
جدة 30 شوال 1446 هـ الموافق 28 أبريل 2025 م واس
تستعد هيئة الفنون البصرية لتنظيم معرض “حيّ عينك”، ومعرض “حين يهمس الضباب” بشكلٍ متوازٍ في حي جميل بمدينة جدة خلال الفترة من 30 أبريل الجاري إلى 25 مايو المقبل، وذلك تزامنًا مع النسخة الثالثة من “جائزة المملكة للتصوير الفوتوغرافي” التي أطلقتها الهيئة مطلع هذا العام، وأصبحت تُمثّل منصةً بارزة لالتقاط روح المملكة بعدسة المبدعين، إذ جاءت هذه النسخة محمّلةً بزخمٍ بصريٍّ لافت.
وقالت الرئيس التنفيذي لهيئة الفنون البصرية دينا أمين: “إن جائزة المملكة للتصوير الفوتوغرافي تواصل عكس العمق والتنوع الهائلين للأصوات الإبداعية في المملكة, ومع كل نسخة نكتشف سرديات جديدة، ونتحدى المفاهيم السائدة، ونتوسّع في آفاق التعبير البصري، مضيفةً أن “هذين المعرضين لا يحتفيان بقوة الصورة فقط، بل يؤكّدان التزام الهيئة بتمكين الفنانين، وتعزيز حضورهم، والحفاظ على التراث الثقافي الغني للمملكة بعدسةٍ معاصرة”.
ويحمل المعرضان توقيع أحد أبرز الأسماء في مجال الصور الفوتوغرافية بالمنطقة، ومدير “قلف فوتو بلس” القيّم الفنّي محمد سُمجي، الذي قال عن هذه النسخة: “التصوير الفوتوغرافي بالمملكة لم يعد مجرد وسيلة لتوثيق اللحظة، بل أصبح أداةً لتشكيل السرد الثقافي المعاصر”، مضيفًا أن “الأعمال المعروضة بمعرض “حيّ عينك” تكسر الأطر التقليدية، وتقدّم رؤىً جديدة للحياة اليومية, بينما يستعرض معرض “حين يهمس الضباب” قراءاتٍ بصرية عميقة لتراث عسير وتحولاته، وهذه المشاريع وما سبقها من أعمال في الأحساء، تُسهم في صياغة أرشيف بصري حيّ لهذه المرحلة الفارقة من تاريخ المملكة”.
وأكد أن هذين المعرضين يشكلان خطوةً جديدة ضمن مسار المملكة نحو ترسيخ حضورها الثقافي إقليميًّا ودوليًّا، وتأكيدًا على دور هيئة الفنون البصرية محرّكًا رئيسًا لدعم الفنانين، وتمكين المنصات الإبداعية، وتوطيد التبادل الثقافي مع العالم.
ويحتفي معرضا “حيّ عينك” و”عندما يهمس الضباب” بجمال المملكة الطبيعي، وغِناها الثقافي، وإبداعها عبر عدسة التصوير الفوتوغرافي، ويُسهمان في تحقيق رؤية جائزة التصوير الفوتوغرافي للمملكة، من خلال تسليط الضوء على المصورين الموهوبين، وتوفير منصة لعرض واكتشاف الأعمال الاستثنائية لفناني المملكة.
ويُقدّم معرض “حيّ عينك” عرضًا للأعمال الفائزة بالنسخة الثالثة من الجائزة، التي استقطبت أكثر من 1300 مشاركة، وبلغت قيمة جوائزها الإجمالية 400 ألف ريال، ويحتفي بجماليات المملكة، وتنوّعها الطبيعي والثقافي؛ فمن صخب المُدن إلى سكون الصحارى، حيث يقدّم المصوّرون المشاركون رؤىً بصرية معاصرة تعكس تعدُّدية الهوية السعودية، وتحوّلاتها الاجتماعية والبيئية.
وتولّت لجنة تحكيم دولية تقييم الأعمال المشاركة، واختيار القصص الأكثر جاذبية ومعنى استنادًا إلى الإبداع، والمهارة التقنية، وتأثير السرد البصري لأعمالهم، إضافةً إلى اختيار المصورين الفائزين في الجائزة.
وأما المعرض الثاني “حين يهمس الضباب”، فيأخذ الزوّار في رحلةٍ شخصية وعاطفية إلى منطقة عسير، التي لطالما كانت مصدر إلهامٍ للفنانين، بفضل طبيعتها الجبلية المكسوة بالضباب، وعمقها الثقافي المتجذّر.
واختير خمسة فنانين لتنفيذ مشاريع فوتوغرافية خاصة تعكس كل منها علاقة الفنان بالمكان، وخرجت بنتائج بصرية آسرة، وتنبض بالتأمل، والتوثيق، والتفاعل الإنساني، وهم من المملكة: عبدالمجيد الروضان “محطات الطريق” الذي يوثّق عِمارة محطات البنزين القديمة في المملكة، ويقدّمها كأثرٍ بصري على وشك الاندثار، وإلهام الدوسري “عابرون في عسير” التي تمزج فيه بين الماضي والحاضر عبر دمج أرشيف والدها المصوّر بلقطات معاصرة، في سردٍ بصريٍ يتأمل الذاكرة والتحوّلات.
ومن مصر محمد مهدي “عندما تحبك الأرض” ويكشف فيه عن علاقة عاطفية عميقة بين أهالي عسير وأرضهم، بعدسة تنقل الحنين والبساطة في لقطات عاطفية، ومشاهد بانورامية مؤثّرة، ولينا جيوشي “بنات القَطّ” التي توثّق بأسلوبٍ مفعم بالألوان دور النساء في إحياء فن القَطّ العسيري -المسجل في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي-، وتجعل من صورها احتفاءً بهذا الموروث الحيّ، ومن المغرب هشام غرظاف “الطريق إلى العرعر”، الذي يقدّم تجربة بصرية متقنة وسط غابات العرعر، حيث تتحول الطبيعة إلى أرشيفٍ ثقافيٍّ صامت؛ يحتفظ بحكايا لا تُقال.
وتُقدّم هيئة الفنون البصرية خلال إقامة هذين المعرضين سلسلة من الورش التفاعلية، والجلسات النقاشية، التي تستضيف فيها خُبراء محليين ودوليين؛ لتوفير مساحة للتبادل والتعلّم، وتطوير المهارات الفوتوغرافية لإثراء تجربة زوّار المعرض، وتنمية مهاراتهم المعرفية والمهنية في مختلف مجالات الفنون البصرية.
// انتهى //
17:54 ت مـ
0157