بيروت في
17 نوفمبر 2025 /العُمانية/ يقدّم الكاتب الأردني رامي طعامنة في روايته “ولادة
على حافة العبور”، طرحاً فلسفيًّا يتوغّل في دهاليز الوعي الإنساني، عبر بناءٍ
سردي يعتمد تقنيةَ الزمن المعكوس، إذ يبدأ من الموت لينتهي بالولادة. وخلال ذلك يمزج المؤلف بين دفء التجربة الإنسانية
والسيرة التأملية عن الولادة الثانية، تلك التي يختارها الوعي لا الجسد.
تمضي رحلة “شمس” (الشخصية المحورية) في الرواية الصادرة عن
المؤسسة العربية للدراسات والنشر، لتواجه القمع والموروثات وأوهام الحداثة بأسلوبٍ
يمزج بين السرد الكلاسيكي والتأمل الفلسفي، وتطلّ بين الصفحات مساحاتٌ من الحوار
الجبراني في عمقه الرمزي والروحي، ضمن بناءٍ فني يستلهم روح الكلاسيكيات العالمية
ويحافظ فيها الكاتب على خصوصيته العربية وبصمته التعبيرية.
وقال الكاتب رامي طعامنة في روايته التي تدفع القارئ إلى مواجهة وجوده
عوضاً عن هروبه من نفسه: “هذه الرواية لا تحكي ما حدث، بل ما بقي بعد أن حدث
كل شيء وليست حكاية (شمس) وحده، بل مرآة الإنسان حين يجرؤ على الوقوف أمام ذاته
بلا أقنعة يعبّر فيها، من البراءة الأولى إلى حكمة التسامي بعد عمر الأربعين”.
وأضاف: “في كل مشهد، تتقاطع الحقيقة بالحلم، ويطلّ (شمس) بوجهٍ
جديد، وفي كل حوارٍ تتسلّل حكمةٌ عابرة للزمن والهوية، الطفولة والشباب، المال
والعمل، السعادة والحب، ومعنى أن تولد من جديد قبل عبورك الأخير”.
ويرسّخ طعامنة في هذه الرواية حضوره كصوتٍ جديد في الرواية الفلسفية
العربية، يجمع بين حسّ المفكر ودفء الأديب، ويواصل مشروعه في مساءلة الإنسان، لا
بوصفه كائنًا محدودًا، بل من زاوية أنه وعيٌ يسعى نحو ولادته الثانية. كما يؤمن أن الفن والفكر والعمل ليست عوالم متفرقة، بل وجوهٌ مختلفةٌ
لبحثٍ واحدٍ عن المعنى الأسمى وهو الإنسان.
/العُمانية/ النشرة الثقافية/
أصيلة الحوسنية