
ماليزيا وإندونيسيا تؤكدان رفضهما القاطع لأي محاولة للاحتلال لفرض “السيادة” على الأراضي الفلسطينيةكوالالمبور – 29 – 7 (كونا) — أكد الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم اليوم الثلاثاء في العاصمة (جاكرتا) رفضهما القاطع لأي محاولة للاحتلال الإسرائيلي لفرض “السيادة” على الأراضي الفلسطينية المحتلة أو تهجير السكان الفلسطينيين قسرا من وطنهم.جاء ذلك في البيان المشترك الصادر عقب ختام المشاورات السنوية ال13 بين البلدين حيث دعا الزعيمان إلى إيقاف دائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة وطالبا المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق مؤكدين دعمهما القوي للاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود ما قبل عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لحل الدولتين.وفي محور آخر تناولت المشاورات قضايا ترسيم الحدود البحرية والبرية بين الجانبين حيث أعربا عن رضاهما بشأن التقدم المحرز في ملف ترسيم الحدود بعد توقيع مذكرات التفاهم خلال اجتماع اللجنة المشتركة في فبراير الماضي.وأكد البيان ضرورة معالجة الفجوة في “المنطقة المدية” من خط المياه المنخفض إلى النقطة (إم) في بحر (سولاويزي) مشددا على استمرار العمل لحل القضايا العالقة في القطاع الغربي (ولاية ساراواك بماليزيا ومقاطعة كاليمانتان الغربية بإندونيسيا).كما ناقش الجانبان مكافحة “الإرهاب” حيث أعربا عن أملهما في الانتهاء من مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون في هذا المجال والتي طرحت منذ عام 2018 بهدف تبادل المعلومات وتنظيم البرامج التدريبية وبناء القدرات في مواجهة التهديدات الإرهابية.وفي الشأن الأمني الإقليمي شدد الجانبان على أهمية اتفاق التعاون الثلاثي بين إندونيسيا وماليزيا والفلبين لمعالجة التحديات في المناطق البحرية المشتركة وأعربا عن تطلعهما لعقد الاجتماع ال28 لمجموعة العمل المشتركة لهذا الاتفاق في ماليزيا خلال سبتمبر المقبل.وفي سياق رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) أكد الرئيس الإندونيسي دعمه لجهود ماليزيا في التوصل إلى إيقاف فوري وغير مشروط لإطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند خلال الاجتماع الخاص الذي استضافته كوالالمبور في 28 يوليو الجاري.وأعرب الجانبان عن قلقهما العميق من استمرار العنف في ميانمار وجددا التأكيد على التزامهما بتوافق (النقاط الخمس) بوصفه الإطار المرجعي الأساسي لمعالجة الأزمة السياسية في البلاد والدفع نحو إيقاف دائم لإطلاق النار وتهيئة بيئة حاضنة للحوار الوطني الشامل.وفي المجال الاقتصادي رحب الجانبان بالاستثمارات الماليزية الجارية والمستقبلية في العاصمة الإندونيسية الجديدة (نوسانتارا) لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر كما ناقشا إمكانات الربط الكهربائي منخفض الكربون بين جزيرة (سومطرة) الإندونيسية وشبه جزيرة ماليزيا.وفيما يتصل بالتجارة الحدودية اتفق الجانبان على ضرورة تسريع استئناف الأنشطة التجارية عبر المعابر لتيسير حركة السلع الزراعية مؤكدين التزام البلدين بمواصلة التعاون في إطار مجلس الدول المنتجة لزيت النخيل لمواجهة الحملات السلبية وتعزيز إنتاج الزيت المستدام عالميا.وتعد هذه المشاورات الأولى من نوعها منذ عام 2017 وغطت طيفا واسعا من القضايا الثنائية والإقليمية في ظل تولي ماليزيا رئاسة رابطة (آسيان) لعام 2025.وتمثل المشاورات السنوية بين ماليزيا وإندونيسيا من أهم الآليات الدبلوماسية المنتظمة بين البلدين منذ انطلاقها رسميا عام 1997 حيث تعقد بالتناوب على مستوى القادة وتشكل الإطار الأعلى لتنسيق المواقف السياسية والاستراتيجية بين العاصمتين. (النهاية)ع ا ب / م م ج