“من وحي الكلام”.. معرض يؤكد قيمة المعرفة في التعامل مع الطبيعة

عمّان في 3 مارس /العُمانية/ يشتمل معرض “من وحي الكلام” على عشرين عملاً مستوحى من مفردات الزهور، مع الاعتناء بتفاصيل “الباقة” قبل أيّ شيء آخر، انطلاقًا من أن كل زهرة تحمل من التفاصيل الخاصة بها ما يجعلها متفردة، وهذا ما أبرز الجانب الجمالي في تلك الباقات البسيطة والأنيقة في آن.يكشف المعرض الذي يحتضنه المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، عن احتفاء بالزهور ومتعلقاتها، فقد جاءت المزهريات التي حاكت مفردات التشكيل الفني للأزهار، متنوعة في أحجامها وألوانها، ومنها ما صُنع من تشابك الأغصان أو تقاطعات الأوراق وتراكبها معًا، أما الأغصان فحضرت بقوة واتسمت بالتنوع وبكونها أساسية في التشكيل الفني، وغالبًا ما حُملت الأزهار على ثلاثة من الأغصان، فبحسب فن تنسيق الزهور الياباني “الإيكيبانا” فإن الأغصان الثلاثة ترمز إلى السماء والأرض والبشر.البساطة والجمال هما المرتكزان اللذان قام عليهما هذا الفن، لذا اعتنت الفنانات المشاركات بتقديم الأزهار كما هي في الطبيعة، مع استعمال عناصر تعزز أبعادها الرمزية، من مثل القطن المتناثر على الجدار والمحتضن لباقة الأزهار، أو الإسفنج الملون بالأصفر الهادئ، أو تنسيق الكتب متنوعة الأحجام على هيئة باقة لطيفة تؤكد قيمةَ المعرفة أيضًا في التعامل مع الطبيعة والتقارب معها.وحمل كل نوع من الزهور المعروضة رمزًا له دلالة ومعنى، فأغصان الصنوبر تشير إلى قوة الحجارة وصلابة الصخور، بينما الأقحوان الأبيض هو رمز للماء أو الأنهار والبحار، وفي ذلك تجسيد لفكرة فن “الإيكيبانا” التي ترى أن الإنسان جزء أصيل من محيطه الطبيعي، ولا يمكن أن يحقق توازنه على الأرض إلا من خلال التوازن في علاقته مع موجوداتها وأهمها الأزهار وما تفرّعَ عنها من أوراق وأغصان. وقد ترافقت كل تنسيقة بالمعرض مع قصيدة لشاعر عربي.وفي عدد من الأعمال تم استخدام أزهار مجفَّفة، وجاءت بألوان البرتقالي والأصفر والبني، وضمن تشكيلات فنية تؤكد على دورة الحياة التي تعيشها الطبيعة عبر الفصول، وارتباطها بدورة حياة الإنسان على الأرض. /العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري