الملتقى الدولي للاستمطار يناقش الابتكارات في تعزيز هطول الأمطار

من / هدى الكبيسي ..

أبوظبي في 24 يناير / وام / عقد الملتقى الدولي السادس للاستمطار – الذي انطلقت أعماله اليوم في أبوظبي – عددا من الجلسات التي ناقشت قضايا الأمن المائي والفرص والتحديات أمام تنفيذ نماذج وتقنيات الاستمطار والابتكارات والمناهج الجديدة لتعزيز هطول الأمطار.

وانتهزت علياء سعيد المزروعي مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار وجود هذه الكوكبة من العلماء والباحثين من المؤسسات البحثية والعلمية حول العالم ممن يشاركون في فعاليات الملتقى الدولي السادس للاستمطار، لتعلن لـ وكالة أنباء الإمارات “وام”، عن فتح باب استقبال مشاريع الأبحاث ضمن الدورة الخامسة من منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار ليواصل البرنامج البناء على ما حققه من إنجازات ونتائج علمية استطاعت أن توفر حلولاً نظرية وتطبيقية جديدة مكنت الكثير من دول المنطقة والعالم من تطوير برامجها المتخصصة بالاستمطار باعتباره مصدر جديد ومستدام لشحن مخزونات المياه الجوفية لديها.

ويستمر استقبال مقترحات المشاريع البحثية ضمن الدورة الخامسة من منحة البرنامج حتى 9 مارس القادم في حين يتوجب تقديم العروض الأولية في موعد أقصاه 16 مارس 2023 فيما سيتم إبلاغ أصحاب المشاريع المدعوين لتقديم مقترحات كاملة في 26 مايو القادم وسيطلب منهم إرسال العروض الكاملة في موعد أقصاه 24 أغسطس القادم.

وستتم عملية اختيار جميع المشاريع الفائزة من خلال إجراءات مراجعة شاملة على مرحلتين على أن يتم الإعلان عن الفائزين في شهر يناير من العام 2024 حيث يحصل كل مشروع بحثي على منحة مالية تصل إلى 1.5 مليون دولار أمريكي موزعة على 3 سنوات وبمعدل 550 ألف دولار لكل عام كحدٍ أقصى.

وأعلن البرنامج في وقت سابق عن وثيقة المجالات البحثية المستهدفة التي يمكن تحميلها والوصول إليها عبر الموقع الإلكتروني للبرنامج وهي تشمل معلومات وافية وشاملة حول آلية المشاركة والمجالات المستهدفة وعملية تقييم المشاريع.

وقالت علياء المزروعي لـ “وام” إن الملتقى الدولي السادس للاستمطار يعد هذا العام تجربة مميزة خاصة مع الإعلان عن عام الاستدامة واستضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ “كوب 28″، مشيرة إلى أن الملتقى يركز بشكل كبير قضية الأمن المائي وأهميتها في أجندة المناخ إلى جانب عرض التحديات والفرص التي يواجهها برنامج الاستمطار واستخدام تقنية الاستمطار محليا وإقليميا ودوليا إضافة إلى تسليط الضوء على أحدث التقنيات والمستجدات التابعة في هذا المجال.

ونوهت إلى أن الدول المشاركة في المنتدى سوف تستعرض المخرجات وآخر المستجدات لمشاريعها وبرامج الاستمطار في تلك البلدان مما يعزز التعاون البحثي بين الدول المشاركة ويساعد في بناء الشراكات والعلاقات بين الدول في حين يوفر الملتقى الفرصة أمام طلاب وطالبات الجامعات من أجل عرض مشاريعهم البحثية وأفكارهم المبتكرة في هذا المجال أمام نخبة من العلماء والخبراء المشاركين في الملتقى إلى جانب فتح باب الحوار مع الأكاديمين المشاركين في الملتقى.

وقالت : فخورون بالنجاح المميز الذي استطاع برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار من تحقيقه على مدار الأعوام الماضية حيث يعود الفضل الكبير في هذا النجاح إلى دعم ورعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة الذي ترجم توجهات دولة الإمارات المرتبطة بتمكين الابتكار وتحفيز البحث العلمي للمساهمة عالمياً في إثراء جهود تحقيق الأمن المائي في حين كان للمركز الوطني للأرصاد دور أساسي في ربط مخرجات هذا البرنامج بعمليات الاستمطار والارتقاء بنتائجها محلياً وإقليمياً وعالمياً.

