
الشارقة في 22 أكتوبر/وام/ أكد خبراء واقتصاديون دوليون أن بناء الاقتصاد الأخضر يتطلب منظومة سياسات متكاملة وخبرات قادرة على فهم احتياجات القطاع الخاص وربطها بفرص العمل وإعادة تأهيل المهارات وشددوا على أهمية دور المستهلكين في الحد من الانبعاثات الكربونية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات “منتدى الشارقة للاستثمار” و”مؤتمر الاستثمار العالمي” 2025 أقيمت تحت عنوان: ” الذهب الأخضر: الميزة التنافسية من خلال الاستثمار المستدام” وسلطت الضوء على السياسات والتمويل والفرص التي يمكن أن تجعل من الاستدامة محركاً رئيسياً للنمو والاستدامة.
وأشاروا الخبراء والاقتصاديون الدوليون إلى أن 60 % من الشباب مستعدون لدفع تكلفة إضافية مقابل منتجات صديقة للبيئة ما يجعل من الاقتصاد الأخضر نواة اقتصاد المستقبل داعين إلى تفعيل الالتزامات البيئية وتحويلها إلى سياسات فاعلة.
شارك في الجلسة كل من ري فيس كيلدجارد مديرة إدارة المؤسسات المستدامة والإنتاجية والانتقال العادل في منظمة العمل الدولية والبروفيسور راي كوون تشونغ سفير تغير المناخ عضو مجلس إدارة مؤسسة بان كي مون والحائز على جائزة نوبل للسلام وهاني إدريس عضو مجلس إدارة مصرف التنمية الدولي و البروفيسورة ليزا ساتش المديرة التنفيذية لمركز الاستثمار المستدام في جامعة كولومبيا وروزلين نجينو خبيرة الاستثمار في الأمانة العامة لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
واستعرضت ري فيس كيلدجارد إحدى التجارب في سلطنة عُمان والخاصة بمشروع للبطاريات الكهربائية ركز على دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ووفر أكثر من 2700 وظيفة هندسية خصص 20 % منها للنساء مشيرة إلى تجربة البرازيل التي خلقت أكثر من 90 ألف فرصة عمل في الصناعات الزراعية المستدامة مما أسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق الشمول الاجتماعي.
من جانبه شدد البروفيسور راي كوون تشونغ على أهمية دور المستهلكين في الحد من الانبعاثات الكربونية مشيراً إلى أن 60 % من الشباب مستعدون لدفع تكلفة إضافية مقابل منتجات صديقة للبيئة واستشهد بتجارب شخصيات من مختلف بلدان العالم تبنوا خيار الزراعة المستدامة ونجحوا في تحقيق عوائد مالية عالية ما يعكس الجدوى الاقتصادية للتحول الأخضر.
وأوضح هاني إدريس أن التمويل المستدام أصبح محورياً في إدارة المخاطر الائتمانية خاصة في الأسواق الهامشية ودعا إلى تفعيل أدوات تمويل مثل الصكوك الخضراء وضمانات المشاركة في المخاطر لتعزيز تدفقات رأس المال نحو المشاريع الخضراء مؤكداً أن الاستدامة أصبحت معياراً تنافسياً في التقييم المصرفي.
وفي السياق ذاته لفتت البروفيسورة ليزا ساتش إلى أن تحدي الوصول إلى البنية التحتية للطاقة النظيفة يمثل العقبة الكبرى أمام الاستثمارات المستدامة مشيرة إلى أن المفارقة أن أفريقيا تمتلك 60% من موارد الطاقة الشمسية في العالم بينما يفتقر 80 % من سكانها إلى مصادر طاقة نظيفة بسبب التعقيدات البيروقراطية.
من جانبها دعت روزلين نجينو إلى تحويل الالتزامات البيئية إلى تشريعات فاعلة مشيرة إلى أن 55 دولة أفريقية صادقت على أطر قانونية تدعم الاستدامة لكنها لا تزال بحاجة إلى تفعيل سياسي ومؤسسي يترجم تلك الالتزامات إلى واقع.
كما شهد منتدى الشارقة للاستثمار 2025 اليوم جلسة حوارية استثنائية حملت عنوان «من المحتوى إلى رأس المال: كيف يسهم الجيل الرقمي في رسم ملامح الاستثمارات العالمية» قدّمها رائد الأعمال وصانع المحتوى الهندي البارز راج شاماني أحد أكثر المؤثرين شهرة في مجالي ريادة الأعمال والاقتصاد الرقمي في آسيا والعالم.
