ناشرون دوليون: الشارقة ملتقى عالمي يجمع صناع المعرفة لبناء الجسور بين ثقافات العالم

الشارقة في 4 نوفمبر/ وام / أكد نخبة من الناشرين المشاركين في اليومين الثاني والثالث من الدورة الخامسة عشرة من مؤتمر الناشرين الدولي أن اللقاء في الشارقة تجاوز حدود التبادل المهني والتجاري ليشكّل مساحة إنسانية وثقافية أعادت إلى صناعة النشر جوهرها القائم على الشغف والمعرفة والتعاون.

وقالوا إنهم وجدوا في الشارقة بارقة أمل تدفعهم للاستمرار في خدمة الكتاب حيث اكتشف الحضور أن الشارقة أصبحت ملتقى عالمياً يجمع صناع المعرفة حول إيمان مشترك بقوة الكلمة وقدرتها على بناء الجسور بين ثقافات العالم.

وفي تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” قال ‏محمد فضل مدير الحقوق الأجنبية بدار نشر عصير الكتب من مصر إن مشاركته في مؤتمر الناشرين الدولي في الشارقة هي للمرة الثامنة على التوالي، مشيراً إلى أن المؤتمر يشهد تطوراً سنوياً ملحوظاً يسهم في إجراء أكبر عدد من التعاقدات بين دور النشر المشاركة من مختلف دول العالم.

وأشارت نادين باخوس من دار البومة للنشر والتوزيع وهي دار متخصصة في كتب الأطفال إلى أن مشاركتها في مؤتمر الناشرين الدولي في الشارقة هي الأولى من نوعها كناشرة حيث سبق أن شاركت في برنامج “انشر” الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، لافتة إلى أن المؤتمر يمثل فرصة مثالية لأي ناشر ‏يسعى للتعرف على الناشرين الدوليين ‏وقياس مدى قبول الموضوعات المنشورة بالنسبة ‏للعالم الأجنبي وأي بلد آخر من غير الناطقين باللغة العربية.

وأشاد ‏عبدالعزيز المطيري من دار جسور السعودية بمستوى مؤتمر الناشرين الدولي في الشارقة، معتبراً إياه الأكبر على مستوى العالم، حيث شاهد من خلال مشاركته الثانية دور نشر من جنسيات متعددة لم يرها في معارض ومؤتمرات مماثلة في بكين وفرانكفورت ولندن.

وقالت فاطمة الخطيب مؤسسة دار سدرة للنشر وعضو مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين إن المؤتمر فرصة استثنائية لبناء جسور تواصل عالمية مع الناشرين والوكلاء الأدبيين من مختلف الدول، مشيرة إلى أن دعم الشارقة للمؤتمر يسهم في تمكين دور النشر المحلية من الحصول على حقوق نشر وترجمة كتب عالمية بمختلف اللغات.

وقال نازينيغوبا كابوري مؤسس دار Les Editions Ecovie في بوركينا فاسو إن مشاركته في مؤتمر الشارقة أعادت إليه الأمل في مستقبل النشر بعد أن فقده حين رفض ابنه مواصلة العمل في الدار العائلية معتقداً أنه “لا مستقبل في الكتب”.

وأضاف أنه رأى في الشارقة أن صناعة الكتاب ما زالت قوية وقادرة على الاستمرار والتأثير، وهذا ما منحنه طاقة جديدة لمواصلة المسيرة، لإيمانه بأن الكتب قادرة على تغيير العقول وإلهام الأجيال.

وقالت هوليا بالتشي من دار دوغان للنشر في إسطنبول إن المؤتمر منصة رائدة للتواصل المهني إذ يتيح الانتقال من التعارف بالأسماء إلى اللقاء المباشر مما يرسّخ علاقات مهنية حقيقية ومستدامة.

وأضافت أنها جاءت إلى الشارقة بهدفين رئيسيين هما البحث عن كتب جديدة لشرائها وبيع حقوق نشر إصداراتها الخاصة، مشيرة إلى أن هذا التوازن بين طرفي صناعة النشر يجعل من المؤتمر بيئة مثالية لتسهّل بناء الروابط العالمية الضرورية لتطوير الأعمال وتوسيع الحضور في سوق الكتاب الدولي.

وقدم بيتر ثورن من دار Édition Mirages et Lumières الفرنسية إلى الشارقة لأول مرة حاملاً هدفاً واضحاً هو البحث عن نصوص عربية لترجمتها إلى الفرنسية، وقال إن الميزة الكبرى في مؤتمر الشارقة هي سهولة التواصل فالجميع هنا على مستوى واحد ويمكنك ببساطة أن تبدأ حديثاً مع أي شخص، لافتاً إلى أن هذا الانفتاح جعله يحقق نتائج ملموسة منذ اليوم الأول.

ويرى خالد محمود من دار Jamhoori Publications الباكستانية أن المؤتمر وجلسات العمل بين الناشرين تشكّل منبعاً للأفكار الجديدة والتبادل الثقافي وتبادل الخبرات والأفكار مع الزملاء الدوليين والتعرّف على أساليب النشر في دول أخرى كما أن التركيز الأساسي هو الأدب العربي ولهذا نحرص على المشاركة في المؤتمر كل عام ولدينا جدول حافل بالاجتماعات ونسعى إلى تحويل هذه اللقاءات إلى اتفاقيات تعاون فعلية تفيد شركتنا وتفتح آفاقاً جديدة أمامنا.