سفير تونس بذكرى استقلال بلاده: دعم مطلق للحق الفلسطيني في الحراك الدبلوماسي الدولي

  رام الله 19-3-2023 وفا- قال السفير التونسي لدى دولة فلسطين الحبيب بن فرح، إن القضية الفلسطينية، تحظى بمكانة متميزة في وجدان تونس رئيسا وشعبا، جسّمها بوضوح التزام مبدئي بموقف ثابت في دعم هذه القضية العادلة، شكّل على الدوام أحد أهم ثوابت السياسة الخارجية التونسية وجوهر اهتماماتها. وأضاف السفير بن فرح، في حديث خاص لـ”وفا”؛ لمناسبة الذكرى 67 لاستقلال تونس، أن هذه المكانة كرسها احتضان تونس منظمة التحرير الفلسطينية لفترة طويلة حرصت خلالها على توفير أسباب نجاح عملها في احترام كامل للقرار الفلسطيني المستقل، وعادت على إثرها القيادة مباشرة إلى أرض فلسطين، وحرصها على علاقات أخوية متميزة بين البلدين الشقيقين، ومساندة مطلقة للقضية الفلسطينية في كل المحافل الإقليمية والدولية. وأشار إلى أن الرئيس التونسي قيس سعيد، يفرد القضية الفلسطينية باستمرار بعناية خاصة، وأعاد في أكثر من مناسبة وآخرها عند لقائه الرئيس محمود عباس، على هامش القمة العربية بالجزائر، تأكيد التزام تونس بشكل كامل والتزامه بدعم مطلق للحق الفلسطيني، والتشديد على أن تونس ستظل ثابتة على موقفها الداعم لقضية فلسطين وشعبها مُسَخِّرَة كامل إمكانياتها في خدمة قضيته العادلة. وجدد السفير بن فرح في ذكرى استقلال بلاده، أن تونس رئيسا وحكومة وشعبا، تؤكد للشعب الفلسطيني ولقيادته ولكامل أطيافه ومؤسساته على المكانة المتميزة التي تحظى بها فلسطين وشعبها في وجدان كل التونسيين، وعلى عُمقِ العلاقات الأخوية ومتانتها بين البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة، واستمرار حرص تونس الخاص على أن تظلَّ خيرَ سَنَدٍ لتمسكِ الشعب الفلسطيني الشقيق بكاملِ حقوقه الشرعية في جميع المحافل الإقليمية، وفيّةً لمواقفها المبدئية والمُنتصرة للدولة الفلسطينية ولدعم مؤسساتها، وذلك تقديرا من تونس لتضحيات الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والانعتاق. وشدد على أن تونس تولي أهمية عالية لمساندتها المطلقة للحق الفلسطيني الخالص وغير القابل للسقوط بالزمن في تقريرِ مصيرهِ وإقامة دولتهِ المستقلة على أرضهِ المحتلة سنة 1967 وعاصمتها القدس، في إطار سلام عادل وشامل ودائم على أساس حلّ الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية والمرجعيات المتفق عليها ذات الصلة، وذلك إيمانا من تونس بأن الحل العادل للقضية الفلسطينية هو بوابة السلام في منطقة الشرق الأوسط. تضامن رسمي وشعبي تونسي واسع ومكثف مع فلسطين وشعبها وتأكيدا على عمق العلاقات الأخوية المتميزة بين الشعبين والبلدين، أكد السفير بن فرح أن تونس حرصت على مستوى متميز ودائم من التشاور والتنسيق بين وزيري خارجية البلدين، عبر تعدد اللقاءات والاتصالات الهاتفية لحشد الدعم للشعب الفلسطيني، وإنجاح التحركات الفلسطينية، والمشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب، والمحافظة على إفراد اهتمام عالٍ لمساندة الجهود والمبادرات الفلسطينية في الاجتماعات العربية والمحافل الإقليمية والدولية، وتسخير كل إمكانياتها الدبلوماسية عبر الاتصالات المكثفة لحشد الدعم لحماية الشعب الفلسطيني، ولنقل صوته إلى العالم. وقال: إن تونس حافظت باستمرار على إبراز معاني التضامن والتآزر مع الشعب الفلسطيني في عدد من  المناسبات، وبادرت تونس بحرص من رئيس الجمهورية إلى انخراط فاعل في التحركات الدبلوماسية المكثفة، وبمتابعة حثيثة ومباشرة، وهو ما تجلى في أكثر من مناسبة إذ سبق لتونس أن أعربت في عدة بيانات أصدرتها وزارة الخارجية