
(يونسكو): نأسف لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من عضويتنا اعتبارا من نهاية 2026باريس – 22 – 7 (كونا) — أعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) اليوم الثلاثاء عن أسفها الشديد إزاء قرار واشنطن الانسحاب من عضوية المنظمة مؤكدة أن هذا القرار يتعارض مع المبادئ الأساسية للتعددية.وقالت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي في بيان صحفي إن هذا القرار الذي سيدخل حيز التنفيذ مع نهاية ديسمبر عام 2026 سيؤثر في المقام الأول على شركائها العديدين في الولايات المتحدة من مجتمعات محلية ومؤسسات أكاديمية وثقافية تسعى إلى تسجيل مواقعها ضمن قائمة التراث العالمي أو نيل صفة مدينة مبدعة أو تأسيس كراس جامعية تابعة للمنظمة.وأضافت أن “المنظمة كانت قد استعدت مسبقا لهذا الاحتمال في ظل مؤشرات سابقة على إمكانية اتخاذ مثل هذا الموقف” مبينة أن اليونسكو أجرت منذ عام 2018 إصلاحات هيكلية واسعة النطاق ووسعت من قاعدة تمويلها عبر تنويع مصادر الدعم.وأشارت أزولاي إلى أن حصة الولايات المتحدة باتت تشكل نحو نسبة 8 في المئة فقط من إجمالي ميزانية المنظمة مقارنة بنسبة 40 في المئة في بعض وكالات الأمم المتحدة الأخرى لافتة إلى أن الميزانية العامة لليونسكو واصلت نموها خلال السنوات الأخيرة بدعم متزايد من الدول الأعضاء والمساهمين من القطاع الخاص حيث تضاعفت المساهمات الطوعية منذ عام 2018.وأكدت أن “المنظمة لا تعتزم اتخاذ أي إجراء يتعلق بتقليص الوظائف أو تسريح العاملين في هذه المرحلة” لافتة إلى أن اليونسكو كثفت أنشطتها ومبادراتها منذ انسحاب واشنطن الأول عام 2017 لا سيما في مجالات السلام والتعليم والثقافة.وذكرت أزولاي أن “المنظمة نفذت خلال تلك الفترة أكبر مشروع في تاريخها لإعادة إعمار مدينة الموصل العراقية القديمة ووضعت أول أداة عالمية بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي إلى جانب برامج دعم للثقافة والتعليم في مناطق النزاع مثل أوكرانيا ولبنان واليمن”.كما سلطت الضوء على جهود المنظمة في حماية التنوع البيولوجي والتراث الطبيعي وتعزيز تعليم الفتيات موضحة أن الأسباب التي استندت إليها الولايات المتحدة في قرارها الأخير “هي ذاتها التي طرحتها في انسحابها السابق عام 2017 رغم أن البيئة السياسية اليوم باتت أكثر هدوءا وتعاونا”.وأكدت أن “اليونسكو تظل بيتا مرحبا بجميع دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة وستواصل التعاون مع شركائها الأمريكيين في الأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني إلى جانب مواصلة الحوار السياسي مع الإدارة الأمريكية والكونغرس”.وقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق اليوم انسحاب بلاده من اليونسكو مبررا القرار بما وصفه ب”التوجهات المعادية للولايات المتحدة داخل المنظمة والترويج لأجندة صاخبة تتعارض مع المصالح الوطنية الأمريكية”.(النهاية)م ع / م خ