وأوضح شاماني في ضوء شعار المنتدى لهذا العام “قيادة التحول العالمي: استثمار نحو مستقبل مرن ومستدام” أن صناعة المحتوى لم تعد مجرد وسيلة للتواصل أو الترفيه بل أصبحت رافداً رئيسياً لبناء العلامات التجارية وتحفيز رؤوس الأموال الجديدة.
وركّز راج شاماني على أهمية الثقة في عالم المحتوى الرقمي مؤكداً أن النجاح لا يقوم على جذب الانتباه فقط، بل على بناء علاقة مستدامة مع الجمهور والواقع هو أنك لا تحتاج الانتباه بل تحتاج الثقة وهذا ما يهم بالفعل.
وتطرق شاماني إلى أهمية التعاون مع الخبراء وأصحاب الخبرة التقليدية في الاستثمار خاصة عند تحويل التأثير الرقمي إلى رأس مال موضحا أن العمل بمفردك قد يؤدي إلى الفشل بينما التعاون مع من يفهم النظام والسوق يمنح فرصًا أفضل.
من جهة أخرى استعرضت هيئة الشارقة للإستثمار والتطوير (شروق) ودائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة خلال المنتدى أبرز مبادراتهما ومشروعاتهما الداعمة لريادة الأعمال والابتكار وجهودهما ومشاريعهما.
وأشاد سعادة أحمد عبيد القصير المدير التنفيذي لـ (شروق) باستضافة الشارقة للنسخة العاشرة من المنتدى مؤكدا أن ما يميز هذه النسخة تزامنها مع منتدى الاستثمار العالمي ما يضفي طابعا عالميا على المنتدى بحضور شخصيات كبيرة على مستوى العالم إلى جانب نخبة من المتحدثين.
وقال القصير في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات /وام/ إن الهيئة تركز خلال هذا الحدث على مشروع “ أجوان” بمدينة خورفكان الذي تبدأ أعماله الإنشائية قريبا على أن يتم الإنتهاء منه خلال عامين إلى جانب أحدث مشاريعنا في قطاع الضيافة وهو مشروع “رحال” و يتألف من 20 مقطورة في مدينة كلباء وهي تجربة فريدة ونوعية في هذا القطاع وسيتم الإنتهاء منه نوفمبر المقبل.
وأشار إلى أن مشروع شاطئ كلباء قيد الإنشاء وسينتهي العمل منه بنهاية العام المقبل مشيرا إلى أن مشروع تجديد الواجهة البحرية في مدينة كلباء يجري العمل به حاليا على أن يتم الإنتهاء منه في الربع الأخير من العام المقبل وكذلك مشروع فندق ” لوكس” في خورفكان الذي سيتم الإنتهاء منه العام المقبل أيضا وفندق ” لوكس” في منطقة ” البردي ” على أن يتم إنجازه بنهاية العام المقبل.
وخلال مشاركة دائرة التنمية الاقتصادية في الشارقة في منتدى الشارقة للاستثمار 2025 قال سعادة حمد علي عبد الله المحمود رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بالشارقة:”تعد مشاركتنا في ملتقى الاستثمار السنوي 2025 مع مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين الذين يمثلون إمارة الشارقة بحضورنخبة من صنّاع القرار والقادة وكبار مسؤولي الحكومات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي فرصة قيّمة لنا لتعريف المستثمرين بأسلوب عمل الدائرة وما تقدمه من خدمات وتسهيلات لأصحاب الأعمال والشركات.
وأوضح سعادته أن المشاركة تأتي في إطار حرص الدائرة على دعم التوجهات الاستراتيجية لإمارة الشارقة نحو تعزيز مكانتها كمركز اقتصادي جاذب ومنافس على المستويين الإقليمي والعالمي مشيراً إلى أن المنتدى يمثل منصة مهمة لاستعراض المبادرات والسياسات الاقتصادية التي تسهم في تحسين بيئة الأعمال واستقطاب الاستثمارات النوعية.
وأشار إلى أن الدائرة نجحت من خلال تركيزها على تنظيم وتنشيط القطاعات الاقتصادية في الإمارة في تشجيع الاستثمارات المحلية والعالمية في المشروعات التجارية وغيرها ما يمثل أحد أهم الأهداف الرئيسية التي تعمل الدائرة على تحقيقها عبر تهيئة المناخ الاقتصادي الملائم لنمو وجذب الاستثمارات.
واستعرضت الدائرة خلال مشاركتها أبرز مبادراتها ومشروعاتها الداعمة لريادة الأعمال والابتكار وجهودها في تمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى جانب دورها في نشر الوعي الاستثماري وتعزيز ثقافة العمل الحر بين فئات المجتمع.