“مجاز لوني” لسعيد حدادين.. لوحاتٌ تحتفي بالمشاعر الإنسانيّة

عمّان في 4 أغسطس/العُمانية/ يمثل معرض
“مجاز لوني” محطة للتأمل في مسيرة التشكيلي الأردني الرائد سعيد حدادين،
ومعاينة تجربته ومراحل تطورها عبر نصف قرن من الاشتغال الفني الممتد.

وتتميز أعمال المعرض الذي يحتضنه جاليري “فن
وشاي” في عمّان بتنوع الأساليب الفنية وبالطبقات اللونية التجريدية المحمّلة
بطيف واسع من المشاعر الإنسانية، كما يبرز حضور المرأة كرمز للجمال والحرية
والخصب، إذ يميل حدادين المولود في عام 1945، إلى استلهام ملامح المرأة ليعبر عن تلك
الأفكار، وعندها تتناغم تلك الملامح مع الشجر والأرض والسماء والنبات وكل مكون في
الحياة.

أما رسوماته للوجه، فتنسكب من ذاكرة الفنان ليس كما
هي عليه في الواقع، بل بأسلوب تعبيري رمزي يميل للتجريد وينحو باتجاه الاختزال
والتشويه والسرد البصري الغني بالألوان الحارة والقوية. حيث يؤكد الفنان:
“هنا لا تُعلَّق اللوحات، بل تُفتَح نوافذ على الداخل.. اللون مجاز، والخطّ
انفعال متجسّد. كل عمل دعوة”.

ويعتمد الفنان في المعرض الذي يستمر حتى نهاية أغسطس
الجاري، على تبسيط الأشكال وتكثيفها، مع مراعاة التركيب والتكوين الدرامي للشكل،
حيث تصبح الخطوط أشبه بكتابة تجسد العقل والعاطفة، والصمت الداخلي للمشاهد هو
النتيجة المنشودة من وراء اللوحة.

وفيما يتعلق بالألوان، يميل حدادين في لوحاته للأزرق
وبشكل خاص في الأعمال التي تعبر عن المرأة، حيث يشير إلى الهدوء والتأمل والعمق
العاطفي والسكينة الوجدانية، وأحيانًا إلى الحزن أو الذكرى المؤلمة أو الانكسار،
وربما تتداخل درجات الأزرق البارد مع الألوان الدافئة مثل الأحمر والبُنّي الترابي
والأخضر، ما يمنح اللوحة توازنًا بصريًّا ولونيًّا يقدم الحالة النفسية للشكل
ويعكسها بشكل مباشر على المتلقي.

وفي عدد من اللوحات يلحظ المشاهد اعتمادًا على لون
واحد أو طيف محدود من الألوان لتحقيق التركيز الانفعالي للوجه، خاصة في اللوحات
ذات الخطوط الكاريكاتورية، إذ تبدو هذه اللوحات كما لو أنها أُنجزت بضربة فرشاة
واحدة في التلوين، وبأصابع خبيرة ومدرَّبة مارست هذا الفن عبر سنوات طوال.

/العُمانية/ النشرة الثقافية/ شيخة الشحية