وزراء خارجية واقتصاد (آسيان) يدعون إلى “نهج استراتيجي موحد” لحماية مصالح المنطقة

وزراء خارجية واقتصاد (آسيان) يدعون إلى “نهج استراتيجي موحد” لحماية مصالح المنطقةكوالالمبور – 25 – 10 (كونا) — دعا وزراء الخارجية والاقتصاد في الدول الأعضاء برابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) إلى اتخاذ “نهج استراتيجي موحد” لحماية مصالح المنطقة وتعزيز مكانتها العالمية وسط التحولات الجيوسياسية والجيواقتصادية “العميقة”.وقال الوزراء في بيان مشترك أصدروه عقب اجتماعهم في كوالالمبور اليوم السبت إن العالم يشهد حاليا تغييرات متسارعة أبرزها اشتداد المنافسة بين القوى الكبرى وإعادة تشكيل سلاسل التوريد وطمس الحدود بين التكنولوجيا والأمن والاقتصاد.وأشار البيان إلى أن هذه التحولات أصبحت ملموسة من خلال تزايد النزعة الحمائية وتراجع التعددية وتزايد الطابع الاستراتيجي للقرارات الاقتصادية بدلا من دوافعها التجارية البحتة.وأضاف أن (آسيان) بوصفها خامس أكبر تكتل اقتصادي في العالم “لم تعد قادرة على تحمل الغموض في المواقف الدولية” مؤكدا أن “الرابطة يجب أن تتحدث بصوت واضح وموحد يدافع عن الانفتاح والحياد وازدهار المنطقة على الأمد الطويل”.وشدد على أهمية الالتزام بالنظام الإقليمي القائم على القواعد القانونية الدولية الذي يعزز الحوار والتعاون بدلا من المواجهة مفيدا بأن “رؤية آسيان 2045” تجسد هذا الطموح المشترك إذ تشكل مخططا مستقبليا يسعى إلى تحقيق التوازن الاستراتيجي وتشجيع الحوار وبناء الثقة لضمان بقاء المنطقة منصة للتعاون بين جميع الشركاء الإقليميين والدوليين.ولفت إلى أن التجارة والاستثمار لم يعودا بمنأى عن الاضطرابات الجيوسياسية وأن الاعتماد الاقتصادي المتبادل يمكن أن يكون مصدرا لكل من الضعف والاستقرار مفيدا بأن مهمة (آسيان) تتمثل في تحويل هذا الاعتماد المتبادل إلى جسر للتعاون وليس أداة للإكراه.وأوضح البيان أن الوزراء جددوا التزام (آسيان) الراسخ بدعم النظام التجاري متعدد الأطراف مشددين على أهمية أن يكون هذا النظام “قابلا للتنبؤ وشفافا وشاملا وحرا وعادلا ومستداما وقائما على القواعد” مع التأكيد على الدور المحوري لمنظمة التجارة العالمية في تحقيق ذلك.وأكد التزام الوزراء المشترك بتعزيز التنسيق الداخلي لرابطة (آسيان) ودعم الآليات القطاعية القائمة لزيادة فاعلية الاستجابة الاستراتيجية والمنسقة وزيادة التجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء والوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في الاتفاقيات مثل اتفاقية تجارة السلع واتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة إضافة إلى تحديث اتفاقيات التجارة الحرة لمواجهة اضطرابات سلاسل التوريد العالمية.وأكد ضرورة تنويع العلاقات الاقتصادية مع مختلف الشركاء وبناء شراكات جديدة تعزز مرونة (آسيان) وقدرتها التنافسية قائلا إن “الفصل التقليدي بين السياسة الخارجية والسياسة الاقتصادية لم يعد قائما لأن الجغرافيا السياسية والجغرافيا الاقتصادية أصبحتا أكثر ترابطا من أي وقت مضى”.وتستضيف العاصمة الماليزية القمة ال47 لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والقمم ذات الصلة التي ستنطلق في كوالالمبور غدا الأحد وتستمر حتى 28 أكتوبر الجاري بمشاركة حوالي 30 من قادة الإقليم والعالم.وتترأس ماليزيا هذا العام رابطة (آسيان) التي تضم عشر دول هي ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة وتايلاند والفلبين وبروناي وفيتنام ولاوس وكمبوديا وميانمار فيما انضمت تيمور الشرقية هذا العام كعضو حادي عشر في التكتل الإقليمي. (النهاية)ع ا ب / م ع ع