دبي في الأول من نوفمبر / وام / شكلت منصة لجنة المواهب التي أطلقتها وزارة الرياضة في يونيو الماضي، خطوة متقدمة على طريق بناء منظومة رقمية متكاملة لاكتشاف وتطوير المواهب الرياضية في مختلف الألعاب، وذلك بالاعتماد على أحدث التقنيات التحليلية وقواعد البيانات الموحدة، بما يعزز تنافسية الرياضة الإماراتية إقليمياً وعالمياً.
وجاء إطلاق المنصة في إطار رؤية الوزارة للتحول الرقمي وتبني أساليب علمية حديثة في تحديد الموهوبين، وربطهم بالاتحادات والأندية وبرامج الرعاية والتأهيل الخاصة بـ “لجنة الإمارات لرعاية المواهب الرياضية ودعم الرياضة الوطنية”، لتكون خطوة نوعية في مسار إعداد جيل رياضي قادر على تمثيل الدولة على أعلى المستويات.
وتوفر المنصة مدخلاً رقمياً موحداً وأداة تحليل متقدمة لتتبع الأداء الفني والبدني للرياضيين، ضمن قاعدة بيانات شاملة ومترابطة، بما يسهم في تسريع عملية الاكتشاف المبكر وتقييم المواهب وفق مؤشرات علمية وشفافة.
وتتيح المنصة التسجيل المباشر للاعبين واللاعبات عبر بوابة إلكترونية ذكية تجمع البيانات الشخصية والفنية والبدنية، وتستخدم خوارزميات تحليل متقدمة لقياس مؤشرات الأداء، وتحديد المسارات الأنسب لتطوير كل موهبة وفق معايير موضوعية تشمل القدرات البدنية والمهارات الفنية والسمات الذهنية.
ويجري بعد ذلك ترشيح الأفضل للمشاركة في اختبارات ميدانية متخصصة بإشراف من الوزارة والاتحادات الرياضية والأندية المعتمدة، ومن ثم وضع خطط تدريب فردية ومتابعة تقدم المواهب بشكل دوري من خلال تقارير تحليلية دقيقة تتيح قياس التطور المستمر وربط النتائج بفرص المنح والرعاية.
وتتولى وزارة الرياضة الإشراف على المشروع من خلال توفير البنية التحتية الرقمية ووضع السياسات المنظمة والدعم التقني والمالي، فيما تضطلع الاتحادات بدور التقييم الفني وتصميم البرامج الخاصة بكل لعبة، وتتكامل الأندية ومراكز التدريب في الجانب التطبيقي بتنفيذ البرامج واستضافة المواهب وتوفير البيئة التنافسية المناسبة.
وشهدت الدورة الأولى للمنصة تفاعلاً كبيراً، إذ استقبلت أكثر من 800 طلب تم فرزها لاختيار 126 موهبة خضعت لاختبارات تقييمية شكلت باكورة نتائج المبادرة.
وتعكس التجربة الإماراتية في إطلاق منصة المواهب توجهاً عالمياً متقدماً يعتمد على التكنولوجيا والبيانات الضخمة في اكتشاف الموهوبين، على غرار ما تطبقه مؤسسات مثل “المعهد الأسترالي للرياضة” وبرامج “المسارات الوطنية للمواهب” في المملكة المتحدة، ومراكز تحديد المواهب التابعة للجنة الأولمبية الأمريكية، التي أثبتت نجاحها.
وقال غانم مبارك الهاجري، وكيل وزارة الرياضة، إن المنصة صُمِّمت لتكون شريكاً تقنياً للأندية والاتحادات من خلال بنية رقمية متقدمة تسهّل إدارة بيانات الرياضيين وتحليل أدائهم، وتدعم في الوقت ذاته الشراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية لتوفير فرص تعليمية ورعائية للمواهب المكتشفة.
وأضاف أن الوزارة تسعى إلى تحويل عملية الاكتشاف إلى مسار مهني مستدام، بحيث تُمكّن المنصة الشباب من الوصول إلى بيئات تطوير احترافية تضمن استمرار عطائهم الرياضي على المدى الطويل.
وأكد سعادة الشيخ سهيل بن بطي آل مكتوم، الوكيل المساعد لقطاع التنمية والتنافسية الرياضية ورئيس لجنة الإمارات لرعاية المواهب الرياضية ودعم الرياضة الوطنية، أن المنصة تمثل خطوة محورية لبناء منظومة وطنية متكاملة لاكتشاف وتطوير المواهب، وربط المواهب بالجهات الرياضية المعنية، فضلا عن تمكين جيل جديد من المنافسة إقليمياً وعالمياً.
وأضاف أن المنصة تعد امتداداً لإستراتيجية التحول الرقمي للوزارة، وتعزز تنافسية الرياضة الإماراتية من خلال ربط أدوات التحليل والتقييم الفني بالبرامج التطويرية، بما يضمن بيئة متكاملة لنمو وتطور الرياضيين، تشمل التدريب، والمعسكرات، والدعم الأكاديمي والإداري.
وأوضح أن الهدف لا يقتصر على اكتشاف الموهبة، بل يمتد إلى تقديم برامج تنموية شاملة تتابع اللاعب في مختلف مراحل تطوره لضمان استدامة الإنجاز.
بدوره، أكد سعادة المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، رئيس الاتحادين الآسيوي والإماراتي للمبارزة رئيس الاتحاد العربي، أن منصة المواهب الرياضية نقلة نوعية في منظومة اكتشاف ورعاية الرياضيين الموهوبين على مستوى الدولة، مشيراً إلى أنها توفر قاعدة بيانات وطنية متكاملة تسهم في بناء جيل من الأبطال القادرين على تمثيل الإمارات في مختلف المحافل الإقليمية والعالمية.
وأوضح أن اتحاد المبارزة من بين الجهات المستفيدة من خدمات المنصة، لما توفره من أدوات متقدمة لتحليل الأداء ومتابعة تطور اللاعبين في مختلف المراحل السنية، لافتا إلى أن الاتحاد رشح بالفعل 3 لاعبين للانضمام إلى المنصة وهم الشيخ زايد بن سلطان بن حمدان آل نهيان، وخديجة سلمان، وشما السويدي.
وأضاف أن المنصة خطوة مهمة نحو تمكين الاتحادات من وضع برامج تدريبية متخصصة تستند إلى بيانات دقيقة ومؤشرات أداء واقعية، بما يسهم في تطوير كفاءة منظومة إعداد المواهب الرياضية في الدولة.