مسؤول أممي: نأمل في مستقبل أفضل للبنان رغم التحديات

مسؤول أممي: نأمل في مستقبل أفضل للبنان رغم التحدياتبيروت – 16 – 1 (كونا) –- أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الخميس عن تفاؤله بمستقبل لبنان رغم التحديات الهائلة مشيرا إلى أن إيقاف إطلاق النار في جنوب لبنان لايزال صامدا إلى حد كبير رغم التقارير المقلقة عن انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلية.وقال تورك خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام زيارته إلى لبنان إن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتكليف رئيس وزراء جديد أنهيا الجمود السياسي الذي استمر عامين مما يمهد الطريق لإصلاحات حيوية تحقق استقرارا سياسيا وانتعاشا الاقتصاديا.وأشاد بالمجتمع المدني في لبنان واصفا اياه ب”النشط والمتنوع” مشددا على أهمية احترام حرية التعبير وتكوين الجمعيات وضمان المساواة الكاملة بين الجنسين والاعتراف بالأشخاص ذوي الإعاقة وإدماجهم اضافة الى ضمان حماية حقوق الإنسان للأشخاص الأكثر تهميشا والأكثر عرضة للخطر.وأكد المسؤول الأممي أن احترام حقوق الإنسان يتطلب “استثمارا محددا ومستمرا في سيادة القانون” لافتا الى تاريخ لبنان العريق في مجال القانون و”قد كان رئيس الوزراء المكلف نواف سلام يرأس أعلى هيئة قضائية في العالم أي محكمة العدل الدولية”.ودعا تورك “لاستئناف التحقيق المستقل لمحاسبة المسؤولين عن الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في اغسطس 2020 وأودى بحياة أكثر من 218 شخصا وجرح 7000 آخرين من بينهم 1000 طفل وتسبب في تشريد مئات الآلاف.وحذر من استمرار التدهور الاقتصادي لافتا إلى أن 44 بالمئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر وفقا للبنك الدولي ويحتاج مليونين ونصف المليون شخص تقريبا إلى مساعدات غذائية إضافة إلى تدهور امكانية الحصول على الرعاية الصحية والتعليم وانخفاض إمدادات الكهرباء بشكل بالغ.وأضاف تورك أن هناك حاجة “لتجديد العقد الاجتماعي الذي يعيد بناء النسيج الاجتماعي ويعيد الثقة بمؤسسات الدولة ويوفر مسارات لمستقبل كريم قادر على تسخير إمكانات اللبنانيين وقدراتهم وتحقيق تطلعاتهم”.وشدد المسؤول الاممي على اهمية مراعاة حقوق جميع اللبنانيين لا سيما الفئات الضعيفة في صميم السياسات الاقتصادية والضريبية والمالية وأن تمنح القرارات المتعلقة بالموازنة والاستثمار الأولوية للتعليم والصحة والحماية الاجتماعية.ودعا إلى أن يتحول إيقاف إطلاق النار في لبنان إلى “سلام دائم” وأن يتمكن المدنيون من العودة إلى ديارهم بأمان.وكان تورك قد التقى رئيس الجمهورية جوزيف عون وتناول معه موضوع “حقوق الانسان الاقتصادية” وأهمية العمل خلال مرحلة إعادة البناء معربا عن استعداد المفوضية لإعداد تقارير بالاضرار التي لحقت بالمدنيين نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي الذي استهدفهم أيضا.من جهته لفت الرئيس اللبناني إلى أهمية زيارة تورك في هذا التوقيت لانها تعطي إشارة قوية لمدى التزام الدولة اللبنانية بمواصلة الحوار الإيجابي والبناء مع المنظمات الدولية حول مبادئ حقوق الإنسان وأهميتها بالنسبة الى لبنان.وخلال لقاء تورك بوزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب قال إن المفوضية السامية لحقوق الانسان “بدأت العمل مع السلطات اللبنانية لتوثيق الانتهاكات لحقوق الانسان خلال الحرب الأخيرة”.وتعتبر هذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى لبنان حيث كانت الأولى في عام 2002. (النهاية)ا ي ب / ح م ف