
الشارقة في 29 سبتمبر/وام/ نظمت غرفة تجارة وصناعة الشارقة اليوم “ملتقى الأعمال بين الشارقة وكوريا” بهدف استكشاف آفاق جديدة للتعاون واستعراض الفرص الاستثمارية الواعدة وتعزيز التواصل بين مجتمعي الأعمال في إمارة الشارقة وجمهورية كوريا وتعميق الشراكات في قطاعات استراتيجية تشمل الصناعات الرقمية والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والرعاية الصحية الرقمية إلى جانب حلول النقل الذكي والآلات المتقدمة.
شهد الملتقى – الذي عقد بمقر الغرفة – توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة الشارقة وجمعية التجارة الدولية الكورية بهدف تعزيز العلاقات التجارية وتنمية التعاون المتبادل وتشجيع وترويج وتسهيل التعاون الاقتصادي بين مجتمعات الأعمال في كلا البلدين الصديقين.
وقع المذكرة كل من سعادة عبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة وسعادة جين سيك يون رئيس جمعية التجارة الدولية الكورية بحضور سعادة محمد أحمد أمين العوضي مدير عام غرفة الشارقة وعدد من مسؤولي الجانبين.
وبموجب مذكرة التفاهم سيعمل الجانبان على تشجيع تبادل الوفود التجارية والمباحثات في مجالي التصدير والاقتصاد ودعم متابعة الزيارات لهذا الغرض إلى جانب التنسيق لتأسيس وتوسعة شبكة تجارية تسهل تداول فرص الأعمال المتاحة لدى البلدين وتبادل البيانات التجارية والإحصائيات وتفعيل أنشطة البحث المشتركة بالإضافة إلى المشاركة في الفعاليات والمعارض والمؤتمرات الاقتصادية لدى كل جانب.
واستعرض الملتقى – الذي شهد حضور ممثلي أكثر من 100 شركة من إمارة الشارقة وكوريا الجنوبية يمثلون مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية – سبل تعزيز الشراكات في القطاعات التكنولوجية وقطاع الطاقة والبنية التحتية الذي تقوده الشركات الكبرى في مجالات البناء والطاقة المتجددة في خطوة عكست الحرص المشترك على الانتقال بعلاقات التعاون بين مجتمعي الأعمال في البلدين إلى مرحلة متقدمة من التكامل الاقتصادي القائم على الابتكار وتأكيد الاهتمام المتبادل بتعزيز الروابط وتأسيس الشراكات المستدامة التي تدعم مسيرة النمو الاقتصادي في الشارقة وكوريا الجنوبية.
وأكد سعادة عبد الله سلطان العويس أن الملتقى محطة فارقة في مسيرة العلاقات الاقتصادية المتنامية بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية والتي ارتقت إلى مستوى شراكة راسخة مبنية على الثقة العميقة والإنجازات الملموسة مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين بلغ نحو 19.5 مليار درهم خلال عام 2022 محققاً نمواً بنسبة 14% مقارنة بعام 2021 وهو ما يشكل دليلاً قاطعاً على متانة الروابط التجارية القائمة ولفت إلى أن هذه الشراكة تتجاوز الأرقام لتشمل التزاماً استراتيجياً طويل الأمد يتجسد في إعلان دولة الإمارات عن نيتها استثمار 30 مليار دولار في قطاعات حيوية في كوريا الجنوبية وهو ما يقابله وجود استثماري كوري فاعل في الإمارات.
وأضاف أن القيادة الرشيدة للدولة تنظر إلى كوريا الجنوبية بوصفها شريكا استراتيجيا في مسيرة الدولة نحو المستقبل وأن الملتقى يترجم هذه الرؤية على أرض الواقع في إمارة الشارقة التي باتت تمثل وجهة استثمارية جاذبة بفضل بيئتها الاقتصادية المتنوعة وتشريعاتها المرنة وموقعها الاستراتيجي بوابة للأسواق الإقليمية موضحا أن تركيز الملتقى على قطاعات الابتكار والتكنولوجيا ينسجم مع أهداف “رؤية نحن الإمارات 2031” الرامية إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز اقتصاد المعرفة.
ودعا العويس الشركات الكورية إلى الاستفادة من المزايا التنافسية التي توفرها الشارقة لتأسيس أعمالها والانطلاق منها نحو آفاق أوسع مؤكداً أن الغرفة على أتم الاستعداد لتقديم كل الدعم الممكن لإنجاح هذه الشراكات.
من جانبه أكد سعادة جين سيك يون الأهمية الاستراتيجية التي توليها بلاده لتعميق العلاقات الاقتصادية مع دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة على وجه الخصوص واصفاً الملتقى بأنه فرصة ثمينة لفتح قنوات جديدة للتواصل وبناء شراكات مستدامة.
وقال إن مجتمع الأعمال في كوريا الجنوبية ينظرباهتمام إلى التكامل بين ما تمتلكه جمهورية كوريا من تقنيات متقدمة وخبرة صناعية وما توفره الإمارات من سوق واعد وتمويل ورؤية استراتيجية طموحة مشيرا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تحولاً نوعياً في العلاقات بين مجتمعي الأعمال في جمهورية كوريا والشارقة على ضوء ما تتمتع به بيئة الأعمال في الشارقة من مناخ استثماري يحفز الشركات الكورية على استكشاف الفرص الواعدة.
واختتم الملتقى بعقد سلسلة من لقاءات العمل الثنائية التي جمعت بين رجال الأعمال والمسؤولين من الطرفين وتمحورت الجلسات المتخصصة حول بحث آليات بناء شراكات فعالة ومناقشة الفرص الاستثمارية المتاحة في القطاعات المستهدفة واستكشاف إمكانيات التعاون والتنسيق المتبادل في المشاريع المستقبلية بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في كل من الشارقة وكوريا الجنوبية.