قمة (بريكس) في البرازيل تؤكد أهمية إعادة إطلاق عملية سلام في الشرق الأوسط وقيام دولة فلسطينية مستقلة

قمة (بريكس) في البرازيل تؤكد أهمية إعادة إطلاق عملية سلام في الشرق الأوسط وقيام دولة فلسطينية مستقلةالكويت – 7 – 7 (كونا) — أكدت قمة مجموعة (بريكس) لعام 2025 المنعقدة في البرازيل ضرورة الامتثال الكامل لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي مؤكدة أهمية إعادة إطلاق عملية سلام ذات مصداقية تؤدي إلى حل الدولتين مع قيام دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.وأعرب قادة القمة في البيان الختامي الصادر مساء أمس الأحد في (ريو دي جانيرو) عن قلق دول (بريكس) إزاء تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة داعين إلى إيقاف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار ورفع الحصار عن غزة وضمان دخول المساعدات الإنسانية.كما أكدوا دعم حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة كما رحبوا بانضمامها إلى عدد من المنظمات الدولية الأخرى.ودانوا هجمات الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة ضد إيران بما في ذلك المنشآت الدبلوماسية مشددين على ضرورة احترام القانون الدولي وخاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.ودعوا إلى انسحاب الاحتلال الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة مؤكدين دعم حق لبنان في استكشاف واستغلال موارده الطبيعية بما في ذلك النفط والغاز في منطقته الاقتصادية الخالصة.وأبرز البيان الختامي التزام القادة بسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها ودعا إلى حل سياسي بقيادة سورية بتيسير من الأمم المتحدة وفقا للقرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن.وشدد القادة في بيانهم على التزام دول (بريكس) بمكافحة “الإرهاب” بجميع أشكاله ومظاهره بغض النظر عن دوافعه أو مكان حدوثه مؤكدين ضرورة تقديم مرتكبيه وداعميه ومموليهم إلى العدالة.وفيما يخص النظام العالمي أكد قادة (بريكس) أهمية الالتزام بالتعددية وبنظام دولي عادل ومتعدد الأقطاب تكون الأمم المتحدة مركزه ويعتمد على القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك المساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والحل السلمي للنزاعات.وشددوا على الحاجة إلى إصلاح شامل للأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن لجعلها أكثر ديمقراطية وتمثيلا وفعالية من أجل تعزيز التمثيل العادل للدول النامية لا سيما تلك الموجودة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.وجدد البيان الختامي للقادة دعمه تطلعات البرازيل والهند وجنوب إفريقيا للعب دور أكبر في الشؤون الدولية لا سيما في إطار الأمم المتحدة بما في ذلك مجلس الأمن.وفيما يخص النظام المالي العالمي أكد القادة الحاجة إلى تحسين هيكل الحوكمة المالية العالمية وزيادة التمثيل والصوت للدول النامية في مؤسسات (بريتون وودز) لتكون أكثر تمثيلا وفعالية وشفافية ومساءلة وتعكس الواقع الاقتصادي العالمي الحالي بشكل أفضل.ورحبوا بالعمل الجاري لتطوير منصات الدفع العابرة للحدود مشيدا بالجهود الهادفة إلى تعزيز استخدام العملات المحلية في التجارة الدولية والمعاملات المالية بين دول (بريكس) مع ضمان الاستقرار المالي وتخفيف المخاطر النظامية.ودعوا إلى أهمية التعاون في مجالات التحول العادل للطاقة والأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة وتغير المناخ والتنوع البيولوجي والتلوث وإزالة الكربون من الاقتصاد من أجل تعزيز التنمية المستدامة.