
وزير الخارجية الماليزي: القضية الفلسطينية جرح مفتوح في الضمير الإنساني العالميكوالالبور – 17 – 6 (كونا) — قال وزير الخارجية الماليزي محمد حسن اليوم الثلاثاء إن القضية الفلسطينية لا تزال تمثل جرحا مفتوحا في الضمير الإنساني العالمي محذرا من نسيان ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة من إبادة جماعية بذريعة الدفاع عن النفس.جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مأدبة العشاء الترحيبية بالمائدة المستديرة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ السنوية في كوالامبور التي بدأت أعمالها اليوم وتستمر حتى 19 يونيو.وأكد الوزير حسن أن هذه الانتهاكات بدأت قبل نحو عامين وأن ماليزيا حذرت في حينئذ من أنها قد تتصاعد إلى حرب إقليمية شاملة مبينا أنه “حدث ذلك فعلا عندما صعد الاحتلال الإسرائيلي النزاع بشن هجمات على إيران”.ودان تلك الهجمات بشدة باعتبارها ليس فقط تصعيدا سافرا نحو الحرب بل خطوة إضافية في “ديناميات إقليمية غير مستقرة أصلا” لافتا إلى أن آثار هذه الهجمات باتت ملموسة على المستوى الاقتصادي بعد أن ارتفعت أسعار النفط عالميا مع توقعات بحدوث اضطرابات كبيرة في الإمدادات.وأوضح أنه طالما هناك بعض أعضاء المجتمع الدولي يواصلون تبرير أفعال إبادة جماعية بأنها دفاع عن النفس لن نرى نهاية لهذه الفوضى مشددا على أن هذا التواطؤ يعمق الشعور بعدم العدالة ويفاقم انعدام الثقة بالنظام الدولي القائم.واستعرض الوزير حسن التحديات الاستراتيجية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مؤكدا أن ماليزيا بصفتها الرئيس الحالي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) تدفع نحو تعزيز قيم الشمولية والاستدامة كركيزتين لرؤية مستقبلية تتجاوز ضغوط الانعزال والنزعات القومية الضيقة.وأضاف أن المنطقة تواجه ضغوطا خارجية متزايدة نتيجة التنافس بين القوى الكبرى ويجب بناء مستقبل (آسيان) على أسس الالتزام الجماعي بالهوية الإقليمية المشتركة في ظل الانهيار التدريجي للأنماط التقليدية للتعددية في العالم.وبشأن أزمة ميانمار اعتبر إياها “الاختبار الأخلاقي الأبرز أمام (آسيان)” إذ تزعزع الأمن الإقليمي وتضعف من مصداقية الرابطة أمام العالم مؤكدا أن ماليزيا تدعم خطوات تنسيقية حثيثة للتعامل العملي مع الأزمة تشمل الحوار مع جميع الأطراف وتقديم المساعدات الإنسانية وبلورة حل مستدام.وأشار الوزير حسن إلى أن الصراعات خارج آسيا سواء في أوروبا أو الشرق الأوسط أو إفريقيا ليست بعيدة الأثر عن المنطقة إذ تؤثر في أسواق الطاقة والغذاء والتسليح والاستثمار والهجرة والتضخم.وأكد أن بلدان المنطقة يجب أن تدرك أن السلام شرط ضروري لازدهار الاقتصاد وأنه لا يمكن حماية الاقتصاد دون نظام دولي يتسم بالتعاون الشامل والعدالة والتعددية العادلة.وتستضيف ماليزيا سنويا المائدة المستديرة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بتنظيم من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية بماليزيا بمشاركة أكثر من 300 خبير ومفكر من نحو 20 دولة بينهم وزراء وسفراء وأكاديميون.وتتضمن فعاليات المائدة المستديرة تسع جلسات رئيسة تتناول الأمن الإقليمي وأزمة ميانمار والقيادة السياسية وتغير سلاسل التوريد ودور القوى الكبرى وقضايا السلام والاستقرار والسيادة الإقليمية. (النهاية)ع ا ب / ف ل ا