انطلاق أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية للتصدي لقرار الاحتلال السيطرة على قطاع غزة

انطلاق أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية للتصدي لقرار الاحتلال السيطرة على قطاع غزةالقاهرة – 10 – 8 (كونا) -— انطلقت اليوم الأحد أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الأردن لبحث سبل التصدي لجرائم الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة واستعراض آليات الحراك على المستويين العربي والدولي للتصدي لها ومنع استمرارها.وأكد مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أمجد العضايلة في كلمته الإفتتاحية أن “إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي نيتها إعادة احتلال قطاع غزة والسيطرة عليه بالكامل يمثل تصعيدا خطيرا وعدوانا غير مشروع”.وأضاف العضايلة أن “هذا الإعلان قوبل برفض وإدانة واسعة من المجتمع الدولي لما يحمله من تكريس لنهج العدوان والغطرسة وضرب لكل مقررات الشرعية الدولية وخرق فاضح للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني وسط عجز دولي عن ردع هذا العدوان”.وشدد على أن الأردن يرفض ويدين بشدة هذا المخطط لما يشكله من تقويض لحل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على خط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.وفي هذا الصدد طالب المسؤول الاردني بتحرك دولي عاجل وجاد لوقف ذلك المخطط ودعم جهود الوساطة المصرية – القطرية – الأمريكية للتوصل إلى ايقاف دائم لإطلاق النار وتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى وضمان إدخال المساعدات الإنسانية الكافية والعاجلة والمستدامة إلى القطاع.من جهة أخرى سلط العضايلة الضوء على الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي أكد عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وضرورة إنهائه فورا باعتباره انتهاكا للقانون الدولي ولحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره محذرا من أن مخططات الاحتلال تشكل تهديدا مباشرا للجهود الرامية لوقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية.وجدد العضايلة التأكيد على أن مواجهة الظلم والعدوان تتطلب موقفا دوليا حازما يرفض سياسات الاحتلال ويوقف جرائمه التي ترتقي إلى جرائم ضد الانسانية مضيفا إن “استمرار الحصار والتجويع والقتل لا يولد إلا مزيدا من الإحباط والكراهية ويهدد أمن المنطقة والعالم”.بدوره أكد مندوب دولة فلسطين لدى الجامعة العربية السفير مهند العكلوك في كلمته أن إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي السيطرة الكاملة على غزة يعد أمرا كاشفا لنية ترسيخ الاستعمار وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.وقال العكلوك إن “غزة تتعرض للابادة الجماعية من منظور القانون الدولي ولا تزال أرضا محتلة لأن قوات الاحتلال تفرض سيطرة فعلية على حدودها ومجالها الجوي وبحرها ومعابرها بل وعلى أدق تفاصيل حياتها المدنية”.وحذر من أن قرار الاحتلال الاسرائيلي العدواني يعبر عن نية واضحة لتعميق الاحتلال ضاربا بعرض الحائط كافة القرارات والمطالبات الدولية بإنهائه بما فيها الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية العام الماضي”.وذكر أن “المنظومة الدولية تقف ضعيفة عاجزة عن وقف جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بوحشية على مدار 673 يوما على التوالي مستخدما التجويع كسلاح إبادة جماعية ضد أكثر من 3ر2 مليون مدني فلسطيني نصفهم من الأطفال أمام أنظار العالم ولا ترد دول العالم بأكثر من الدعوة والمطالبة والإدانة والاستنكار”.وأضاف العكلوك إن الاحتلال الاسرائيلي تحول نتيجة الحصانة التي تمتع بها على مدار ثمانية عقود من قوة احتلال غير قانوني إلى استعمار استيطاني وثم إلى نظام فصل عنصري ومن ثم إلى قوة إبادة جماعية وتطهير عرقي وتحويل قطاع غزة إلى منطقة تجويع وحصار وأرض محروقة بنسبة تفوق 80 في المئة.وطالب في هذا الصدد بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني “ليس رجاء ولا توسلا ولا منة بل حق يوجبه القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة التي أسست لحفظ الأمن والسلام في العالم واشترطت لعضويتها أن تكون الدول محبة للسلام” محملا المجتمع الدولي المسؤولية عن خذلان شعب يتعرض للابادة والتجويع والتطهير العرقي.وأضاف أنه “بموجب القانون الدولي الإنساني فإننا نطالب 196 دولة طرف في اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وقت الحرب وفي حالة الاحتلال بإحترام الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال كما نصت المادة الأولى من اتفاقيات جنيف الأربعة وبموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”.كما طالب 125 دولة طرفا في ميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية بأن تقدم الحماية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض للجرائم التي تقع ضمن اختصاص المحكمة.يذكر أن الدورة الطارئة تعقد بناء على طلب فلسطين وتأييد الدول العربية وذلك في ظل قرار الاحتلال الإسرائيلي بإعادة إحتلال قطاع غزة و”السيطرة” عليه بالكامل وما سينتج عنه من تهجير قسري للشعب الفلسطيني داخل القطاع وخارجه بالإضافة إلى وضع حد للكارثة الإنسانية التي تجتاح حياة الفلسطينيين هناك.ومن المقرر أن يصدر عن الاجتماع قرار يعبر عن الموقف العربي الجمعي الرافض لإعلان حكومة الاحتلال.وترأس وفد دولة الكويت أمام أعمال الدورة غير العادية مندوب دولة الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير طلال المطيري.(النهاية)ا س م / ش م ع