وفي هذا الصدد أكد بيان القادة الالتزام باتفاقية باريس وشدد على ضرورة تنفيذ مبدأ المسؤوليات المشتركة والمتباينة مع الأخذ في الاعتبار الظروف الوطنية المختلفة داعيا الدول المتقدمة إلى الوفاء بالتزاماتها المالية المتعلقة بالمناخ.وفيما يخص الذكاء الاصطناعي أكد البيان دعم الحوكمة الدولية الشاملة والمسؤولة للذكاء الاصطناعي لتسخير إمكانات هذه التكنولوجيا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية مشيدا بإعلان قادة (بريكس) حول الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي.وحول الفضاء الخارجي دعا القادة إلى الاستخدام السلمي للفضاء مشددين على الحاجة إلى منع سباق التسلح في الفضاء الخارجي.وأكدوا التزام دول (بريكس) بالحفاظ على الأمن السيبراني داعين إلى تعزيز التعاون بين دول المجموعة لضمان بيئة معلوماتية آمنة ومستقرة وموثوقة.وعلى صعيد النظام الصحي العالمي أكد القادة في بيانهم مركزية دور منظمة الصحة العالمية في التنسيق العالمي في مجال الصحة مشددين على دعمه جهود بناء قدرات الدول النامية في مجال أنظمة الصحة.وجددوا التزامهم بتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب وبناء نظام دولي أكثر عدلا وتوازنا يستند إلى القانون الدولي من أجل السلام والأمن والازدهار للجميع.وبالنسبة إلى التعاون الثقافي والرياضي والعلمي والاكاديمي شدد البيان الختامي على أهمية تعزيز التعاون الثقافي والرياضي والعلمي والأكاديمي بين دول (بريكس) إضافة إلى المبادرات الهادفة إلى تعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مبينا أهمية إنشاء شبكات ومراكز بحثية مشتركة.وأشار إلى أنشطة (بنك التنمية الجديد) بقيادة رئيسة البرازيل السابقة ديلما روسيف داعيا إلى تعزيز رأسماله وزيادة عدد أعضائه وإلى أهمية إلى استخدام العملات الوطنية في عملياته.كما دعا إلى إنشاء منصة استثمارية تدعم مشاريع البنية التحتية في دول الجنوب بالإضافة إلى مبادرات الضمانات المتعددة الأطراف ضمن إطار (بريكس).وأعرب القادة في البيان عن القلق إزاء استخدام التدابير الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة مؤكدين أهمية نظام التجارة متعدد الأطراف الذي تقع منظمة التجارة العالمية في مركزه داعيا إلى تنفيذ اتفاقياتها بالكامل من أجل تعزيز نظام تجاري عالمي عادل ومنصف وشامل وشفاف.ورحبوا بعضوية إندونيسيا في (بريكس) منذ أول يناير 2025 وكذلك باختيار الدول الشريكة الجديدة بيلاروسيا وبوليفيا وكازاخستان وكوبا ونيجيريا وماليزيا وتايلند وفيتنام وأوغندا وأوزبكستان مؤكدين أهمية الدور الذي يمكن أن تؤديه هذه البلدان في تطوير التعاون في إطار (بريكس).واستضافت مدينة (ريو دي جانيرو) البرازيلية على أمد يومين أعمال قمة مجموعة (بريكس) في دورتها ال17 تحت شعار (السلام والأمن وإصلاح الحوكمة العالمية) بمشاركة 20 دولة.وتعد قمة (بريكس) الحالية أول قمة للمجموعة بعد انضمام إندونيسا كعضو رسمي و10 دول شريكة في مطلع العام الحالي لتضم (بريكس) التي أسست عام 2006 حاليا 11 عضوا هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا والسعودية ومصر والإمارات وإيران وإثيوبيا وإندونيسيا و10 دول شريكة هي ماليزيا وتايلاند وبلاروسيا وبوليفيا وكوبا وكازاخستان وأوزبكستان وأوغندا ونيجيريا.وأعلنت المجموعة التي تسعى إلى تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الدول النامية عن خطط لتوسيع عضويتها عبر ضم دول شريكة بهدف تعزيز نفوذ الجنوب العالمي على الساحة الدولية في مواجهة تكتلات الدول المتقدمة. (النهاية)م ج ب