
إسطنبول في 18 أغسطس /العُمانية/ يُعد
متحف غازي عنتاب للآثار أحد أبرز المعالم الثقافية في الجمهورية التركية، ويقدّم
لزوّاره نافذة على الحقب التاريخية المتعددة التي شهدتها منطقة الأناضول، بما
تحويه من آثار نادرة تعكس تنوع الحضارات التي مرّت بها المنطقة.
ويضم المتحف مجموعةً واسعة من القطع
الأثرية الفريدة، من بينها أكبر مجموعة مكتشفة عالميًّا من طبعات الأختام الطينية،
والتي تم العثور عليها في مدينة “زيوغما” الأثرية العائدة إلى الحقبة الرومانية،
إلى جانب هيكل عظمي لفيل “مرعش” المنقرض، ومجموعة متميزة من الحفريات التي تسلط
الضوء على التنوع البيولوجي القديم في الأناضول.
وأوضح أستاذ التاريخ والآثار التركي
الدكتور مصطفى يلدز في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن المتحف يتضمّن أقسامًا
متعددة تُعرَض فيها الآثار وفق تسلسل تاريخي يمتد من العصر النحاسي والبرونزي،
مرورًا بحضارات الحثيين، والحوريين، والفرس، والإغريق، والرومان، وصولًا إلى
الحضارة الإسلامية والعهد العثماني.
وأشار إلى أن المتحف يحتوي أيضًا على
مجموعة من الأختام الأسطوانية وطبعات الأختام التي تعود إلى فترات زمنية متباينة،
تؤرّخ لتطور نظم التوثيق في المنطقة، مؤكدًا على أهمية لوحات الأختام الطينية المكتشفة
في زيوغما، والتي تُعدّ الأكبر من نوعها على مستوى العالم.
ومن المعروضات اللافتة في المتحف، جرة
مياه نُقش عليها رسم يُعتقد أنه يمثّل أقدم “رمز ابتسامة” في العالم، ويعود
تاريخها إلى نحو ٣٧٠٠ عام، وقد اكتُشفت أثناء عمليات التنقيب في مدينة قارقاميش
الأثرية.
ويعكس متحف غازي عنتاب الاهتمام بالحفاظ
على الموروث الحضاري للأناضول، حيث أُعيد تصميمه في عام 2017 من قبل مديرية
الثقافة والسياحة بالمدينة ليواكب المعايير الحديثة في العرض المتحفي، ويستمر في
استقبال القطع المستخرجة من المواقع الأثرية في غازي عنتاب والمناطق المجاورة.
ويُسهم المتحف في إثراء المشهد الثقافي
والتعليمي، ويُعدّ وجهةً بارزة للمهتمين بالتاريخ والآثار، لما يقدّمه من تجربة
تفاعلية متكاملة تجمع بين الأصالة والحداثة.
/العُمانية /النشرة الثقافية/
أمل السعدية