استجابة لتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة… الإمارات تعلن دعمًا بقيمة 550 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية للأمم المتحدة لعام ٢٠٢٦
مجلس وزراء الإعلام العرب يختتم أعمال دورته الـ 55 بمقر الأمانة العامة بالقاهرة
مندوبا عن الملك والملكةالامير طلال يكرم الفائزين بجائزة الحسين لأبحاث السرطان
الدورة السابعة لملتقى التعاون العربي -الصيني في مجال الإذاعة والتلفزيونتنعقد في الصين يومي 4 – 6 نوفمبر الحالي
القاهرة في 22 ديسمبر 2025 /العُمانية/ أقامت
سفارة سلطنة عُمان بالقاهرة احتفالاً بمناسبة اليوم العالمي للغة
العربية، في المتحف القومي للحضارة المصرية، بشراكة وتعاون مع المتحف وجمعية
أصدقاء متحف الحضارة.
رعى الاحتفال سعادة السفير عبد الله بن ناصر
الرحبي، سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة
الدول العربية.
وجاء اختيار موقع الاحتفال في متحف الحضارة
بهدف إتاحة فضاء أوسع للمشاركة، وتعظيم الفائدة الثقافية والمعرفية من هذه
المناسبة، بما يسهم في تعميم الوعي بأهمية اللغة العربية ودورها الحضاري، ويعزز
التواصل مع مختلف فئات المجتمع، ولا سيما الأوساط الأكاديمية والشبابية.
وشهد الاحتفال حضور عدد من الشخصيات الرسمية
والثقافية، وأصحاب السعادة السفراء العرب المعتمدين لدى جمهورية مصر العربية، إلى
جانب نخبة من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين، ومشاركة لافتة من طلاب الجامعات،
في تأكيد على البعد التفاعلي والتوعوي للاحتفال.
وأكد سعادة السفير عبد الله بن ناصر الرحبي حرص
سلطنة عُمان على الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بما يليق بمكانتها، وبما
يعكس اعتزازها بدورها التاريخي في الحضارة العربية الإسلامية، مشيرًا إلى أن عُمان
هي بلد الخليل بن أحمد الفراهيدي، أحد أعلام العربية ومؤسسي علم العَروض.
وقال سعادته إن اللغة العربية ليست مجرد
أداة للتواصل، بل هي وعاء لقيم إنسانية سامية، ووسيلة لحفظ التاريخ الثقافي، وشارة
من شارات تأكيد الانتماء والهوية، في مواجهة محاولات إذابة الذات في الآخر.
وأضاف أن العربية في وجدان العُمانيين كائن
حيّ وتراث مقدّر، لم ينقطع تواصله من جيل الرواد إلى اليوم، وامتد أثره الجغرافي
إلى حيث وصلت أقدام العُمانيين، ولا تزال آثارهم اللغوية ماثلة في شرق أفريقيا حتى
الآن.
وأوضح أن اللغة هي الحاملة لتراث المجتمعات
وحضاراتها وتاريخها، وأساس بناء مستقبلها ومقوّم هويتها، وأنه لا يمكن لجماعة
إنسانية أن تحافظ على حضورها وخصوصيتها إن ضاعت لغتها، معتبرًا أن الاحتفال بهذه
المناسبة في متحف الحضارة هو إعلان عن مركزية دور اللغة في بناء المستقبل، واعتراف
بتراثنا العريق، وإقرار بدور العربية في تشييد صرح الحضارة في الماضي، ودورها
الحتمي في استعادة مسار الصعود.
من جانبه، أكد الدكتور الطيب عباس الرئيس
التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، أن استضافة المتحف لهذا الاحتفال
الذي جاء تحت شعار “إرث يتجدد بخط يتألق”، يعكس إيمان المتحف العميق
بأهمية اللغة العربية كأحد أهم روافد الهوية والثقافة الإنسانية.
وأوضح أن المتحف القومي للحضارة المصرية
يجسد العلاقة الوثيقة بين الحضارة واللغة العربية، من خلال ما يضمّه من مقتنيات
أثرية تزخر بالنقوش والكتابات والخطوط العربية التي وثّقت مسيرة الحضارة المصرية
عبر عصورها المختلفة، ولا سيما في العصر الإسلامي.
وأشار إلى أن هذه المقتنيات تعكس كيف كانت
اللغة العربية أداة للتعبير الحضاري، وحافظة للمعرفة والهوية، وجسرًا يربط بين
الماضي والحاضر.
وشهد الاحتفال إقامة محاضرة قدمها الأستاذ
الدكتور عبد الحميد مدكور، الأمين العام لمجمع اللغة العربية، تناول فيها أهمية
الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، مؤكدًا أن هذه المناسبة ليست حدثًا عابرًا
يُختزل في يوم واحد، بل هي تذكير دائم بمسؤولية أهل اللغة تجاهها.
وأشار إلى الإسهامات الكبرى للغة العربية في
بناء الحضارة الإسلامية، ودورها المحوري في ميادين العلم والمعرفة عبر التاريخ،
موضحًا أن العربية لغة عريقة ضاربة في القدم، ومع ذلك ما تزال حية وفاعلة، بخلاف
لغات كبرى أخرى انحسر وجودها في نطاق الدراسة الأكاديمية.
كما ألقى الأستاذ الدكتور سعيد توفيق، رئيس
المجلس الأعلى للثقافة الأسبق وأستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، محاضرة تناول فيها
دور اللغة العربية في تشكيل الهوية والحفاظ عليها، محذرًا من محاولات تشويه اللغة
وإضعافها من خلال تسطيح العملية التعليمية، وانتشار لغة وسائل التواصل الاجتماعي،
والإفراط في استخدام اللغات الأجنبية في التخاطب والأعمال داخل المجتمعات العربية، مؤكدًا أن الحفاظ على اللغة هو حفاظ على الوعي والوجود الحضاري.
وتضمن الاحتفال فقرات شعرية قدّمها عددٌ من
الشعراء، مجّدت اللغة العربية وجمالياتها، إلى جانب عروض تناولت فن الخط العربي،
شارك فيها عددٌ من الخطاطين العرب، عكست ثراء هذا الفن وأبعاده الجمالية والروحية.
وفي ختام الاحتفال، كرّمت سفارة سلطنة عُمان
بالقاهرة عددًا من المشتغلين باللغة العربية؛ تقديرًا لإسهاماتهم في خدمتها ونشرها،
كما افتُتح معرض للخط العربي، شاركت فيه السفارة بعدد من اللوحات الفنية
والمراسلات التاريخية بين سلاطين عُمان ورؤساء الدول، المكتوبة بالخط العربي، في
تجسيد حيّ لقيمته الحضارية والتاريخية والجمالية.
/العُمانية/ النشرة الثقافية/
عُمر