
الجزائر في 25 أغسطس /العُمانية/ يُجسد الفنان التشكيلي الجزائري كمال بلطرش، من خلال مجموعة فنية جديدة، ملامح حيّ “القصبة” العتيق بالعاصمة الجزائرية، عبر لوحات تستعرض تفاصيل الأبواب التاريخية لهذا الحيّ الذي يُعدّ أحد أبرز المعالم المعمارية والتراثية في الجزائر.وتُبرز اللوحات الألوان المائية الزاهية في تصوير الأبواب العتيقة، بما تحمله من نقوش ورسومات وعناصر عمرانية دقيقة، عكف الفنان على توثيقها بعد أن التقط صورها خلال فترة الإغلاق الصحي في جائحة “كوفيد-19″، عندما بدت المدينة ساكنة، فيما ظلت هذه الأبواب شامخة كشواهد على الزمن والحياة.وقال الفنان كمال بلطرش في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: “أنا ابن هذه المدينة، وتربطني بالقصبة علاقة وجدانية. بدأت هذا المشروع أثناء الحجر الصحي، حين كانت الشوارع خالية، فشعرت أن الأبواب تحرس الذاكرة وتروي القصص لمن ينصت”.وأوضح أن اختياره للألوان المائية كان مقصودًا، نظرًا لما تحمله من شفافية تعبّر عن الرهافة والحنين، مؤكدًا أن كل باب في القصبة يختزن ذاكرة وحدثًا ووجدانًا، وبعضها لا يزال مأهولًا، في حين تُعدّ أخرى أطلالًا لعصور مضت.وأضاف بلطرش أن مشروعه الفني لا يقتصر على التوثيق البصري فحسب، بل يسعى إلى نقل روح المكان وإحياء علاقة الناس بتراثهم، مشيرًا إلى أن القصبة ليست مجرد حيّ، بل كائن حي ينبض بالحياة، ويعكس تعاقب الأزمنة والتجارب الإنسانية من الحياة اليومية إلى فصول المقاومة والنضال.ويستند الفنان في مشروعه إلى فلسفة فنية ترى في كل باب شاهدًا على التاريخ، ومُحفزًا للتأمل في هوية المدينة وروحها، حيث قال: “القصبة تُعلّمنا أن ننظر بعمق، أن نتأنّى في الحكم على الأشياء، وأن نفهم أن خلف كل باب هناك قصة، وذاكرة، وهوية يجب أن تُصان”.ويُعدّ مشروع بلطرش امتدادًا للجهود الفنية والثقافية في توثيق الذاكرة الحضرية لمدينة الجزائر، حيث تُعدّ القصبة المصنّفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، من أبرز الشواهد على الفن المعماري الأصيل، والتاريخ الاجتماعي والسياسي للمدينة./العُمانية//النشرة الثقافية/أمل السعدية