150 تنفيذيا من شركات وطنية وعالمية يناقشون مستقبل القطاع في مؤتمر الشرق الأوسط للغاز بدبي

دبي في 10 ديسمبر/ وام / يناقش 150 تنفيذيا من أهم الشركات المنتجة للغاز في المنطقة مستقبل القطاع خلال مؤتمر الشرق الأوسط للغاز الذي انطلق اليوم في مركز دبي المالي العالمي.

ويبحث كبارَ متخذي القرارات والتنفيذيين من شركات النفط الوطنية والعالمية وممولين ومختصين بالبنية التحتية خلال المؤتمر واقع صناعة الغاز السريعة النمو والتأهب لمواجهة التحديات المصاحِبة للنمو السكاني المتصاعد في المنطقة والزيادة الحادة في الطلب على الكهرباء لدواعي التكييف وتحلية المياه وتشغيل الذكاء الاصطناعي و تمكين المنطقة من تنويع اقتصاداتها.

نظم المؤتمر مجلة بتروليوم إيكونوميست بالشراكة مع شركة نفط الهلال ومقرها الشارقة إلى جانب مشاركة بارزة من تنفيذيين من أدنوك وأرامكو وXRG وبابكو إنرجي ورأس الخيمة للغاز ودانة غاز وشركة بترول الشارقة الوطنية وشِل وعدد من المؤسسات المالية الرائدة لتسليط الضوء على مساقات تمويل الغاز منها دويتشه بنك وكانتور فيتزجيرالد وبنك أبوظبي الأول.

وقال مجيد حميد جعفر الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال والعضو المنتدب لدانة غاز في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر: إن منطقتنا تسير على المسار الصحيح لتصبح ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم بعد أمريكا الشمالية فمنذ عام 2020 نما إنتاج الغاز بأكثر من 15% ومن المتوقع أن يرتفع بنسبة إضافية تبلغ 30% بحلول عام 2030 ما سيتطلب استثمارات بقيمة 200 مليار دولار أمريكي.

وأضاف : لا تقتصر أهمية هذا النمو على تلبية احتياجات الطاقة بل يخلق فرصاً اقتصادية جديدة ويدعم جهود التنويع الصناعي ويعزز الروابط الإقليمية الحيوية و سيكون مورد الغاز عنصراً أساسياً لضمان أمن الطاقة ودعم التطوير الصناعي وتحقيق أهداف التحول إلى أسواق طاقة نظيفة.

وناقشت جلسات المؤتمر المرحلة المقبلة من تطوير موارد الغاز الطبيعي الهائلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والدعوة إلى تعزيز القدرات لمواكبة الارتفاع الهائل في الطلب على الكهرباء وتسريع استبدال النفط بالغاز في إنتاج الطاقة.

وأبرزت النقاشات أن مساعي إنتاج الغاز الإقليمية ستحتاج إلى إضافة 14 مليار قدم مكعب يومياً من الإمدادات بحلول 2030 ما يعادل مستوى الطلب في قطاع الطاقة الأوروبي ليصل الإنتاج إلى 86 مليار قدم مكعب يومياً.

وأشار المشاركون إلى أن خطط تطوير البُنى التحتية للذكاء الاصطناعي في المنطقة بما فيها دولة الإمارات والسعودية ستجذب زخماً جديداً بمستويات الطلب على الطاقة ذلك لأن مراكز خوادم الذكاء الاصطناعي التي تستهلك الطاقة بدرجة عالية ستتجه نحو هذه الأسواق للاستفادة من انخفاض تكلفة الطاقة نسبياً فيها ولبنيتها التحتية الحديثة وستحتاج إلى إمدادات طاقة موثوقة وغير منقطعة يُغذّيها الغاز الطبيعي لذلك فإن ما تقدمه المنطقة من طاقة ميسورة التكلفة وسياسات متينة ومرنة ورؤوس أموال متاحة هي جميعها ميزات عالمية استثنائية وبيئة مثالية لتطوير البنية التحتية لقطاع الذكاء الاصطناعي.

وقال عبد الكريم الغامدي النائب التنفيذي للرئيس في قطاع الأعمال للغاز في أرامكو السعودية إن العالم يشهد تغيرات متسارعة في قطاع الطاقة لكن الحاجة إلى طاقة موثوقة ومنخفضة التكلفة والانبعاثات تبقى ثابتة وهنا يبرز الغاز الطبيعي كركيزة أساسية في إستراتيجية الطاقة العالمية موضحا أن أرامكو تمضي في تنفيذ أحد أكبر برامج التوسع في إنتاج الغاز في تاريخها لزيادة سعة إنتاج غاز البيع بنسبة 80% بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2021 وصولًا إلى نحو 6 ملايين برميل مكافئ نفطي يومياً.

وأضاف : من المتوقع أن يحقق هذا التوسع تدفقات نقدية تشغيلية إضافية تتراوح بين 12 و15 مليار دولار وبفضل انخفاض تكاليف الإنتاج وتراجع كثافة الكربون والميثان والاعتماد على التقنيات المتقدمة مع كفاءاتنا وشراكاتنا الاستراتيجية نواصل بناء منظومة طاقة أكثر كفاءة تخدم الجميع.

من جانبه قال جاسم الشيراوي الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي إن النقاشات خلال المؤتمر أكدت مدى أهمية الغاز والبنية التحتية المرتبطة به في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء ودعم التنمية الصناعية وتسريع التوجه نحو طاقة مستقبلية مستدامة موضحا أن تحقيق هذه الأهداف يعتمد على تعزيز التعاون بين الحكومات والمستثمرين والصناعة الأمر الذي يسهم في تحقيقه المجلس الاستشاري للصناعة في المنتدى الدولي للطاقة عن طريق إشراك شركات الطاقة الرائدة في النقاشات الإستراتيجية وتقديم رؤى عملية أساسية ما يضمن تعزيز التعاون والتواصل بين واضعي السياسات والممولين والقطاع والوصول بالنتيجة إلى أمن الطاقة المستدام في جميع أنحاء العالم.

وقال بول هيكن رئيس التحرير وكبير الاقتصاديين في بتروليوم إيكونوميست إن المؤتمر جمع قادة القطاع لتحقيق كامل الإمكانات التي تتميز بها موارد الغاز في الشرق الأوسط بما يحقق المنفعة المستدامة لشعوبه ويدعم التنمية المستدامة والآمنة في جميع أنحاء المنطقة.