشاريع طموحة وشراكات عالمية، لتصبح المملكة في قلب خارطة الترفيه العالمي، وصناعة معايير جديدة، لتقود الإلهام والتجربة في مجال اللعب.
وفي نفس السياق ذكر إعلان للـ”القدية” في ديسمبر 2023 عن إطلاق منطقة خاصة بالألعاب والرياضات الإلكترونية وتعد الأول من نوعها في العالم؛ وتهدف إلى جذب اللاعبين الدوليين في (4) ساحات أرينا مصممة لاستضافة أبرز الأحداث العالمية في قطاع الألعاب الإلكترونية على مدار العام، بسعة استيعاب جماهيري يبلغ (73.000) مقعدٍ، وإحدى الساحات بها ملعبًا بسعة (5300) مقعدٍ، يعد أحد أكبر ثلاثة ملاعب للرياضات الإلكترونية في العالم، ويتميز بوجود أكبر شاشة LED داخلية بين كافة مناطق الرياضات الإلكترونية حول العالم.
وأبان “الإعلان” أن مساحة المنطقة ستبلغ أكثر من (183.000) متر مربع تشمل (100.000) متر مربع مخصصة لبيع الألعاب وتناول الأطعمة والترفيه، وستوفر البيئة الملائمة للعيش والعمل واللعب من خلال وحدات سكنية نوعية وغرف فندقية بطراز يتلاءم مع هوية المنطقة.
ومن المقرر أن تستضيف المنطقة حوالي (25) ناديًا للرياضات الإلكترونية من أنحاء العالم للعيش والتدريب والتنافس، وكذلك قادة قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، التي ستوفر لها أكثر من (30) مقرًا إقليميًا لشركات تطوير الألعاب الإلكترونية الرائدة.
وهكذا، لم تعد عبارة “Game Over” تعني النهاية، بل أصبحت عنوانًا لبداية فصل جديد في عالم يفيض بالإبداع والتقنية والتجربة، يقوده شغف اللاعبين، وتدعمه رؤية طموحة تستشرف المستقبل “المملكة 2030″، فـ”القدية” لم تكن مجرد مشروع، بل تجسيدًا لريادة سعودية تُثبت أن اللعب لم يعد ترفًا عابرًا، بل قوة ناعمة تبني، وتلهم، وتصنع الفارق.
// انتهى //
16:10 ت مـ
0122