طبيبٌ جزائريٌّ كرّس حياته للفنّ التشكيلي والبحث عن المعنى

الجزائر في 15 سبتمبر/العُمانية/ يعرضُ الفنان
التشكيليُّ الجزائريُّ فريد إزمور، مجموعة من أعماله الفنيّة، بقصر الثقافة مفدي
زكرياء بالجزائر العاصمة، تحت عنوان “آثار وحوار.. تسلسل زمني”، ويتتبّع
35 عامًا من التطوُّر الفني لدى هذا الفنان، وهي مسيرة حافلة بالغربة، والبحث،
والعمل الدؤوب، ويستمر حتى 11 أكتوبر المقبل.

وقال فريد إزمور في حديث لوكالة الأنباء العُمانية،
“أردتُ أن أُقدّم لأبناء وطني رؤية صادقة لرحلتي، لأشاركهم ثمار هذا السعي
الطويل، وإنني أكثر حضورًا في الخارج، لكنّ هذه العودة إلى الجزائر تحمل في
طيّاتها قيمة حوار حقيقي مع جذوري”.

ويُضيف: “عشتُ بين عالمين: من جهة، الصرامة
والدقّة وارتداء القفّازات الجراحيّة باستمرار، ومن جهة أخرى، الحاجة المُلحّة
للتعبير والحرية”.

ووضّح أنه بالرغم من هذه التجربة الغنيّة، والمليئة
بالخبرة، إلا أنّه لا يزال يتقدّم، وهو الأمر الذي يعبر عنه، بالقول “ما زلت
طالبًا أبديًّا، وعملي في تطور مستمر، يغذّيه التأمّل، والدّقة، والحريّة”.

وأكد الفنان على أن لا شيء يترك للصدفة في لوحاته،
حيث قال إن كل أثر، وكل بقعة، وكل إيماءة تجد مكانها بدقة، ولكن في الوقت نفسه،
أترك بابًا مفتوحًا للمفاجآت، للتفاعل مع المادة”.

وقد تميّزت مسيرته الفنيّة بثلاثة لقاءات حاسمة؛ ففي
مراهقته، التقى بالرسّام الجزائري، العربي أرزقي، الذي شجّعه وأدرك موهبته
الناشئة، ولاحقًا، خلال إقامته في سويسرا، عرّفه ميشيل ريتر، مدير مركز
“فريارت” للفنّ المعاصر على براعة على عالم الفن المعاصر، وأخيرًا، في
جنيف، علّمه البروفيسور جيلبرت وولفسبيرغ تقنيات الرسم الحديث النادرة، والمتجذّرة
في تقاليد راسخة.

ويؤكد الفنان على أنه يعيش حياته منتقلًا بين قفازات
الفنّ التشكيلي وقفازات الطبّ البيضاء، ومن هذه التجارب الثريّة، طوّر فريد إزمور
ممارسة فريدة تعتمد أساسًا على تجريد تعبيري، حيث تُشكّل البنية الإيقاعيّة،
وقوانين النسبة الذهبيّة، أساسًا للطاقة الإيمائيّة لديه.

كما يحتلُّ الأثر في أعماله، مكانًا مركزيًّا، إذ
تحمل حوارًا صامتًا مع الإنسان، وهو يُعبّر عن ذلك، بالقول “الآثار التي
أتركُها هي علامات، وندوب، وأصداء كثيرة تُثير تساؤلات المُشاهد الذي يزور معارضي
ويتابع منجزاتي التي أعبّر عنها من خلال لوحاتي”.

جديرٌ بالذكر أن الفنان وُلد في الجزائر العاصمة،
وغادر وطنه في تسعينات القرن الماضي، حاملًا معه مهنة مزدوجة؛ إذ عمل استشاريًّا
في جراحة العظام والكسور في سويسرا، وقضى عقودًا يُساعد الأطباء في إجراء أدقّ
العمليات الجراحيّة، وفي الوقت نفسه، يسعى دائما وراء شغفه الفنيّ العميق.

/العُمانية/ النّشرة الثقافيّة/ شيخة
الشحية