
وزير الاتصالات المصري يدعو إلى وضع استراتيجية عربية للتصدي للهجمات السيبرانيةالقاهرة – 23 – 1 (كونا) — دعا وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري عمرو طلعت اليوم الخميس إلى وضع استراتيجية عربية لحماية البيانات والتصدي للهجمات السيبرانية وكذلك تطوير التعاون المشترك في مجال الأمن السيبراني وحفظ المعلومات.وقال طلعت خلال ترؤسه أعمال الدورة ال28 لمجلس وزراء العرب للاتصالات والمعلومات إن البنية التحتية الرقمية أصبحت العمود الفقري للاتصالات الرقمية مما يستوجب حمايتها بمنظومات دفاعية سيبرانية “صامدة متطورة”.وشدد على ضرورة وضع استراتيجية عربية “واضحة” لتطوير بنية تحتية رقمية تحفز استثمار القطاع الخاص في مراكز البيانات والسحب الحوسبية المحلية مؤكدا ضرورة استمرار التنسيق العربي لتوحيد المبادرات العربية المخطط إدراجها على خطة الاتحاد الدولي للاتصالات.وحث طلعت وزراء الاتصالات العرب على تأكيد الالتزام بتبني رؤية عربية موحدة للذكاء الاصطناعي باعتبارها “حجر الزاوية في رسم مستقبلنا الرقمي في هذه التكنولوجيا” مشيرا إلى ضرورة “وضع إطار تنظيمي وسياج حوكمي لا يفرط في حماية الشعوب العربية من مخاطر الذكاء الاصطناعي ولا يفرض وضع أطر تقيد زخم الإبداع الرقمي وتسلبه حركته”.وفي هذا الإطار قال طلعت إنه “من هنا تبرز حتمية المضي قدما نحو الانتهاء من صياغة الميثاق العربي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي والذي سيكون بمثابة نبراس للدول العربية في مسيرة تحقيق هذا التوازن المرجو بين تحفيز الابتكار والاستخدام الآمن المسؤول وبين ضمان الشفافية ومبادئ المسألة في تصميم ونشر مقدمة الذكاء الاصطناعي بما يعكس معتقداتنا وأولوياتنا ورؤيتنا حول مخاطره”.كما دعا إلى تأكيد الالتزام بدعم الابتكار وريادة الأعمال في هذا المجال من خلال تهيئة المناخ الداعم للشركات الناشئة ورواد الأعمال وتقديم حوافز مشجعة ودعم البحث والتطوير البيني للمتخصصين في الدول العربية من خلال برامج مشتركة.وأشار إلى أهمية تنمية العنصر الأهم والأولي وهو “بناء الإنسان العربي” مؤكدا أنه “العنصر الأسمى في سياساتنا كافة”.وطالب طلعت في هذا الإطار بتكثيف جهود الاستثمار في التعليم والتدريب وتطوير المهارات الرقمية لضمان جهازية الأجيال القادمة للمنافسة في سوق العمل الرقمي عربيا وعالميا.كما أكد ضرورة وضع معايير وسياسات صارمة لضمان احترام الحقوق الرقمية للمواطنين بما في ذلك “حقهم المطلق” في إدارة بياناتهم الشخصية والاطلاع على آليات تداولها مبينا أن التعاون العربي لوضع معايير وسياسيات موحدة لحماية البيانات تواكب المتغيرات العالمية أصبح ضروريا في تطوير المنظومات الرقمية التي تسمح بالتشغيل البيني فيما بين الدول بأمان وفاعلية.ودعا طلعت وزراء الاتصالات العرب إلى تأكيد الالتزام بالمضي نحو تعزيز العمل العربي المشترك لتوطين البيانات في المنطقة باعتبار ذلك أحد أولويات قضايا السيادة الرقمية وسيسهم في الحد من الاعتمادية على مراكز البيانات خارج الوطن العربي ما يضغط المخاطر التشغيلية ويعزز القدرات المحلية في الاستفادة من أنظمة الذكاء الاصطناعي.من جانبه أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون الاقتصادية علي المالكي في كلمته خلال الدورة أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يحتاج إلى ضخ المزيد من الاستثمارات لتطوير البنية التحتية ورأب الفجوة الرقمية الموجودة في المناطق النائية وإتمام عمليات التحول الرقمي.وقال المالكي إن العام الماضي شهد العديد من الفعاليات المهمة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات ومن أبرزها المنتدى العالمي لحوكمة الإنترنت في السعودية الذي يعتبر من اهم المنتديات الخاصة بتقنية المعلومات.ولفت إلى أن المنتدى يهدف إلى تعزيز التعاون الرقمي العالمي في عصر الذكاء الاصطناعي ودعم الاقتصاد الرقمي من خلال تسخير الابتكار وموازنة المخاطر في الفضاء الرقمي وتعزيز المساهمة الرقمية في السلام على الشعب الفلسطيني في هذا العصر الرقمي الذي نشهده.وأشار المالكي إلى أن عام 2024 شهد انطلاق الميثاق الرقمي العالمي الذي كان أحد مخرجات (قمة المستقبل) مشيرا إلى أن المجموعة العربية حرصت على أن تكون آليات تنفيذ الميثاق الرقمي العالمي ومتابعته متوائمة مع الآليات الحالية المعتمدة لعدم إنشاء آليات جديدة لتفادي الازدواجية وعدم تسييس القوانين والإعلانات الدولية وغيرها من الاتفاقيات.وقال إن المجموعة العربية أكدت كذلك ضرورة سد الفجوة الرقمية بين الدول وتوفير خدمة الإنترنت للأفراد باعتبار ذلك حقا مكتسبا بالإضافة إلى العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الميثاق الرقمي العالمي وأهمية الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الجوانب الأخلاقية والثقافية وخصوصيات الشعوب عند التطرق لموضوعات حقوق استخدام الاتصالات وتقنية المعلومات.وفيما يتعلق بقطاع البريد قال المالكي إنه تم البدء في تنفيذ خطة عمل تنموية إقليمية في المنطقة العربية تم إعدادها للتعاون بين الدول العربية والمكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي.وتناقش الدورة ال28 مجموعة من القضايا التي يتضمنها جدول أعمال المجلس الوزاري العربي للاتصالات والمعلومات ومنها قضايا تتعلق بالأمن السيبراني وفريق الخبراء العرب المعني بمواجهة جرائم تقنية المعلومات إلى جانب التعاون العربي المشترك مع المجموعات والمنظمات الإقليمية والشركاء أصحاب المصلحة الأخرى في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.وتستعرض الدورة موضوعات التعاون مع الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي والتعاون مع الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات والاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات (الأجندة الرقمية العربية) وموضوعات حوكمة الإنترنت والمؤشر العربي للاقتصاد الرقمي إلى جانب آلية رئاسة الفرق العربية التحضيرية الاجتماعات الاتحاد الدولي للاتصالات.وتشارك دولة الكويت في الدورة بوفد يترأسه وكيل وزارة المواصلات بالتكليف مشعل الزيد ويضم في عضويته مدير العلاقات العامة في الوزارة أحمد الحسيني ومن الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات متعب العازمي والسكرتير الثاني في مندوبية دولة الكويت لدى جامعة الدول العربية بدر المهيلب. (النهاية)م م / م ع ع