
باريس في 13 يوليو /العُمانية/ أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” إدراج مجموعة من المواقع الطبيعية والثقافية الجديدة ضمن قائمة التراث العالمي لهذا العام، وذلك خلال اجتماعات لجنة التراث العالمي التي عُقدت اليوم في العاصمة الفرنسية باريس. وتضمنت القائمة مواقع من قارات متعددة، شملت دولًا في آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وأمريكا الجنوبية، نظرًا لأهميتها الثقافية، والبيئية، والجيولوجية، والتاريخية، ضمن التراث الإنساني المشترك.ففي تركيا، تم إدراج مدينة “سارديس القديمة وجثوة ليديا ألف تلة” لقائمة التراث العالمي لليونسكو، وكانت سارديس عاصمة لمملكة ليديا في القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد، وأصبحت مركز قوة مهمًا كأول دولة في المنطقة في العصر الحديدي. وتتألف سارديس من ثلاثة أجزاء رئيسة: الأكروبوليس (المدينة العالية أو الحصن)، ومركز المدينة المحاط بالأسوار والمستوطنات القديمة خارج الأسوار، ومناطق الدفن على شكل تلال، وفي الجزء العلوي من المدينة، توجد أسوار ضخمة ونظام مدرجات، بينما في الجزء السفلي توجد منازل من الطوب ومقابر منحوتة في الصخر.وفي كوريا الشمالية، تم إدراج جبل كومغانغ، لما يتمتع به من مناظر طبيعية وقيمة رمزية في الثقافة الكورية. أما في سيراليون، فقد تم إدراج مجمع غولا-تيوي، وهو موقع يجمع بين الغابات المطيرة ويُعد من المناطق الغنية بالتنوع البيولوجي في غرب أفريقيا.وفي إطار التعاون البيئي الإقليمي، شهدت موزمبيق وجنوب أفريقيا توسعة مشتركة لموقع التراث العالمي لمنتزه الأراضي الرطبة بسانت لوسي ليشمل منتزه مابوتو الوطني، وذلك في خطوة تُعزز من حماية النظم البيئية الساحلية والبحرية العابرة للحدود في المنطقة. كما تم تسجيل موقع مشترك بين فيتنام ولاوس، عبر توسعة حديقة فونغ نها كي الفيتنامية لتشمل منتزه هين نامنو الوطني في لاوس، بما يعكس أهمية هذه المنطقة الكارستية التي تُعد من أبرز النظم الجيولوجية في جنوب شرق آسيا.وفي غينيا بيساو، تم إدراج أرخبيل بيجاجوش، لما يتمتع به من بيئة بحرية فريدة وتقاليد ثقافية محلية متوارثة ترتبط باستغلال الموارد البحرية بشكل مستدام. أما على صعيد أوروبا، فقد تم إدراج منحدرات مونز كلينت في الدنمارك، وهي منطقة ساحلية ذات طابع جيولوجي مميز وتاريخ طبيعي يعود لآلاف السنين. وأخيرًا، تم إدراج وادي نهر بيرواسو في البرازيل لما يحتويه من مناظر طبيعية فريدة ونقوش صخرية تعكس تاريخ الإنسان في أمريكا الجنوبية.وتؤكد منظمة اليونسكو من خلال هذه الإدراجات الجديدة التزامها بالحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي العالمي، وتعزيز التعاون الدولي في مجال حماية البيئة، وإبراز العلاقة بين الإنسان والطبيعة. كما دعت الدول الأعضاء إلى تطوير برامج إدارة مستدامة لهذه المواقع، بما يضمن حفظها للأجيال القادمة.وبذلك، يرتفع عدد المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي إلى أكثر من 1200 موقع حول العالم، موزعة بين مواقع طبيعية وثقافية ومختلطة تعكس غنى الحضارة الإنسانية وتنوّع البيئات الطبيعية على الكوكب./العُمانية/
أحمد الخوالدي