
الرياض 16 ذو القعدة 1446 هـ الموافق 14 مايو 2025 م واس
تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا مكثّفة، في مجال الوقاية ومكافحة التطرف والإرهاب، والتصدي لمختلف أشكاله وصوره، في ضوء إسهامات ومبادرات إقليمية وعالمية، كونها المؤسس ودولة المقرّ للمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)، إلى غير ذلك من الإسهامات والمبادرات العالمية الفعّالة لمواجهة ومحاربة داء التطرف والإرهاب.
وفي هذا السياق، يحتفي “اعتدال” بالذكرى الثامنة على تأسيسه، الذي دشّنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في 21 مايو من عام 2017م، بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد جي ترمب، وقادة (55) دولة في العالم، حيث يعكف على التصدي بحزم للأفكار المتطرّفة، ومواجهة أنشطة التنظيمات الإرهابية على شبكة الإنترنت، ودعم وتعزيز الجهود العالمية في مواجهة أعداء الإنسانية، ونشر مبادئ التسامح والاعتدال، ودعم فرص السلام بالمنطقة والعالم.
وبفضل رؤية المملكة 2030، وما يوليه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء –حفظه الله- من أهمية بالغة لنشر الاعتدال والسلام عالميًا، ومكافحة التطرّف والإرهاب، يمتلك “اعتدال” إمكانات وتقنيات فائقة، يواصل من خلالها التصدّي للأنشطة المتطرّفة بكفاءة عالية، حيث تجري مواجهتها بأحدث الطرق والوسائل فكريًا ورقميًا وإعلاميًا، ومكافحة كل ما من شأنه تأجيج الصراعات والتطرّف والإرهاب، عبر مقاربة شاملة تولي أهمية لثقافة الأمن والاعتدال والتسامح، وتحرص على الاستعمال السليم للعقل، وتعزيز التفكير، وتُراعي هذه المقاربة المرونة التي تتطلبها جهود المكافحة، للتكيّف مع التغيّر والتلون المستمر للأيديولوجيات المتطرّفة، وتنوع أدوات تسللها نحو العقول، بما في ذلك ممارسة حروب المعلومات التي تستهدف بها المجتمعات، والتي تتطلب خططًا وإستراتيجيات شاملة، من أجل حماية الأوطان والإنسانية من خطر تلك الأفكار الهدّامة.
وقدّم “اعتدال” منذ تأسيسه -حتى الآن- العديد من الإنجازات الفكرية، والرقمية، والإعلامية، إضافة للمشاركات بأوراق متخصصة في مؤتمرات وحوارات وندوات وورش عمل متخصصة في مكافحة التطرف العنيف وتمويل الإرهاب، وتعزيز الحوار بين الأديان، بالشراكة مع العديد من الدول والمنظمات المتخصصة، كما أبرمت في العام 2021م مذكرة تفاهم مع مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (UNCCT)، التابع لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب (UNOCT)، لتعزيز التعاون في منع ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف (PCVE)، حيث يواصل الطرفان جهودهما لوضع مشاريع مشتركة لدعم تطبيق إستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب.
وفي إطار الجهود المشتركة مع منصات التواصل الاجتماعي للحدّ من انتشار الأفكار المتطرّفة على الإنترنت، وقّع مركز “اعتدال” وشركة “تليجرام” مذكرة تفاهمٍ، لتعزيز مستوى العمل المشترك القائم فيما بينهما في مجال الوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف (PCVE)، وذلك امتدادًا للعمل المسبق بينهما والقائم على التعاون المشترك في مجال مكافحة المحتوى المتطرف، الذي أثمر منذ فبراير 2022م وحتى مارس 2025م، عن إزالة (176,758,457) محتوى متطرفًا، وإغلاق (16,201) قناة كانت تستخدمها التنظيمات الإرهابية في استهداف المجتمعات والدول المختلفة.
إلى ذلك، يواصل “اعتدال” جهوده ضمن المبادرات والمشاريع الفكرية والمجتمعية، التي دشّنها على مدى السنوات الماضية، ومن بينها: مبادرة “معتدل” والتي تهدف إلى تفعيل الشراكة المجتمعية في مكافحة الفكر المتطرف، ومبادرة “تفنيد” التي تُعنى بتفكيك وتفنيد الأفكار والخطابات المتطرّفة المُتداولة عبر فضاءات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ومبادرة “التعاون البحثي”، بهدف مساعدة طلاب الدراسات العليا في تخصصات مكافحة الفكر المتطرف، ومبادرة “التدريب الجامعي” لتدريب طلاب المرحلة الجامعية في المجالات ذات الصلة، ومبادرة (معًا)، المعنية بمخاطبة الأشخاص ذوي الإعاقة من الصم وضعاف السمع وتحصينهم من الفكر المتطرف، بعد رصد محاولات من التنظيمات المتطرّفة لاستهدافهم بدعاية مُخصصة.
وكان “اعتدال” منذ أعلنت المملكة العربية السعودية عن تدشينه في مايو 2017م، وما زال مقصدًا للعديد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية المتخصصة في مكافحة الفكر المتطرف، حيث استقبل حتى الآن من شهر (مايو) 2025م، ما يتجاوز (3216) زائرًا من أكثر من (78) دولة من حول العالم.
// انتهى //
19:32 ت مـ
0203