شملت خرائط لحظية وأنظمة محاكاة .. الإمارات تواجه التحديات البيئية بـ ‘الذكاء الاصطناعي’

من قسم التقارير :
أبوظبي في 15 مارس / وام / شكل الذكاء الاصطناعي أحد أبرز أدوات التصدي للتحديات البيئية ومعالجتها في دولة الإمارات التي نجحت خلال السنوات الماضية في تقديم نموذج عالمي متفرد في كيفية حماية الموارد الطبيعية وتعزيز استدامتها .
ويعد قطاع البيئة أحد أبرز القطاعات التي استهدفتها إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي منذ إطلاقها في أكتوبر 2017 التي أسست لمنظومة رقمية ذكية كاملة ومتصلة تتصدى للتحديات أولا بأول وتقدم حلولاً عملية وسريعة، تتسم بالجودة والكفاءة.
وشهدت الإمارات إطلاق وتنفيذ العديد من المشروعات والبرامج الطموحة على المستويين الاتحادي والمحلي بهدف مواجهة التحديات البيئية في مختلف القطاعات مثل المياه، والتربة والهواء وغيرها، والتي حققت نتائج مجدية بفضل اعتمادها على حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
فعلى المستوى الاتحادي تبرز جهود وزارة التغير المناخي والبيئة التي عملت على تبني وتسخير مخرجات الذكاء الاصطناعي في تنفيذ العديد من المشروعات الهادفة لتعزيز الاستدامة البيئية في الدولة ومنها مختبر الذكاء الاصطناعي الذي أطلقته بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحديد مواقع تركيز الطاقة الشمسية ورصد وتحليل مستويات ومصادر ملوثات الهواء في الدولة وتحديد مستوى جودة المياه.
ويتضمن المختبر ثلاث أنظمة رئيسية وهي خرائط لحظية للطاقة الشمسية في الدولة، ونظام المحاكاة للطاقة الشمسية، ونظام الرصد البيئي الذي يشمل الرصد اللحظي والتنبؤ، ونظام رصد البيئة البحرية.

وتساهم الخرائط اللحظية للطاقة الشمسية ونظام المحاكاة للطاقة الشمسية في التخطيط لتحديد المواقع الأمثل لاستخدام ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة، بينما يتضمن نظام الرصد البيئي الذي يشمل الرصد اللحظي والتنبؤ، بيانات تركيز ملوثات الهواء بالإضافة إلى بيانات مؤشر جودة الهواء من خلال الأقمار الصناعية.
ويتيح نظام رصد البيئة البحرية إمكانية التنبؤ اللحظي بجودة المياه البحرية في المناطق الساحلية في الدولة، حيث تستخدم هذه الأداة بيانات يومية من خلال الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية للخروج بتقييم يومي لظروف جودة المياه في سواحل الإمارات.
وفي مجال الزراعة نفذت الوزارة في عام 2021 مشروع بحثي” مشروع الزراعة باستخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي” لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير منظومة الزراعة الحديثة بالاستعانة بشباب من منتسبي الخدمة الوطنية.
ويختبر المشروع إمكانية استخدام نظم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لزيادة كفاءة نظم الزراعة المائية، ويسعى إلى دراسة وتحديد المتغيرات المثلى خلال دورة الزراعية للمحاصيل، ونقل المعرفة والمهارات الفنية للشباب، ودمج الخبرات من المجالات المختلفة بهدف إيجاد حلول مستقبلية للأمن الغذائي المستدام.
ويهدف المشروع إلى تحديد أهم عناصر والأجسام لعمليات الزراعة المائية باستخدام الذكاء الاصطناعي وذلك عبر تجميع وتحليل وتعزيز البيانات، وجمع ومراقبة البيانات خلال دورة النمو للعملية الزراعية ومقارنتها بالبيانات التي حددها النظام الموضوع مسبقا عبر الذكاء الاصطناعي للتأكيد على فعاليته.
من جانبها تعمل هيئة البيئة – أبوظبي وفق منهجية محددة للذكاء الاصطناعي، التي تعد جزءاً من أهدافها الرئيسية الطموحة لتحقيق الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع نواحي عملها، لتحسين عملية اتخاذ القرار، وخلق طرائق عمل أكثر ذكاءً وفعالية.
وتنفذ الهيئة مشروعا يعد الأول من نوعه على مستوى العالم لمراقبة التربة باستخدام أحدث تقنيات الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة.
ويهدف رسم خرائط تلوث التربة في إمارة أبوظبي إلى تسليط الضوء على المناطق التي تحتاج إلى معالجة أو تعافي أو حماية للوصول إلى بيئة مستدامة.
وفي مجال إدارة النفايات، عملت الهيئة على تصميم وتطوير أنظمة وأدوات إلكترونية لترخيص وتقييم المخاطر والامتثال والإنقاذ البيئي لتحليل الوضع البيئي وترتيب الأولويات والاستفادة القصوى من الموارد المتاحة، بشكل يتيح لمنشآت إدارة النفايات المرخصة من الهيئة أن تبقى على دراية بأفضل الممارسات الفنية والإدارية الدولية لتستمر في تعزيز الممارسات البيئية والتصدي للتغيرات المناخية لتحقيق التنمية المستدامة والتوازن بين التطور المتنامي وتشجيع الاستثمارات وحماية البيئة.
أما في مجال مراقبة جودة الهواء والضوضاء والتغير المناخي فقد كانت الهيئة من أوائل الجهات التي استخدمت الذكاء الاصطناعي في أنشطة مراقبة ورصد انبعاثات الملوثات الضارة ومستوياتها، حيث ترصد الهيئة هذه الملوثات من خلال شبكة متطورة مكونة من عشرين محطة ثابتة لمراقبة جودة الهواء المحيط تغطي إمارة أبوظبي، تقيس كل محطة 17 عنصراً تتوزع بين ملوثات وأرصاد جوية بشكل مستمر كل دقيقة من خلال مجسات إلكترونية موثوقة وتنشر بياناتها كل ساعة في موقعها الإلكتروني وفي التطبيقات الهاتفية ومنصات مراقبة جودة الهواء المختلفة دون أي تدخل بشري مباشر في ذلك.
وفي الشارقة، دشنت ” بيئة لإعادة التدوير ” الشركة الرائدة في معالجة واستعادة المواد التابعة لمجموعة بيئة، في أكتوبر الماضي، مرفقاً جديداً لإعادة تدوير النفايات التجارية والصناعية، وهو الأول من نوعه بالمنطقة الذي يستخدم الروبوتات المعززة بالذكاء الاصطناعي، التي تتعرف آلياً على النفايات ومن ثم فرزها وفقاً لأنواعها.
ويرتكز المرفق الجديد في عمله على الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي ستساعد على استعادة المواد وتسريع عمليات الفرز وبكفاءة عالية، ومن ثم إعادة إدخالها بالاقتصاد والاستفادة منها، حيث سيكون المرفق عند تشغيله بطاقته القصوى قادراً على معالجة 156 ألف طن من النفايات المختلطة سنوياً بمعدل 500 طن يومياً.