مسؤولون حكوميون يبحثون مستقبل الرعاية الصحية وتحدياته والفرص الواعدة

في جلسة “مستقبل الرعاية الصحية عن بعد: ما العوائق وما الفرص المستقبلية؟”..
الدكتور محمد الرضا:
دولة الإمارات أتاحت كافة المقومات لاستشراف مستقبل الرعاية الصحية القائمة على التكنولوجيا.
الدكتور عصام الزرعوني:
مستقبل الرعاية الصحية عن بعد “هجين” يقلل الزيارات إلى المؤسسات الطبية.
شيخة حسن المنصوري: إطلاق مبادرة الصحة الذكية الشاملة نهاية 2023 لتشمل تشريعات وضوابط الخدمات الصحية عن بعد.

دبي في 16 مارس/ وام / استعرض مسؤولون في وزارات وجهات حكومية رائدة في الإمارات التحديات والفرص التي تتيحها تقنيات الرعاية الصحية عن بعد، لدعم تطلعات الدولة لتطوير نظام صحي مستقبلي متكامل، يوفر أعلى درجات الرعاية الصحية ويقدم الحلول لأفراد المجتمع بطريقة سهلة وفعالة، ويصل إلى جميع فئات وأفراد المجتمع.
جاء ذلك، خلال جلسة بعنوان “مستقبل الرعاية الصحية عن بعد: ما العوائق وما الفرص المستقبلية؟”، ضمن أعمال منتدى “عن بعد” الذي ينظمه مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في حكومة دولة الإمارات، يومي 15 و16 مارس، بمشاركة نخبة من الوزراء والمسؤولين الحكوميين وصناع القرار والخبراء ورواد القطاع الخاص، لمناقشة 3 محاور رئيسية تشمل “العمل والتعليم والرعاية الصحية عن بعد”.
شارك في الجلسة الدكتور محمد الرضا مدير إدارة المعلوماتية والصحة الذكية في هيئة الصحة بدبي، والدكتور عصام الزرعوني المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وشيخة حسن المنصوري رئيس قسم الاستراتيجية والاستثمار في إدارة الخدمات الصحية الرقمية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وأدارها الإعلامي حامد المعشني.
وتطرق المشاركون إلى أهمية تعزيز الاستفادة من نماذج الرعاية الصحية عن بعد وتبني الأنظمة المبتكرة القائمة على تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي لتعزيز مجالات التطبيب عن بعد، مع تنامي الحاجة إلى الاستشارات الافتراضية، وتكنولوجيا الرعاية الصحية عن بعد.
الدكتور محمد الرضا: تطبيقات التكنولوجيا في الرعاية الصحية تخفف التكاليف وتوفر دقة وجودة أعلى
وأكد الدكتور محمد الرضا أن دولة الإمارات أتاحت المقومات لاستشراف مستقبل الرعاية الصحية القائمة على التكنولوجيا، وأنها تسعى إلى تبني المؤسسات الصحية في الدولة أفضل الحلول وأحدثها لتقديم خدمات الرعاية الصحية، وتشمل تقنيات الجراحة بالروبوتات التي من الممكن أن تتيح جراحة المريض عن بعد من قبل دكتور خارج الدولة، ما يتطلب وجود التشريعات والضوابط التي تؤهل أفضل الأطباء من كافة دول العالم لممارسة الطب وعمليات الجراحة وغيرها بطرق قانونية ومنظمة.
وقال إن تطبيقات التكنولوجيا في الرعاية الصحية ستضمن تخفيف تكاليف كثيرة، بسبب خوارزمياتها التي توفر دقة أعلى وجودة أكبر وجهدا أقل بالنسبة للأطباء والمرضى، كما أن تبني الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي الذي تتراوح دقته من %90 إلى 97% يضمن تقليل التشخيص الخاطئ ومضاعفة حالات التشخيص في اليوم.
