مصر: ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة مأساة انسانية ترقى للابادة الجماعية

مصر: ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة مأساة انسانية ترقى للابادة الجماعيةالقاهرة – 17 – 9 (كونا) — أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي اليوم الاربعاء ان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة يعد مأساة انسانية في العصر الحديث ترقى الى مستوى الابادة الجماعية والتطهير العرقي.جاء ذلك في كلمة ألقاها عبدالعاطي خلال الفعالية التي نظمتها وزارة الخارجية ووزارة التضامن الاجتماعي المصريتان تحت عنوان (استجابة مصر للكارثة الإنسانية.. معا لإبقاء غزة حية).واوضح الوزير أن مصر لعبت وبتوجيهات مباشرة وواضحة من الرئيس عبدالفتاح السيسي دورا محوريا منذ اليوم الأول للأزمة بقيادة الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة مشددا على أن معبر رفح “ظل ويظل وسيظل مفتوحا من الجانب المصري على مدار الساعة لإدخال المساعدات الإنسانية” فضلا عن أنه كان مفتوحا بشكل مستمر لاستقبال الجرحى والمرضى.وحث المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على الاحتلال لإيقاف إطلاق النار والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية الكثيفة الى سكان القطاع من كافة المعابر بما يتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية والمجاعة التي صنعها الاحتلال الإسرائيلي بشكل متعمد.وشدد الوزير عبدالعاطي على أن ما يتعرض له قطاع غزة “كارثة انسانية بكل المقاييس” مشيرا الى ان هناك أطفالا يموتون جوعا فى القرن ال21 تحت مرأى ومسمع “ما يسمى المجتمع المتمدن والعالم الحر”.ولفت إلى أن هذه المجاعة ليست بفعل كارثة طبيعية أو نقص في المساعدات وإنما هي مجاعة “مصطنعة فرضت عمدا” وحصارا استهدف الغذاء والدواء والماء والكهرباء لتحويل حياة أكثر من مليوني إنسان إلى “كابوس يومي” يجعل العيش في القطاع مستحيلا بما يخدم مخططات الهجرة وتصفية القضية الفلسطينية.واكد أن مصر تدين هذه السياسات وترفضها رفضا قاطعا كما ترفض أي مخططات تستهدف تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم مشددا على أنه “لا يوجد أي مبرر أو ذريعة أخلاقية أو قانونية أو معنوية تجبر الشعب الفلسطيني على ترك أرضه وترابه الوطني تنفيذا لمخططات الاحتلال لافراغ القضية من مضمونها”.ورأى أنه على الضمير الإنساني ألا يقبل أن يترك الشعب الفلسطيني يواجه هذا المصير منفردا “فالصمت عن هذه الانتهاكات الجسيمة جريمة وان الدفاع عن الباطل او التذرع بعبارات سياسية لتبرير ما يجرى هو عار سيلاحق كل من تواطأ أو تقاعس عن ايقافه”.وأضاف أن الجهود المصرية لا تزال قائمة وموجودة بجانب الشركاء الدوليين والإقليميين لايقاف نزيف الدم وصولا إلى ايقاف “فوري” لإطلاق النار وهذه الحرب الوحشية والعدوانية على قطاع غزة.وشدد الوزير عبدالعاطي على أنه لا يمكن إنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة دون أفق سياسي حقيقي يضمن تنفيذ حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.وأعرب عن التقدير لمؤتمر حل الدولتين والمؤتمر المقرر عقده بنيويورك في 22 سبتمبر الجاري للاعتراف بالدولة الفلسطينية متمنيا أن يتسع عدد الدول الأوروبية والعربية التي ستعترف بدولة فلسطين.وأضاف الوزير عبدالعاطي أن مصر ترفض مساعي الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع بؤرة التوتر من خلال الاعتداء على سيادة دولة عربية في اشارة الى ما حدث مؤخرا ضد دولة قطر التي تبذل جهودا بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف للمذابح التي تحدث في غزة.من جانبها أكدت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية مايا مرسي أن استجابة مصر الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة ليست وليدة السابع من أكتوبر بل هي “موقف مصري تاريخي متجذر وثابت على مدار عقود طويلة منذ 1948”.واضافت مرسي ان مصر لم تتوان يوما عن تكثيف عملياتها الانسانية تجاه الاشقاء في فلسطين عبر المساعدات الانسانية والطبية والاغاثية واجلاء الجرحى والمرضى لتؤكد أن التزامها الإنساني مسألة مبدأ.واشارت الى أن الهلال الأحمر المصري بقدراته التي تتجاوز 35 الف متطوع ومتطوعة يمثل الالية الوطنية المعنية بإنفاذ المساعدات لقطاع غزة مشيرة الى ان حجم المساعدات المصرية لغزة تجاوزت 570 الف طن منذ السابع من اكتوبر 2023 بما يشمل الغذاء والدواء والإسعافات الأولية.ولفتت إلى أن مصر انشأت المراكز اللوجستية والمستودعات الجمركية والمطبخ الإنساني واعتمدت الأنظمة الرقمية لتسريع وتيرة العمل الى جانب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للجرحى ومرافقيهم في صورة انسانية متكاملة.وأكدت مرسي أن إتاحة المساعدات الإنسانية ولاسيما في أوقات الحروب والنزاعات المسلحة والاحتلال ليست مسألة تفاوضية بل هي حق أصيل ومسؤولية مشتركة تقع على عاتق المجتمع الدولي. (النهاية)ع ف ف / ف ا س