
قمة شرم الشيخ للسلام حول غزة.. فرصة مهمة لرسم ملامح الاستقرار الإقليميمن إسلام عبدالفتاح (تقرير.إخباري)القاهرة – 13 – 10 (كونا) —- تتجه أنظار العالم اليوم الاثنين إلى القمة الدولية في مدينة شرم الشيخ التي تعقد برئاسة مشتركة بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب ومشاركة قادة أكثر من 20 دولة من أجل استعادة الاستقرار الإقليمي وتدشين فصل جديد يعزز الأمن والسلام في المنطقة.وتأتي القمة التي تعقد تحت عنوان (قمة شرم الشيخ للسلام: اتفاق إنهاء الحرب في غزة) في موازاة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة بين حركة (حماس) الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي الذي تم إعلانه عقب مفاوضات مكثفة غير مباشرة خلال الأيام الأخيرة في ضوء رؤية الرئيس الأمريكي لتحقيق السلام.وتتناول القمة عددا من الملفات المحورية أبرزها تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة واستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.وتحظى قمة شرم الشيخ باهتمام واسع من المجتمع الدولي الذي يرى فيها فرصة حقيقية لإعادة إحياء الجهود الدبلوماسية عقب سنوات من الجمود وسط آمال بأن تفتح مناقشاتها صفحة جديدة من التفاهم الإقليمي والتعاون الدولي بما يعيد الأمن والاستقرار الشرق الأوسط.كما تحظى القمة باهتمام إعلامي عالمي كبير إذ تلقت “هيئة الاستعلامات المصرية” أعدادا كبيرة من طلبات الصحف ومحطات التلفزيون والإذاعات والمواقع الإخبارية ووكالات الأنباء من كل أنحاء العالم إذ تم حتى الآن تسجيل 232 صحفيا ومراسلا من وسائل الإعلام الأجنبية للمشاركة في التغطية الإعلامية.وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد حجازي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن قمة شرم الشيخ التي يحضرها الرئيس الأمريكي ويشارك فيها نحو 20 من قادة وملوك ورؤساء دول العالم تعتبر “حدثا غير مسبوق يمكن أن يمهد الطريق نحو اتفاق سلام شامل توفر له الأسرة الدولية النطاق الاستراتيجي الذي يكفل للوسطاء ولأطراف النزاع التباحث بشأن بنود هذا الاتفاق”.وأضاف حجازي أن هذا الاتفاق المهم الذي يعتبر خطة إطارية بحاجة إلى خطة تنفيذية تتفاوض فيها الأطراف حول كل بند من بنوده مبينا أنه تم خلال المرحلة الأولى الاتفاق على عملية تبادل الأسرى والرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية بعد مفاوضات شاقة.وأشار إلى رغبة المجتمع الدولي في أن تكون هناك خطة سلام شاملة تقود لحل قضايا النزاع في الشرق الأوسط وفي القلب منه القضية الفلسطينية لتقديم المنطقة كفرصة واعدة نحو الأمن والاستقرار والاستثمار والتجارة والتعاون في المستقبل.وأكد حجازي أهمية الخروج من قمة شرم الشيخ بآلية تنفيذية سواء فيما يتعلق بالمرحلة المقبلة المتعلقة باستكمال الانسحابات الإسرائيلية وإدخال المساعدات الإنسانية وآلية إدارة قطاع غزة من خلال حكومة تكنوقراط فلسطينية ترتبط بالسلطة الوطنية الفلسطينية سياسيا وقانونيا.كما أكد ضرورة “ما ذكره الرئيس المصري” بشأن تمكين السلطة الوطنية من تولي مسؤولياتها في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية وتنفيذ حكم محكمة العدل الدولية في يونيو 2024 القاضي بأن جغرافية الوطن الفلسطيني هي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وهي الأراضي التي تحتلها إسرائيل.وذكر حجازي أن مؤتمر إعادة الإعمار سيكون ضمن أولويات الدبلوماسية المصرية عقب القمة كما أعلن وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبدالعاطي والتحرك من أجل دعوة الدول والشركاء للمشاركة في هذا المؤتمر المهم الذي تعقده مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة والسلطة الوطنية الفلسطينية.وشدد على أن هذا المؤتمر سيكون مدخلا لتثبيت الأوضاع في قطاع غزة “بعد أن نجحت مصر في إفشال أحد أخطر مخططات اليمين المتطرف الإسرائيلي وهو مخطط التهجير القسري وفي ذلك مكسبا مهما ورئيسيا للقضية الفلسطينية”.وأوضح أنه “سيتم العمل خلال المرحلة المقبلة على تثبيت سكان قطاع غزة وإغاثتهم بشكل عاجل قبل إتاحة المجال لمؤتمر إعادة إعمار شامل تتشارك فيه كل القدرات الوطنية والدولية من أجل عودة غزة جزءا عزيزا من الوطن الفلسطيني وأحد أسباب أمن واستقرار المنطقة”.وأكد أن وجود الرئيس ترامب وهذا الحشد الدولي في شرم الشيخ “يعبر عن تقدير المجتمع الدولي والولايات المتحدة لدور مصر ومكانتها وتأثيرها في محيطها التقليمي وارتباطها الأصيل بقطاع غزة وبالقضية الفلسطينية وما يتمتع به دورها من مصداقية وثقل يمهد الطريق لتنفيذ كل بنود الاتفاق”.ولفت إلى ما تتمتع به مصر من ثقة لدى طرفي النزاع سواء كان الطرف الفلسطيني بكل مشتملاته وقواعده وفصائله أو الطرف الإسرائيلي ممثلا في الحكومات المتعاقبة علاوة على الجهود المصرية لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام لكافة شعوب المنطقة.وخلال حضوره حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة الأربعاء الماضي عبر الرئيس المصري عن تقديره لنظيره الأمريكي على إرادته الحقيقية لإنهاء الحرب خلال جولة المفاوضات بشرم الشيخ داعيا إياه لحضور توقيع اتفاف غزة في مصر حال التوصل إليه.وبعد أن عجلت المفاوضات التي توسطت فيها مصر وقطر وتركيا وشارك فيها المبعوثان الأمريكيان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر بالتوصل إلى وقف إطلاق النار أكد ترامب أنه سيزور مصر لحضور توقيع اتفاق غزة مشيرا إلى أن هناك العديد من قادة الدول سيحضرون بعد أن تمت دعوتهم.وأعلنت الرئاسة المصرية أن الدول التي أكدت مشاركتها في القمة هي الكويت والأردن وتركيا وإندونيسيا والإمارات وباكستان والهند والبحرين وسلطنة عمان وقبرص واليونان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وأذربيجان وإسبانيا وأرمينيا وهنغاريا.وذكرت أنه يشارك في القمة الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس المجلس الأوروبي وسيكون مستوى المشاركة ممثلا بقادة وملوك ورؤساء ونواب رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء. (النهاية)أ س م / ت م