وزير الخارجية الأمريكي يؤكد وجوب أن يتبني الاحتلال الإسرائيلي مسارا محددا زمنيا لتشكيل دولة فلسطينية مستقلة

وزير الخارجية الأمريكي يؤكد وجوب أن يتبني الاحتلال الإسرائيلي مسارا محددا زمنيا لتشكيل دولة فلسطينية مستقلةواشنطن – 14 – 1 (كونا) -– أكد وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن اليوم الثلاثاء وجوب قبول الاحتلال الإسرائيلي بالوحدة بين قطاع غزة والضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلسطينية وتبني مسار محدد زمنيا لانشاء دولة فلسطينية مستقلة.جاء ذلك في كلمة ألقاها بلينكن في فعالية بشأن الشرق الأوسط أقامها مركز (المجلس الأطلسي) البحثي بالعاصمة واشنطن والتي تعتبر بمثابة الكلمة الوداعية له كوزير خارجية مع اقتراب تنصيب إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب يوم الإثنين المقبل.وقال بلينكن “إن قبول نهج محدد المدة لإقامة الدولة الفلسطينية من شأنه أن يوفر مساهمة القوى الإقليمية والدولية في دعم قوات الأمن (الفلسطينية) والتمويل اللازم لمساعدة الزعماء الفلسطينيين الجدد في حكم غزة وضمان الأمن فيها”.وأضاف ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي عملت بشكل منهجي على تقويض قدرة وشرعية السلطة الفلسطينية وهي تواصل حجب عائدات الضرائب التي تجمعها نيابة عن الفلسطينيين وهي أموال تخص الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية لدفع رواتب الأشخاص الذين يقدمون خدمات أساسية مثل الرعاية الصحية والأمن في الضفة الغربية.واوضح ان الاحتلال الاسرائيلي يستمر في احتجاز أكثر من نصف مليار دولار من عائدات الضرائب التي يحق للفلسطينيين الحصول عليها في الضفة الغربية.وأشار الى أن الاحتلال الاسرائيلي يعمل على توسيع المستوطنات الرسمية ومصادرة الأراضي (الفلسطينية) بوتيرة أسرع من أي وقت في العقد الماضي في حين يغض الطرف عن النمو غير المسبوق للبؤر الاستيطانية غير القانونية والهجمات العنيفة من قبل المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين ما أدى إلى إحياء العنف.وشدد على وجوب “تخلي الإسرائيليين عن الأسطورة القائلة إنهم قادرون على تنفيذ ضم فعلي للأراضي الفلسطينية (بالضفة الغربية)”.وفي الوقت ذاته أكد بلينكن على وجوب “إصلاح” السلطة الفلسطينية مؤكدا ان “فشلها المتكرر في القيام بالإصلاحات التي طال انتظارها مثل كبح جماح الفساد والبيروقراطية المتضخمة أدى إلى تآكل دعمها بين الفلسطينيين”.ونوه وزير الخارجية الأمريكي بأهمية “صياغة واقع جديد في الشرق الأوسط حيث تكون جميع الشعوب متحدة”.وأضاف “نأمل مخلصين أن تكون الأطراف مستعدة لاتخاذ خيارات صعبة في المستقبل ولكن الحقيقة التي لا تشوبها شائبة هي أن الطرفين إما فشلا حتى الآن في اتخاذ هذه القرارات الصعبة أو تصرفا بطرق تجعل التوصل إلى اتفاق بشأن السلام الطويل الأمد بعيد المنال”.وكرر التأكيد على “أن التوصل إلى اتفاق يتطلب من جميع الأطراف أن تستجمع الإرادة السياسية اللازمة لاتخاذ قرارات صعبة وتقديم تنازلات كبرى”.وأوضح أن رؤية إدارة الرئيس الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط هي أن تكون “منطقة أكثر تكاملا في وضع أقوى لمنع أي دولة من جيرانها من الهيمنة عليها أو أي دولة خارجية من الهيمنة على المنطقة وردع العدوان والانتشار النووي وتجنب التصعيد وإنهاء الصراع من خلال الدبلوماسية”.ورأى وزير الخارجي الأمريكي “أن السلام في المنطقة صعب التحقيق ولكنه ليس مستحيلا”.ولفت إلى أن واشنطن سعت منذ بدء عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في أعقاب شن حركة (حماس) عملية (طوفان الأقصى) على مستوطنات غلاف القطاع في السابع من أكتوبر 2023 إلى اتباع نهج “يجنب المنطقة نزاعا واسعا” مذكرا بزياراته المتعددة الى المنطقة للقاء مسؤوليها وحثهم على بذل الجهود لخفض التصعيد وانخراط مبعوثي الولايات المتحدة لتحقيق ايقاف اطلاق نار في لبنان عقب شن قوات الاحتلال عدوانا واسعا عليه في سبتمبر الماضي بالإضافة الى العمل على تحقيق ايقاف لاطلاق النار في قطاع غزة.وأوضح أنه “لعدة أشهر كنا نعمل على تطوير خطة تفصيلية لما بعد الصراع (في قطاع غزة) تضمن انسحاب إسرائيل من غزة ومنع (حماس) من العودة وتوفير حوكمة غزة وأمنها وإعادة إعمارها وسنسلم هذه الخطة إلى إدارة ترامب”.وأفاد بأن عناصر تلك الخطة تتضمن “أن السلطة الفلسطينية يجب أن تدعو الشركاء الدوليين للمساعدة في إنشاء وتولي إدارة مؤقتة مسؤولة عن القطاعات المدنية الرئيسية في غزة مثل البنوك والمياه والطاقة والصحة وسيوفر المجتمع الدولي التمويل والدعم القابل للحماية والإشراف”.وأضاف “أن الإدارة المؤقتة ستضم فلسطينيين من غزة وممثلين عن السلطة الفلسطينية يتم اختيارهم بعد مشاورات جادة مع المجتمعات المحلية في غزة وسوف تسلم المسؤولية كاملة إلى إدارة السلطة الفلسطينية التي تم إصلاحها بالكامل بمجرد أن يصبح ذلك ممكنا عبر التعاون الوثيق مع مسؤولين في الأمم المتحدة والذين سيشرفون على تلك الجهود” مشيرا الى أن الخطة الأمريكية تشمل “ترسيخ هذه الترتيبات في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.وجدد التأكيد على أن “الحاجة إلى إنهاء الحرب في غزة وإيجاد طريق موثوق به إلى الدولة الفلسطينية أصبح أكثر إلحاحا”.وكشف عن أن التوصل الى اتفاق في غزة “على وشك الإنجاز وقد يأتي (يتم الإعلان عنه) سواء في الساعات أو الأيام القادمة” مضيفا أن “الصفقة موجودة وهي جاهزة للقبول الكامل والنهائي ومن ثم التنفيذ”.وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد توقع مساء أمس في مقابلة مع شبكة (نيوز ماكس) الإخبارية التوصل إلى اتفاق لايقاف إطلاق النار في غزة بحلول نهاية الأسبوع الجاري مع استمرار المحادثات في الدوحة.وقال ترامب للشبكة الأمريكية “اقتربنا كثيرا من التوصل إلى اتفاق ويتعين عليهم (المفاوضون وحماس والاحتلال) التوصل إلى الاتفاق وإذا لم يتمكنوا من إنجازه فسوف تنشأ الكثير من المشاكل التي لم يشهدوا مثلها من قبل”. (النهاية)ر س ر / ر ج