من جانبه، قال الدكتور عصام الزرعوني إن مستقبل الرعاية الصحية عن بعد هو مستقبل هجين يقلل الزيارات إلى المؤسسات الطبية بشكل كبير ويضمن تلقي معظم الاستشارات الطبية بطرق رقمية وتكنولوجية، مؤكدا أن تبني تطبيقات الرعاية الصحية عن بعد يعتمد بشكل كبير على تقبل المجتمعات للطرق الرقمية والبنية التحتية التكنولوجية وهو ما تشهده دولة الإمارات من المجتمع الذي يتبنى الطرق الرقمية إلى البنية التحتية الرقمية القوية.
وأكد أن عدد الاستشارات الحضورية في المستشفيات انخفض بشكل كبير في وقتنا الحالي، حيث وفرت الاستشارات الافتراضية فرصة وصول التكنولوجيا إلى كل مريض بطرق سلسة وسهلة وسريعة ومرونة التدخل الطبي الحضوري في حالات الضرورة، كما قللت التقنيات وقت التشخيص من ساعات إلى دقائق بتشخيص ذو كفاءة عالية، مشيرا إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أسهمت بشكل كبير في إعطاء تفاصيل دقيقة عن التحاليل الطبية والتشخيص بناء على مقارنة البيانات.
وأضاف الدكتور عصام الزرعوني أن القيادة عززت دور الرعاية الصحية عن بعد، وحولت التحديات التي نواجهها إلى فرصة للتقدم والتطور متبنية كافة التقنيات الطبية للصغار والشباب وكبار المواطنين بلا استثناء لتحسين التفاعل الافتراضي وضمان مواكبة متطلبات العصر في مجال الرعاية الصحية وتعزيز القيمة المضافة للخدمات عن بعد في توفير الوقت والجهد وحتى في المساهمة في إنتاجية الطبيب.
ولفت إلى أنه في ظل التطورات التكنولوجية في مجال الرعاية الطبية عن بعد، يجب علينا مواءمة الاستراتيجيات والخطط في قطاع الرعاية الصحية وتعزيز إمكانات المؤسسات في الدولة وبنيتها التحتية الرقمية وفرق عملها.
من جانبها، قالت شيخة حسن المنصوري “ نعلن اليوم إطلاق وزارة الصحة مبادرة الصحة الذكية الشاملة نهاية 2023، التي ستضع التشريعات والمعايير وضوابط تقديم الخدمات الصحية عن بعد، وستسهم في تنظيم التشخيص وصرف الأدوية والتدخل الطبي عن بعد، ومتابعة حالات المرضى عن بعد، وذلك لأهمية وضع هذه التشريعات والسياسات لتنظيم عمليات الرعاية الصحية عن بعد وضمان متابعة حالات التشخيص الصحيحة وتعزيز ثقة المجتمع بالخدمات الطبية التي ستمارس عن بعد”.
وأضافت أنه في وقتنا الحالي، تسمح الأشعة والفحوصات المخبرية التي تعد أساس التشخيص الطبي بالوصول إلى أي طبيب في كافة دول العالم للتشخيص السريع والدقيق الذي يضمن اختصار الأميال، والمسافات وتقليل التكلفة والجهد.
وتناولت الجلسة طرق تبني نماذج الرعاية الصحية عن بعد وإيجابياتها في مختلف المجالات بالنسبة للأطباء والمجتمع واستباقية دولة الإمارات في تبني التقنيات الرقمية الطبية وريادتها في مجال تطبيقات الروبوتات التي تفعل التطبيب عن بعد وفرص وإجراء التشخيص الطبي والعمليات بطرق رقمية.
الجدير بالذكر، أن منتدى “عن بعد” الذي شارك فيه نخبة من الوزراء والمسؤولين الحكوميين وصناع القرار والخبراء ورواد القطاع الخاص، هدف إلى دعم جهود تسريع تبني التكنولوجيا وتطبيق أفضل الممارسات الرقمية التي طورها رواد التكنولوجيا حول العالم في تطوير منظومة العمل الحكومي، والارتقاء بالبنية التحتية الرقمية بما يدعم جهود التحول الرقمي الشامل، من خلال مناقشة 3 محاور رئيسية تشمل “العمل والتعليم والرعاية الصحية عن بعد”.