
وزيرا خارجية مصر وألمانيا يحذران من انزلاق المنطقة إلى “فوضى شاملة”القاهرة – 13 – 6 (كونا) — أكد وزيرا خارجية مصر الدكتور بدر عبد العاطي وألمانيا يوهان فاديفول اليوم الجمعة أهمية تجنب التصعيد في المنطقة محذرين من انزلاقها إلى “فوضى شاملة وعارمة لا يستفيد منها أحد”.وأشار عبد العاطي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني عقب مباحثات أجرياها بالقاهرة إلى التصعيد الخطر الذي تشهده المنطقة في الوقت الحالي بعد هجمات الاحتلال الإسرائيلي على إيران فجر اليوم.ووصف عبد العاطي الهجمات بأنها تمثل “تصعيدا خطرا وغير مبرر” مؤكدا أن مصر دانت هذا التصعيد “المرفوض تماما”.وأضاف أنه بحث مع نظيره الألماني الأوضاع الكارثية في غزة معتبرا أنها “لاإنسانية ومتجاوزة لكل حدود المنطق والخيال” من خلال سياسة التجويع المستمرة والممنهجة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي والأوضاع الطبية والإنسانية الكارثية والعدوان الممنهج الذي لا يحصد سوى أرواح الأبرياء من النساء والأطفال في القطاع.وأشار إلى أنه أحاط نظيره الألماني بالجهود التي تقوم بها مصر مع قطر والولايات المتحدة لسرعة التوصل إلى اتفاق لإيقاف إطلاق النار يضمن إطلاق سراح الأسرى والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والطبية وينهي الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.وأوضح أنه عرض على نظيره الألماني تفاصيل الخطة العربية الإسلامية الخاصة بالتعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة وضرورة العمل على عقد مؤتمر القاهرة الدولي بمشاركة ألمانية رفيعة ودولية.وشدد عبد العاطي على أنه لا توجد حلول عسكرية للأزمة الحالية كما يجب رفض المعايير المزدوجة وأن يكون هناك معيار واحد يؤكد الانحياز إلى المبادئ التي نص عليها القانون الدولي ونصت عليها مبادئ الأمم المتحدة.وأكد أنه لا أمن ولا استقرار في هذه المنطقة من خلال استخدام القوة وأن استخدامها لن يحقق الأمن للاحتلال الإسرائيلي أو أي طرف في المنطقة مشددا على أنه لا حل في المنطقة دون تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.ولفت إلى أنه جرى أيضا الحديث عن الوضع في منطقة البحر الأحمر وحرية الملاحة مشيرا إلى أن مسؤولية البحر الأحمر من الدول المطلة عليه عبر دعم دولي كما تم الحديث عن ضرورة التشاور التنسيق المشترك عبر إجراء الزيارات المتبادلة بين مصر وألمانيا والتشاور الدوري.وأعرب وزير الخارجية والهجرة المصري عن تطلع بلاده إلى رفع العلاقات مع ألمانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية مؤكدا أن العلاقات بين البلدين “نموذجية وشديدة الأهمية”.وأعرب عن اعتزاز مصر بوجود أكثر من 1600 شركة ألمانية تعمل في مصر بمختلف القطاعات على رأسها قطاعات الصناعة مثل السيارات والطاقة الأحفورية والجديدة والمتجددة والنظيفة بالإضافة إلى إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.وقال عبد العاطي إنه تحدث مع نظيره الألماني كذلك على أهمية العمل على توسيع برنامج التعاون الثنائي بين مصر وألمانيا في المجالات الإنمائية بما في ذلك سرعة التوقيع على اتفاق مبادلة الديون الشريحة الثانية الألمانية ليتم دفعها بالجنيه المصري في إطار تنفيذ مشروعات تنموية داخل مصر.ومن جهته أكد فاديفول خلال المؤتمر الصحفي نفسه أن اجتماع اليوم يأتي في وقت صعب فيما يخص الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة مشيرا إلى “تفاقم الأوضاع” عندما بدأ الاحتلال الإسرائيلي شن ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية..وقال فاديفون إن ألمانيا “عبرت مرارا وتكرارا عن قلقها الشديد بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي يشكل تهديدا للمنطقة برمتها”.وأضاف أن (برلين) تحث جميع الأطراف على الامتناع عن أي خطوة تصعيدية تعرض الأمن في المنطقة للخطر مؤكدا سعي بلاده بشكل دبلوماسي إلى عدم امتلاك إيران قنبلة نووية.وأشار إلى أن ألمانيا تراقب الوضع في المنطقة عن كثب مشددا على ضرورة تنسيق الجهود لإيقاف التصعيد بين إيران والاحتلال الإسرائيلي.وفي سياق آخر أعرب وزير الخارجية الألماني عن شكره لمصر وجهودها بالاشتراك مع قطر والولايات المتحدة في سبيل التوصل إلى إيقاف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن في غزة.وقال إنه “كلما جاء إيقاف إطلاق النار في أسرع وقت كلما نرى تخفيف المعاناة في غزة لأن الوضع الإنساني في القطاع مأساوي وكارثي ولا يطاق وغير مقبول”.وأكد أن حل الدولتين “هو الحل الوحيد الذي يتيح للفلسطينيين العيش في كرامة وسلام ويأتي معه الاستقرار في المنطقة”.وشدد على أن قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية تنتمي إلى بعضها البعض وهي جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية مؤكدا ضرورة عدم تهجير سكان غزة الفلسطينيين.وأضاف في الوقت نفسه أن ألمانيا تنتقد بناء المستوطنات في الضفة الغربية.وحول العلاقات الثنائية قال وزير الخارجية الألماني إن “مصر بالنسبة لنا شريك استراتيجي وتعد بوابة برلين إلى إفريقيا” مشيرا إلى أن هناك “تعاونا كبيرا” بين البلدين في المجالات كافة “وفخورون ونعتز بشراكتنا معها”.وأوضح أنه فيما يخص التنسيق الأمني والتعاون الاقتصادي فمصر لديها قناة السويس التي تعد من أهم الطرق التجارية في العالم ويجب أن تكون مفتوحة أمام حركة الملاحة. (النهاية)ا س م / م ع ع