مسؤولون : رؤية “الشارقة 2030” خريطة طريق نحو مستقبل قائم على الابتكار والاستدامة

الشارقة في 23 أكتوبر / وام / أكد كبار المسؤولين في الجهات الحكومية المعنية بريادة الأعمال والاستثمار والسياحة والتكنولوجيا في الشارقة أن “رؤية الشارقة 2030” تمثل خطة اقتصادية طموحة ترتكز على الابتكار والاستدامة وتسعى إلى ترسيخ مكانة الإمارة كمركز عالمي يحتضن الفكر والريادة والاستثمار المسؤول ضمن بيئة تنموية متكاملة تواكب تطلعات دولة الإمارات لمستقبل أكثر ازدهاراً.

جاء ذلك خلال جلسة رفيعة المستوى بعنوان “الشارقة 2030: دفع عجلة الابتكار والاستثمار والنمو المستدام” في ثاني أيام “منتدى الشارقة للاستثمار 2025″ و”مؤتمر الاستثمار العالمي” الذي ينظمه مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة”.

وشارك في الجلسة سعادة خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة وسعادة أحمد القصير المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق” وسعادة محمد المشرخ المدير التنفيذي لـ”استثمر في الشارقة” وسعادة حسين المحمودي، المدير التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار “سبارك” وسعادة سارة النعيمي المدير التنفيذي لمركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع”.

وقال سعادة خالد جاسم المدفع إن دولة الإمارات بفضل رؤى قيادتها الرشيدة أصبحت نموذجاً عالمياً في الأمن والاستقرار وجودة الحياة ما جعلها وجهة مفضلة للسياحة والاستثمار على مستوى المنطقة والعالم، موضحاً أن القطاع السياحي في إمارة الشارقة شهد نمواً بنسبة 20% في عدد الزوار خلال عام 2024، لافتاً إلى أن روسيا والصين من أبرز الأسواق المصدّرة للسياح إلى الإمارة في وقتٍ تسعى فيه الدولة إلى رفع مساهمة الدخل السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم بحلول عام 2031.

وأضاف أن مشاريع تطوير البنية التحتية مثل توسعة مطار الشارقة وشبكات الطرق الرئيسية إلى جانب الشراكات الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص تسهم في تعزيز جاذبية الإمارة الاستثمارية وترسيخ مكانتها كأحد المراكز السياحية والاقتصادية المزدهرة في دولة الإمارات.

وأكد سعادة أحمد القصير أن الهيئة تمثّل الذراع التطويرية والاستثمارية لإمارة الشارقة وتعمل على تنويع محفظتها الاستثمارية في قطاعات حيوية تشمل الضيافة والفنون والعقارات والترفيه بما يعزز البنية الاقتصادية للإمارة ويرسّخ مكانتها على خريطة الاستثمار الإقليمي والعالمي.

وأشار إلى أن الهيئة نجحت عبر شبكة من الشراكات المحلية والدولية في ترسيخ موقع الشارقة كوجهة جاذبة للاستثمارات النوعية والمستدامة، موضحاً أن (شروق) تولي اهتماماً كبيراً بتبنّي التقنيات الحديثة ودعم مشاريع ريادة الأعمال التي تخلق فرصاً جديدة للنمو والابتكار.

وقال القصير : اليوم نجني ثمار شراكات استراتيجية راسخة مع القطاعين الحكومي والخاص نتجت عنها مشاريع نوعية تجسّد روح الشارقة التطويرية ورؤيتها المستقبلية في الاستثمار القائم على المعرفة والاستدامة.

وأكد سعادة محمد المشرخ أن الإمارة تعمل على بناء منظومة استثمارية متكاملة وجاذبة بالتعاون مع وزارات الاستثمار والاقتصاد والتجارة الخارجية وعدد من الجهات المحلية بهدف ترسيخ موقع الشارقة كوجهة رئيسية للأعمال والاستثمارات في المنطقة.

وأشار إلى أن الإمارة تركز على تطوير قطاعات إستراتيجية تشمل الصحة والزراعة والصناعة، موضحاً أنها استقطبت أكثر من 74 مشروعاً استثمارياً أجنبياً خلال النصف الأول من عام 2025 ما يعكس الثقة العالمية في بيئتها الاقتصادية، لافتاً إلى أن الشارقة أطلقت أول رخصة استثمارية قائمة على الذكاء الاصطناعي خلال خمس دقائق فقط إلى جانب حزمة مبادرات جديدة لتحفيز الشركات الناشئة وجذب الاستثمارات النوعية.

وأضاف أنه يتم حالياً العمل على بناء منظومة شراكات حقيقية ومستدامة تربط الشارقة بالأسواق العالمية من خلال بيئة أعمال مرنة ومحفّزة تواكب تطورات الاقتصاد العالمي وتستشرف مستقبل الاستثمار.

وأوضح سعادة حسين المحمودي أن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار “سبارك” يعتمد نموذجاً مبتكراً يجمع بين الأوساط الأكاديمية والصناعة والقطاع الحكومي بهدف تطوير مشاريع ريادية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة ودعم منظومة الابتكار في الإمارة، مشيراً إلى أن المجمع يرصد 40 مليون دولار لدعم الاستثمارات المعرفية والعلمية ويعمل على تعزيز التعاون مع جامعات ومراكز أبحاث عالمية في مجالات التقنيات ثلاثية الأبعاد والصناعات الفضائية بما يسهم في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والبحث العلمي.

وأضاف المحمودي أنه لا يتم التركيز على التكنولوجيا فحسب بل على التنمية الاجتماعية والصحية الشاملة، ولدينا مبادرات عالمية تقودها نساء تُسهم في بناء قاعدة معرفية متينة وتوسيع نطاق التأثير المجتمعي للمشاريع الابتكارية.

أما سعادة سارة النعيمي فأكدت أن الابتكار وبناء الشراكات يمثلان ركيزتين أساسيتين في مسيرة الشارقة نحو المستقبل، مشيرة إلى أن الاستدامة تحظى بأولوية كبرى لدى القيادة ضمن أجندة الأمن الغذائي والصحة وإدارة وإعادة تدوير النفايات بما يعكس التزام الإمارة برؤية تنموية شاملة ومتوازنة.

وقالت إن “شراع” يعمل على دعم الشركات الناشئة والتوسع في الفرص الاستثمارية عبر مبادرات محلية ودولية متنوعة تهدف إلى زيادة تدفق رواد الأعمال والمشاريع الناشئة إلى الشارقة وتهيئة بيئة خصبة لنموهم واستدامتهم ونسعى إلى جمع رواد الأعمال والمستثمرين تحت مظلة واحدة لضمان أن تظل الشارقة الوجهة المفضلة لريادة الأعمال والابتكار من خلال تبنّي أفضل الممارسات العالمية في مجالات الابتكار والاستدامة والتقنيات الحديثة.

وفي ختام الجلسة، أثنى المشاركون على الرؤية الطموحة لإمارة الشارقة ودورها الريادي في تحفيز الابتكار وتعزيز بيئة الاستثمار المستدام وبناء شراكات استراتيجية تدعم التنمية الاقتصادية الشاملة ضمن مسار “رؤية الشارقة 2030”.