وشهد اليوم الأول من الملتقى جلسة نقاشية رئيسية حملت عنوان “الأمن المائي على أجندة المناخ العالمية” بمشاركة عدد من روّاد الاستدامة البيئية والأمن المائي ومواجهة تحديات التغير المناخي وفي مقدمتهم سعادة الدكتورة نوال الحوسني المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) وسعادة عيسى الهاشمي الوكيل المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة والوكيل المساعد لقطاع التنمية الخضراء والتغير المناخي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة والبروفيسور يورج لوترباخر مدير قسم العلوم والابتكار وكبير العلماء في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والدكتور محمد محمود مدير برنامج المناخ والماء في معهد الشرق الأوسط واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة.

وناقش المشاركون في الجلسة تغير أنماط هطول الأمطار في العالم على ضوء التغير المناخي وانعكاساته على أمن المياه العذبة وآثار التغير المناخي وتداعياته على هطول الأمطار بما في ذلك تغير أنماط هطول الأمطار وانعكاساتها على الأمن المائي العالمي وكذلك محاولة استشراف طبيعة الحلول المبتكرة التي من شأنها تعزيز القدرة على مواجهة تلك التحديات والاستعداد لها خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة.

وشهدت الجلسة الأولى للملتقى بعنوان “الفرص والتحديات لتنفيذ نماذج وتقنيات الاستمطار” إلقاء كلمة افتتاحية من البروفيسور إريك زينغ رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات إلى جانب مشاركة البروفيسور إريك فريو مدير بحوث النظم المستقلة متعددة التخصصات في كلية الهندسة والعلوم التطبيقية في جامعة كولورادو بولدر في الولايات المتحدة والحاصل على منحة الدورة الثالثة من البرنامج والدكتور برادلي بيكر الباحث الرئيسي في شركة “سبيك” في الولايات المتحدة والحاصل على منحة الدورة الرابعة من البرنامج والدكتورة ديانا فرانسيس أستاذ مساعد بإدارة علوم الأرض ورئيسة مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في دولة الإمارات والبروفيسور إنريكو نتالازيو نائب رئيس مركز بحوث الروبوتات المستقلة في معهد الابتكار التكنولوجي بأبوظبي والبروفيسورة ليندا زو أستاذة البنية التحتية المدنية والهندسة البيئية في جامعة خليفة بأبوظبي فيما أدار الجلسة الدكتور ستيف جريفيث نائب أول للرئيس للبحث والتطوير في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في دولة الإمارات.

وتناولت الجلسة القضايا المتعلقة بتنفيذ التطورات في مجال الاستمطار لتعزيز هطول الأمطار مثل تفعيل أحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة في نمذجة الطقس العددية في مجال تنفيذ العمليات والاستفادة منها في التعامل مع التحديات والعقبات التي تحول دون الانتقال من البحث العلمي إلى العمليات التشغيلية والتي تشمل الاستراتيجيات ودراسات الحالة و”مستوى الجاهزية التقنية” وتقييم نتائج عمليات تعزيز هطول الأمطار، وآثار عمليات الاستمطار.

واستضافت الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان “مناهج وابتكارات جديدة لتعزيز هطول الأمطار” سعادة عمران شرف مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة الذي بدوره ألقى الكلمة الافتتاحية للجلسة، وتحدث خلالها الدكتور لوكا ديلي موناكي نائب مدير المركز الغربي للطقس والظروف المائية المتطرفة ومعهد سكريبس لعلوم المحيطات في جامعة كاليفورنيا – سان دييغو بالولايات المتحدة والحاصل على منحة الدورة الرابعة من البرنامج والدكتور علي أبشاييف رئيس مختبر تعديل الطقس في معهد الجبل العالي الجيوفيزيائي التابع لخدمة الأرصاد الجوية الهيدرولوجية الروسية والحاصل على منحة الدورة الثالثة من البرنامج والدكتور جون هازارد عضو هيئة التدريس في إمبريال كوليدج في المملكة المتحدة، كما قدم الدكتور البروفيسور زانيو ياو أستاذ في مركز تعديل الطقس التابع لإدارة الأرصاد الجوية الصينية كلمة عبر الاتصال المرئي خلال مشاركته بشكل افتراضي.

وتناولت الجلسة الأفكار المبتكرة والجديدة في مجال تعزيز وتحسين هطول الأمطار، مثل إنشاء منصات الاختبار الأرضية والمحمولة جواً والأقمار الاصطناعية المبتكرة التي توفر أفكارا وأدوات وأساليب جديدة في تحسين فرص تكون السحب وتعزيز هطول الأمطار واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في عمليات التنبؤ وتعزيز هطول الأمطار والتطورات في إنشاء السحب الاصطناعية.