11 طفلًا من عائلة أنغولية يخطفون الأضواء في عالمية أبوظبي للجوجيتسو

أبوظبي في 17 نوفمبر/ وام / خطفـت عائلة كاردوزو القادمة من أنغولا الأنظار في بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو 2025، بعد حضورها بتشكيلة غير مسبوقة تضم 11 طفلاً يشاركون في منافسات فئتي البراعم والناشئين.

ولم يقتصر حضورهم على المشاركة الرياضية، بل شكّلوا مشهداً عائلياً مفعماً بالحياة داخل مبادلة أرينا، حيث تجتمع الأجيال على بساط واحد.

وفي مقدمة هذه القصة يبرز كايرون كاردوزو، البالغ من العمر 13 عاماً، والذي خاض منافساته ضمن فئة 34 كجم الحزام الرمادي في بطولة الناشئين، محققاً انتصارين قبل أن يتعثر في نزاله الثالث.

ورغم غيابه عن منصة التتويج، فقد غادرت العائلة وفي جعبتها 3 فضيات وبرونزية حققها كل من كاينان وماركو وكيليان ونتالي.

وتعود حكاية هذا التألق العائلي إلى أكاديمية Z1 في أنغولا، حيث تمثل الجوجيتسو أسلوب حياة لأفراد الأسرة فالأطفال هم أبناء أربعة أشقاء يحملون الحزام الأسود، إضافة إلى آخر يحمل الحزام البنفسجي.

ورافقت الجدة فيلومينا سيلفا أحفادها إلى أبوظبي، لتصبح وجهاً مألوفاً في المدرجات، تتابع نزالاتهم بحماسة تعكس روح العائلة المتوارثة من الجد الراحل فلافيو ألفيش كاردوزو، الجنرال في الجيش الأنغولي، والذي ترك إرثاً من الانضباط يلازم أفراد الأسرة داخل الرياضة وخارجها.

وقال كايرون: كنت أحلم بالذهب، ربحت أول نزالين، لكنني خسرت الثالث. صحيح أنني لم أحصل على ميدالية، لكنني لعبت بقوة وقدمت أداء أفخر به، ووجودي هنا بحد ذاته أمر مهم في مسيرتي.

وأضاف أن اللحظة الأجمل بالنسبة له كانت التفاف أفراد عائلته من حوله.. تدربنا معاً طوال العام، والآن نخوض النزالات على بساط واحد وعندما أراهم يصفقون لي، أشعر بقوة مختلفة.

وتجسد عائلة كاردوزو نموذجاً لروح الجوجيتسو كإرث متوارث بين الأجيال، كما يوضح كايرون: والدي وأعمامي جميعهم من أصحاب أحزمة سوداء تدرجنا في السن منذ الصغر على أن التدريب جزء من حياتنا اليومية. جدّنا كان يقول دائماً إن الانضباط هو البداية، ونحن نعيش وفقاً لهذا المبدأ حتى الآن.

وبرغم خسارته الأخيرة، خرج كايرون بروح إيجابية: أبي دائماً يقول لي: إن لم تفز، فأنت تتعلم. واليوم تعلمت الكثير، وسأعود أقوى.

وبهذه الروح العائلية الملهمة، قدمت عائلة كاردوزو واحدة من أبرز صور البطولة، مؤكدة أن الجوجيتسو في أبوظبي ليست مجرد منافسة رياضية، بل مساحة تلتقي فيها القصص الإنسانية والشغف والتقاليد العائلية التي تجعل من الرياضة أسلوباً للحياة.