
مسقط في 6 أكتوبر /العُمانية/ نظّمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب اليوم معرض التشكيلات الحروفية (حِبر)، وذلك بمقر الجمعية العُمانية للفنون بغلا بمحافظة مسقط.
يضم المعرض، الذي يستمر حتى 12 أكتوبر الجاري، أكثر من 63 لوحة فنية بمشاركة 47 فنانًا وفنانة، حيث تعكس اللوحات الفنية في تنوّعها جماليات فن الحروفية العربية، وإبراز الإبداع في توظيف الحرف العربي بأساليب معاصرة تجمع بين الأصالة والتجديد.
ويُعدّ المعرض منصّة فنيّة مميّزة تسعى إلى إبراز قدرات الفنانين التشكيليين في التعبير عن الجماليات البصريّة للحرف العربيّ، من خلال دمجه بالألوان والتكوينات الحديثة التي تجسّد هوية الفنّ العربيّ والإسلاميّ في ثوبٍ مُعاصر.
ويقول الفنّان التشكيليّ والخطّاط نبيل بن محمد القيضي عن مشاركته في المعرض:
“كلّ لوحة تحمل أثر تجربة شعوريّة تمتزج فيها الانفعالات الداخليّة مع الإيقاع البصريّ للحروف، لتخلق حالة من الحوار بيني وبين المتلقي. ومن خلال التكوينات الحروفيّة أحاول ترجمة ما لا يُقال بالكلمات — صمت التأمّل، وعمق الفكرة، وجمال الانسجام بين الشكل والمعنى”.
فتعاملُ القيضي مع الحرف العربيّ ليس كعنصرٍ لغويّ فقط، بل ككائنٍ حيّ ينبض بالإحساس والهويّة، ويُشير قائلًا:
“هذه الأعمال بالنسبة لي ليست مُجرّد تشكيلٍ بصريّ، بل هي مرآةٌ لذاتي، وصوتٌ للحرف العربيّ الذي أراه أوسع من حدود اللغة، أراه فنًّا يعيش فينا ونُعبّر به عن وجودنا”.وعن مُسمّى المعرض (حِبر) وعُمق الكلمة لدى الفنّان، يقول القيضي:
“اسم (حِبْر) يحمل بالنسبة لي دلالاتٍ عميقة؛ فهو رمزُ البداية في كلّ عملٍ فنّيّ، وأصلُ الحرف الذي منه تنطلق الفكرةُ واللونُ والإحساس، ويمثّل مساحةً للتعبير الحرّ بين الفكر والروح، وهو وسيلتي لربط التراث العربيّ بالحداثة الفنيّة”، ويُتابع حديثه: “من خلال هذا الاسم أعبّر عن رؤيتي في أن الحرف العربيّ ليس مُجرّد كتابة، بل طاقةٌ فنيّة حيّة تنبض بالجمال والمعنى”.كما يقول الفنّان التشكيليّ عدنان بن صالح الرئيسي من المشاركين في المعرض :”يأتي معرض (حِبر) في إطار حرص الجمعيّة العُمانيّة للفنون التشكيليّة على تقديم جرعةٍ فنيّةٍ جماليّةٍ للمُتلقي والجمهور والمتذوّق للفنّ بكل أنواعه”. ويُضيف الرئيسي أنّ التشكيلات الحروفيّة تفتح آفاقًا وخيالًا واسعَين للفنّان لإبراز ما يجول في مخيّلته الفنيّة، وإطلاق طاقاته المخزونة ليضعها على اللوحة بكلّ ما فيها من قيمٍ إبداعيّةٍ ولونيّةٍ وتكوينيّة وغيرها، لتخرج للمُتلقي في أبهى صورة.
ويعبّر عدنان عن المعرض قائلًا:”لفظة (حِبر) كلمةٌ مُعبّرة جدًّا، وفيها روحُ الخطّ العربيّ كأساس، فبمجرّد سماع الكلمة تقفز إلى الأذهان ملامحُ الخطّ العربيّ والحروفُ المُتناسقة”.
الجدير بالذكر أن المعرض يأتي ضمن جهود مُستمرة لدعم الحركة الفنيّة
المحليّة، وتعزيز حضور فن الحروفيّة كأحد أهم المدارس الفنيّة العربيّة، كما أن
المشاركة الواسعة تعكس ثراء التجارب الفنيّة وتنوّع الرؤى الجماليّة بين الفنانين
المشاركين.
وحظي المعرض بإشادة كبيرة من الحضور لما تضمّنه من أعمال فنيّة متميزة
جسّدت روح الإبداع، وجمعت بين الخط العربيّ والتجريد التشكيليّ في تناغم بصريّ
راقٍ يُعبر عن الهويّة الثقافيّة والفنيّة العُمانيّة.
/العُمانية/
ابتسام
الحضرمية