التونسية عن تضامنها الكامل وغير المشروط مع الشعب الفلسطيني، لاسترداد حقوقه المشروعة التي لن تسقط بالتقادم. وأضاف: بالتوازي مع استمرار الدعم الرسمي، خاصة على مستوى الحراك الدبلوماسي الدولي، تحظى فلسطين أيضا على الدوام باهتمام شعبي تونسي متميز في كل المناسبات الوطنية الفلسطينية طيلة السنة من الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية (الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والاتحاد الوطني للفلاحة)، وكذلك منظمات ومؤسسات المجتمع المدني، وذلك عبر جملة من النشاطات والفعاليات لتوجيه رسالة أخوة ودعم وتضامن موحدة من الشعب التونسي إلى شعب فلسطين الأبيّ في نضاله للتخلص من الاحتلال، وإلى أبنائه البَرَرَة صُنَاع الأمل لتُجدد لهم تونس التأكيد مرة أخرى على أن القضية الفلسطينية ستظلّ قضية مركزية في وجدان كلّ التونسيين وحيّة في ضمائر أحرار العالم، وحرصها على المحافظة على ثوابتها ودعمها للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني في كل المحافل العربية والإقليمية والدولية. استمرار علاقات التعاون بين تونس وفلسطين في عدة مجالات وأكد السفير بن فرح أن تونس تحرص على تطوير علاقات تعاون أخوية وطيدة ومتميزة على مختلف الأصعدة مع دولة فلسطين، لتعكس بوضوح التزامها بجعل مناصرتها لقضية فلسطين العادلة، وتضامنها المطلق مع شعبها من ثوابت سياستها الخارجية وجوهر اهتماماتها. وأشار إلى أن تونس عملت مع دولة فلسطين في السنوات الأخيرة على إعادة هيكلة متدرجة لعلاقات التعاون الثنائي الأخوي، ولتطوير مجالاته وفق أولويات البلدين، ونقلها من التضامن والتعاطف الوجداني إلى تجسيم التزام تونس المبدئي بالقضية الفلسطينية، عبر تطوير متدرج للإطار القانوني جسده التوقيع سنة 2017 -لأول مرة في تاريخ البلدين- على اتفاقية إنشاء لجنة تعاون مشتركة ومشاورات سياسية منتظمة برئاسة وزيري خارجيتيهما (تعويضا للاتفاق الإطاري السابق لـــــ1994 مع منظمة التحرير الفلسطينية). وأضاف أن هذا الجهد أثمر عن توقيع عدد هام من الاتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات، ويتم العمل حاليا على استكمال إعداد مشاريع اتفاقيات قيد الدراسة، تغطي عدة مجالات. وبين السفير بن فرح أن من أبرز المبادرات في المرحلة الأخيرة لتطوير العلاقات الأخوية بين البلدين، زيادة عدد المنح والمقاعد الأكاديمية السنوية للطلبة الفلسطينيين في تونس منذ السنة الجامعية 2021/2022 إلى 250، ومشاركة وفد فلسطيني في ورشة عمل في مجال الأمن البريدي، إثر استجابة وزارة تكنولوجيات الاتصال لطلب وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية بتكليف البريد التونسي ليتقاسم تجربته مع نظيره الفلسطيني في مجال الأمن البريدي وأنظمة وبرامج التقنية والتشغيل. وتقدم السفير بن فرح إلى جميع التونسيات والتونسيين وخاصة العائلات المقيمة بفلسطين بأصدق التهاني وأطيب الأماني بأن يُعيد مثل هذه الذكرى على تونس ورئيسها وشعبها وعليهم جميعا بكل الخير والسعادة. وأعرب عن تقديره للرئيس محمود عباس وكامل أعضاء القيادة والحكومة والشعب الفلسطيني لما تحظى به تونس دوما على أرض فلسطين من مكانة متميزة عَكَسَهَا استمرار اهتمام مُقَدَّر بتونس وبأبنائها المقيمين بفلسطين من قِبَلِ كل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والجمعيات الفلسطينية، خاصة “جمعية الأخوة الفلسطينية التونسية”، و”جمعية خريجي الجامعات التونسية”، و”منتدى قرطاج-فلسطين”، وجمعية “البيت التونسي الفلسطيني”، والتي ساهمت مبادراتها في تعزيز العلاقات الأخوية المتميزة بين الشعبين. ــ م.ج